< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

38/01/23

بسم الله الرحمن الرحيم

العنوان: احكام الاولاد

قلنا ان هناك واجبات ومستحبات، والفقه يبني الذهنية وهذه المستحبات نركز عليها لانها توجد حالة ثقافية عامة ونحن نكرر هذا الكلام لسبب وهو انكم طلبة بالمعنى الاعم وفيكم الخير الكثير " إذا صلح العالم صلح العالم، وإذا فسد العالم فسد العالم " انتم تقودون ثقافتها وتبليغها ورسالتها " والعلماء ورثة الانبياء " إذا كان العالم حسن التصرف والعمل في الشارع والبيت والمنطقة، " كونوا زينا لنا " في كل المواقع في العبادة والاقتصاد والتربية وغيرها. لذلك لهذه المستحبات الاثر الكبير نستعرضها لتنمية ثقافتنا وفكرنا ومستقبلنا.

وكان الكلام في الكنية في رواية ابي العتاهية التي ذكرناها أمس، الانسان يلتفت للآخر في اقل شيء يخدش مشاعره، وانا اذكر جيدا الشيخ صادق القاموسي (ره) في النجف الاشرف كان على خلق عال جدا وكبيرا في السن، يلاحظ الآخرين في كل سكنة وكان (بزازا) بائع قماش وكان من الفضلاء كان يقيم في بيته مجلسا علميا، ذكر في مجلسه ان هناك شخصا ذكر في مسألة انه توجد فيها رواية، بحثنا في المكتبة والكتب فلم نجد تلك الرواية، حاولنا ان نعرف منه من هو الشخص الذي اخبره بالرواية، رفض ذكر اسمه وقال انا اسأله لأني اخشى ان يكون توهينا له، قد يكون على غلط، لم يرد ان يخدش سمعة الاخرين بشعرة، يحتمل ان يكون ساهيا أو ناسيا او على غلط. هذا كان درسا لنا ولمسلكنا نحن الشباب في ذلك الزمن.

     استحباب اطعام الحامل اللبان.

ح1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن قبيصة، عن عبد الله النيسابوري، عن هارون بن موسى، عن أبي موسى، عن أبي العلا الشامي، عن سفيان الثوري، عن أبي زياد، عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أطعموا حبالاكم اللبان، فان الصبي إذا غذي في بطن أمه باللبان اشتد عقله، فان يك ذكرا كان شجاعا، وإن ولدت أنثى عظمت عجيزتها فتحظى عند زوجها.

من حيث السند: محمد بن قبيصة مجهول، والسند اتجه نحو العامة. الرواية ضعيفة.

من حيث الدلالة: الاسلام بين كل شيء، والأئمة (ع) كانوا لا يعقدون الامور، نعم كانوا شرفاء في الفاظهم، فرق ان يكون الانسان يعتبر الجنس خطيئة كما عند المسيحيين، وبعض الهندوس كانوا إذا توفي الرجل تدفن زوجته معه ولعلّه وهي حيّة. هذا المرض النفسي الهائل من جهة المسائل الجنسية، ولكن في نفس الوقت الفاظهم وحشة. الائمة (ع) كانوا ينزهون انفسهم في الفاظهم.

هل الرواية هنا ارشادية أو استحبابيه؟ الظاهر انها ارشاد لان الارشاد لا جعل فيه، كقول الطبيب. الارشاد هو بيان لا على جهة المولوية لا جعل فيه ولذا لا ثواب فيه ولا عقاب ولا أي أثر سوى ما يترتب على نفس المخبر به. لذلك قد يكون ارشادا لحكم العقل او ارشادا لجزئية، كالركوع جزء للصلاة، وقد يكون ارشادا لواقع خارجي. بعضهم قال: إن الامر الارشادي هو خبر لمن نقول: الارشادي امر وليس اخبارا، بقوة الاخبار. ثم إنه لا ثمرة في هذا البحث أي بحث الفرق بين الاخبار والامر الارشادي. ولا مانع ان نبيّن العلّة احيانا.

ح 2 - وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي، عن محمد ابن سنان، عن الرضا عليه السلام قال: أطعموا حبالاكم ذكر اللبان فان يكن في بطنها غلام خرج زكي القلب عالما شجاعا، وإن تكن جارية حسن خلقها وخلقتها وعظمت عجيزتها وحظت عند زوجها. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب. [1]

من حيث السند: فهو ضعيف إذ محمد بن علي يبدو انه الصيرفي المكنّى بابي سمينة، وهو ضعيف لم يوثق.

سهل بن زياد: 568 - سهل بن زياد الآدمي الرازي، وثقه الشيخ، وضعفه النجاشي والشيخ في موضع آخر، ورجح بعض مشايخنا المعاصرين توثيقه، ولعله أقرب. [2]

محمد بن سنان: 1049 - محمد بن سنان أبو جعفر الزاهري ، وثقه المفيد ، وروى الكشي له مدحا جليلا يدل على التوثيق ، وضعفه النجاشي والشيخ ظاهرا ، والذي يقتضيه النظر أن تضعيفه أنما هو من ابن عقدة الزيدي ، ففي قبوله نظر ، وقد صرح النجاشي بنقل التضعيف عنه وكذا الشيخ ولم يجز ما بضعفه ، على أنهم ذكروا وجهه ، وهو أنه قال عند موته : كل ما رويته لكم لم يكن لي سماعا وأنما وجدته وهولا يقتضي الضعف إلا بالنسبة إلى أهل الاحتياط التام في الرواية ، وقد تقدم ما يدل على جوازه ، ووثقه أيضا ابن طاووس والحسن بن علي بن شعبة وغيرهما ورجحه بعض مشائخنا ، وهو الصواب ، واختاره العلامة في بحث الرضاع من " المختلف " وغيره ، ووجه الذم المروي ما مر في زرارة بل ورد فيه وفي صفوان نص خاص يدل على زوال موجبه ، وذكره ابن طاووس في " فلاح السائل " ورجح مدحه وتوثيقه ، وروى فيه عن أبي جعفر عليه السلام أنه كان يذكر محمد بن سنان بخير ويقول : رضي الله عنه برضاي عنه فما خالفني ولا خالف أبي قط. [3] إذن في نفسه ثقة اعلائي بمثابة زرارة ومحمد بن مسلم، والمشكلة في ما رواه انه ليس سماعة بل وجادة.

كلتا الروايتين ضعيفتان سندا، فلنقم بعملية استقراء التي تأخذ اللبان كيف يخرج اولادها. وهذا في عهدة أهل الاختصاص في علوم الاحياء. [4]

غدا ان شاء الله نكمل.

 


[4] سابقا في بداية الحالة الاسلامية هناك كتاب في الكتب القديمة كانت في الاسلام وعظمة الاسلام، وليس كما في ايامنا فعل ورد فعل. كان هناك كتاب " الطفل بين الوراثة والتربية " للشيخ محمد تقي فلسفي (ره) في ذلك الزمن قراء العزاء كان قسم منهم علماء كالسيد عبد الرزاق المقرّم (ره)، علماء يقرؤن العزاء يعلمون ما يتكلمون، مع الاسف كثير من قراء العزاء يريدوننا ان نصبح كالمسيحيين، الايمان بالإسلام خاضع للرؤية والمنام والعجائب. الآن مشكلة التثقيف العام هؤلاء، كان من امثال الشيخ محمد تقي فلسفي فخرج جيل راق احدث انجازات، الآن التثقيف العام بيد هؤلاء القراء منامات وامثالها. اما في مثل هذه الروايات، أي روايات أهل البيت (ع) مثل ما نحن فيه ماذا تأكل الحبلى؟ تشير إلى عظمة الدين والاسلام وعظمة اهل البيت (ع)، حتى الامور التي لم تكن معروفة ابدا كاطعام التمر وما له من الاثر في نفسية الوليد وروحيته. كل هذا له الاثر الكبير في طباع الولد.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo