< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

38/01/16

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: احكام الاولاد

     استحباب التسمية بمحمد.

     استحباب التسمية بعلي وحمزة.

نكمل روايات استحباب التسمية بمحمد، وقلنا ان الرواية السابعة يمكن قبولها، فاذا لاحظنا الروايات لا نكاد نجد رواية صحيحة واحدة. ولعلّ أفضل ما وجدته من حيث الاعتبار هو الحديث السابع من نفس المصدر أي الوسائل.

ح7 - الفضل بن الحسن الطبرسي باسناده في ( صحيفة الرضا ) عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه وأوسعوا له في المجلس ولا تقبحوا له وجها.

قلنا أنه في مقام الدلالة لا تدل على الاستحباب لأن وزانها وزان " لا تجلسوا على الطرق، لكن إذا جلستم فأعطوا حق الطريق " كرد السلام والأخلاق والبشاشة إلى غير ذلك من الآداب، وهذا لا يعني استحباب الجلوس على الطريق. وقلنا امس انها جملة شرطية وزان " إذا اكلت فاغسك يدك " وهذا ليس معناه استحباب الاكل باليد. الجملة الشرطية المؤلفة من المقدم والتالي لا تعني ثبوت المقدم أو استحبابه.

اما السند " صحيفة الرضا " وهي كتاب فيه كلام وخلاف حول ثبوته، وهو مروي عند السنّة والشيعة، ذكرنا امس ان سلسلة الرواة تلتقي عند احمد بن عامر الطائي فيكون الكلام فيه.

ح 8 - وبالإسناد عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر من اسمه محمد أو أحمد فأدخلوه في مشورتهم إلا كان خيرا لهم.

ايضا من ناحية الدلالة لا تدل على الاستحباب بل لسانها لسان إرشاد إلى وجود الخير، نعم بضميمة كبرى وهي استحباب السعي إلى ايجاد الخير يمكن القول بالاستحباب، وهناك اشاره واشعار بتسمية محمد.

ح9 - وبالإسناد عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما من مائدة وضعت فقعد عليها من اسمه محمد أو أحمد إلا قدس ذلك المنزل في كل يوم مرتين. ورواه الصدوق في ( عيون الأخبار ) بأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء عن الرضا عليه السلام، وكذا كل ما قبله.

ح 10 - علي بن عيسى ( الاربلي ) في ( كشف الغمة ) نقلا من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد عن العطافي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام، عن ابن عباس قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا ليقم كل من اسمه محمد فليدخل الجنة لكرامة سميه محمد صلى الله عليه وآله. [1]

من ناحية السند: السند ضعيف.

ومن ناحية الدلالة: قد يستشعر منها لكرامة سميّه محمد، وليس هناك دليل ولا ظهور باستحباب التسمية.

في مجموع هذه الروايات قد يدعى العلم بصدور بعضها على نحو التواتر الاجمالي، أو العلم بصدور المعنى على نحو التوتر المعنوي. ولكن الحق عدم حصول التواترين. أما التواتر الاجمالي فقد أشرنا في ابحاث سابقة عدم صحة تسميته بالتواتر، لان التوتر الاجمالي له معنيان: الاول العلم بصدور بعض الروايات إجمالا من دون تعيين، فيكون حجة في القدر المتيقن. والثاني هو العلم بصدور المعنى وهو الاستحباب. والامر في كلا المعنين عدم التسمية بالتواتر لان التواتر هو إخبار جماعة يمتنع اجتماعهم على كذب. وهذا غير متحقق في موردنا ولو حصل الاطمئنان بصدور بعض الروايات أو المعنى فهذا ليس من باب التواتر، بل من باب الخبر المحفوف بقرينة وهي كثرة الروايات، وهذه الكثرة أفادت اطمئنانا.

ويستحب التسمية بعلي، في رواية معتبرة، ح 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن عبد الرحمن بن محمد العرزمي قال: استعمل معاوية مروان بن الحكم على المدينة وأمره أن يفرض لشباب قريش، ففرض لهم، فقال علي بن الحسين عليهما السلام: فأتيته فقال: ما اسمك؟ فقلت: علي بن الحسين، فقال: ما اسم أخيك؟ فقلت: علي، فقال: علي وعلي، ما يريد أبوك أن يدع أحدا من ولده إلا سماه عليا ثم فرض لي، فرجعت إلى أبي فأخبرته، فقال: ويلي على ابن الزرقاء دباغة الأدم لو ولد لي مائة لأحببت أن لا اسمي أحدا منهم إلا عليا. [2]

من ناحية السند: قلنا انها معتبرة.

من ناحية الدلالة: دلالتها واضحة على استحباب التسمية بعلي.

     ويستحب التسمية بحمزة، ح 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يدخل الفقر بيتا فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة من النساء.

من ناحية الدلالة: " لا يدخل الفقر " قلنا ان الدلالة على هكذا روايات انها كلها نوع من الاقتضاء ممكن ان يتخلف لأسباب، وتدل على ان للإسم اثر في النفس كما في رواية تبديل الاسماء القبيحة إلى اسماء حسنة في الرجال والبلدان. ونحن نعلم ان للاسم اثر في نفسية الانسان.

ففي الصحيح: ح 2 - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: ولد لي غلام فماذا اسميه؟ قال: بأحب الأسماء إلي حمزة. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد ابن يعقوب، وكذا الذي قبله. [3]

ان شاء الله غدا نكمل.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo