العنوان: احكام الاولاد

    • منعى العصابة.

    • افضل الاسماء اسماء الانبياء.

نكمل البحث في كلمة " العصابة " التي وردت في الكثير من الروايات، وخاصة في علم الرجال.

العصابة: هي المجموعة من القوم اجتمعت على رأي او شيء معيّن، والمأخوذ فيها القلّة.

والاخذ بالقلة الذي هو بنحو جزء من المفهوم او بنحو الانصراف؟.

فرق ان تكون الدلالة بالانصراف حينئذ لها آثارها وبين ان تكون مأخوذة جزءا من المفهوم أو مستفادة من المفهوم حينئذ لها آثارها الاخرى ومثيلاتها في الفقه كثير، وذكرنا في درس الامس مثال السؤر فليراجع.

وهنا كلمة " العصابة " مأخوذ فيها القلّة النسبيّة وكثيرا ما تستعمل هذه الكلمة مثلا قول الرسول الاكرم (ص) : " ان تهلك هذه العصابة فلن تعبد على وجه الارض"، وكانوا قلّة ليس اكثر من ثلاث مئة وثلاثة عشر رجل.

اريد ان ابحث بموضوع تاريخي، وهذا التاريخ له ثمرة في تصرفاتنا. نحن الآن بعد وفاة الرسول الله (ص) الاسلام اصبح غريبا عادت الروح الجاهلية وخصوصا مع بني اميّة. المسلمون الذين يلبسون الاسلام كثر لكنه الاسلام الذي دخلت به روح الجاهلية من جديد، الطبقيّة، الظلم، والعصبيّة، الاستئثار وإلى آخره.

بعد استشهاد الحسين (ع) في بعض الروايات انه لم يبق على هذا الامر إلا خمس او سته: منهم يحيى بن ام الطويل، وابو خالد الكابلي، وسعيد بن جبير، وهؤلاء من العظماء لانه من مئات الاف المسلمين لم يبقى على الحق إلا هؤلاء، وهذا معناه ان الاسلام الاصولي المحمدي انتهى في منظور أهل الكفر وجاء بنو اميّة للحكم وحاربوا الاسلام حربا شعواء، واحد وعشرون سنة قبل اسلامهم من الحرب الضروس يؤلبون ذؤبان العرب ضد محمد (ص) وبعد فتح مكة اسلموا من باب الامر الواقع، دخلوا في الاسلام، وفيما بعد اصبحوا سلاطين وفرضوا الفكر والسلطة والعقلية والذهنية التي يريدون، والبسوها ثوب الاسلام. وبعبارة أخرى: بقوا على الذهنية الجاهلية في الانانية والعنجهية والتكبر والطبقية والظلم، وسموها الاسلام.

بعد ذلك ماذا فعل الائمة سلام الله عليهم؟ معهم عصابة، هم قلّة، من كان على منهاج الأئمة ورسول الله (ص) قلّة لان الذين حاربوا الاسلام وما زالت ذهنيتهم جاهلية دخلوا في الاسلام وصاروا هم السلطة والخلافة وادخلوا ما يريدون واعادوا الجاهليين وقالوا: " سواد العراق لقريش " وقالوا: لأهل الذمة لاحد الاقباط المصريين: " انما انتم خزانة لنا " استباحة مقيتة جاهلية للبشر والحجر، الناس خول عبيد والمال دولة بينهم.

الائمة سلام الله عليهم من هذه القلّة بدأوا من جديد ليعيدوا الاسلام المحمدي الأصيل، وفي زمننا هذا، الناس بعيدة إلى حد كبير عن الاسلام، عن محمد رسول الله، عن القيم، عن الاخلاق. فلا يقول الانسان انه محبط وان الامر لا ينفع. نقول: الامر ينفع، كلٌ منكم في منطقته في شارعه في بلده فليكون هذه العصابة الخيّرة كما فعل الأئمة (ع)، عصابة فيها لله رضا وخير، يدخل إلى كل بيت، إلى كل مجتمع، بقدر ما يستطيع. كما فعل الائمة (ع) بنو امية وبنو العباس هم الحكام لكن الأئمة (ع) استطاعوا مع الايام أن يحافظوا وان يدخلوا الاسلام الاصيل من جديد. مروان بن الحكم، وعمر بن العاص، ومعاوية، هؤلاء الذي حاربوا الاسلام حربا شعواء صاروا هم الخلفاء والسلاطين هم وغيرهم ممن استحكمت النفسية الاعرابية فيهم دخلوا في الاسلام ولم يدخلوا الايمان في قلوبهم، هم أشد كفرا ونفاقا، ادخلوا المفاهيم الاسلامية المشوهة، وصاروا هم المرجعيّة. الائمة (ع) كانوا القلّة لذلك لكلمة " العصابة " معنى عميق رسالي وعملي.

نعود لاستحباب التسمية باسم الانبياء، الوسائل: ح 1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال، عن أبي إسحاق ثعلبة، عن رجل سماه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أصدق الأسماء ما سمي بالعبودية، وأفضلها أسماء الأنبياء . ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب، ورواه الصدوق في ( معاني الأخبار ) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن

ميمون، عن معمر بن عمر، عن أبي جعفر عليه السلام مثله إلا أنه قال: وخيرها أسماء الأنبياء. [1]

من حيث السند: الرواية مرسلة ضعيفة بــ " رجل سماه ". اما الحسن بن علي بن فضال ثقة جليل وجيه. و ثعلبة بن ميمون من الاجلاء الكبار.

من ناحة الدلالة: " أصدق الاسماء ما سمي بالعبودية وافضل الاسماء ما سمي بأسماء الانبياء. لم يقل ان افضلها ما سمي بالعبودية بل اللوازم العرفية البعيدة الغير بيّنة " الصادق " افضل، كلنا عبيد الله عز وجل. لا يفهم من النص نفسه ان الاستحباب بالتسمية باسم العبودية. افضل الاسماء اسماء الانبياء.

وفي بقية الرواية عن " معمر بن عمر " قد يكون هو الرجل الذي سماه ثعلبة بن ميمون، ولم يوثق وضعيف.

والدلالة واضحة " وخيرها اسماء الانبياء " " وافضلها اسماء الانبياء ".

غدا ان شاء الله نكمل .