< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

36/06/03

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: مناقشة قاعدة التوثيقات العامة: أن صفوان، وابن أبي عمير، والبزنطي، وأضرابهم لا يروون إلا عن ثقة.
-روايات الذمّ التي تخدش بعلي بن أبي حمزة.
عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد سيدة نساء العالمين الزهراء سلام الله عليها، ولنكن على ما قلناه سابقا بان نعاهد الزهراء (ع) بما تقر به عينها وهو اننا إذا اردنا ان ندخل السرور عليها فليكن في يوم وفاتها ان نزيد ساعات العمل، التعطيل قد لا يقر عينها بينما زيادة العطاء والانتاج والمعاهدة في نشر دين الله عز وجل ونشر مذهب الحق والعمل على ذلك هذا الذي اتصور انه تقر به عينها، ونسأل الله تعالى رضاها ورضا رسول الله محمد (ص)، مع الجمع بين زيادة العمل وإقامة مجالس العزاء وإحياء الشعائر.
ننتقل إلى الادلة التي تدل على ضعف علي بن ابي حمزة.
استدل على الضعف اولا بكونه من الواقفة، وقلنا ان هذا يدل على انحراف في العقيدة وليس على ضعف في الحديث، خصوصا ان المراد من الإخبار عند العقلاء نقل الواقع لذلك قالوا بحجية الثقة ولو لم يكن عدلا اماميا لعدم دخالة العقيدة في ذلك.
الدليل الثاني الروايات التي ذكرت في كتاب معرفة الرجال للكشي، الشيخ الطوسي (ره) لخّص هذا الكتاب تحت عنوان اختيار معرفة الرجال. [1]
ملخص الكلام في الاستدلال على ضعف علي بن أبي حمزة انه بشر بالنار، وملعون، وكذّب رسول الله كما ورد في الروايات، قالوا انها تدل على سقوط حديثه، ولكن قلنا انه يدل على ضعفه في العقيدة وفي الحديث وليسا متلازمين، وان كان يصبح هناك مقتضٍ للكذب إذا كان منحرفا عمدا، وليس ضالا ولا عن شبهة ليبقى على وثاقته. الروايات الواردة قسمان: قسم تدور حول تضعيف عقيدته وليس تضعيف حديثة. وقسم آخر من الروايات قد يكون ظاهرا في تضعيف حديثه وانه كذاب، وتخريج هذه الروايات أنه يحتمل قويا أنها وردت في ابنه الحسن بشواهد سنذكرها.
في كتاب اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) الشيخ الطوسي، ج2: يذكر علي بن أبي حمزة البطائني:
ح754- محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني أبو داوود المسترق [2]، عن علي بن ابي حمزة، قال، قال ابو الحسن موسى (ع): يا علي أنت واصحابك شبه الحمير. [3]

في كل الروايات سنرى أن ابو الحسن تطلق على موسى بن جعفر (ع)، وعلى علي بن ابي طالب (ع) وعلى الامام الرضا (ع)، وعلى الامام الهادي (ع)، لكن عندما يقال ابو الحسن فقط يقصد الامام موسى بن جعفر (ع). في هذه الروايات يذكر ابن الحسن من دون إطلاق بل بيان انه الامام موسى (ع) فيقول: قال ابو الحسن موسى.
وقد علّقنا على هذا الحديث سابقا انه يدلّ على كون حركة الواقفة حركة امنية أرادها الامام الكاظم (ع) لحفظ نفس الامام الرضا (ع) ثم إنها لا تدل على ضعف الحديث. كما لا يقال ان الامام (ع) كيف يضلل اصحابه؟! ألم يكتب الامام بالخلافة لاحد خمسة اشخاص من جملتهم الرشيد؟!.
ح755- قال ابن مسعود، قال ابو الحسن علي بن الحسن بن فضال: علي بن ابي حمزة كذاب متهم.
وروى أصحابنا أن ابا الحسن الرضا (ع) قال بعد موت ابي حمزة: أنه أقعد في قبره فسئل عن الائمة (ع) فأخبر بأسمائهم حتى انتهى إليّ فسئل فوقف، فضرب على رأسه ضربة إمتلأ قبره نارا.[4]
وتعليقا على متن الحديث: هذا لا يدل على ضعفه في الحديث بل على انحراف في العقيدة وحسب.
ح757: حمدان بن أحمد قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن ابي داوود المسترق، عن عقبة بياع القصب، عن علي بن ابي حمزة، قال: قال ابو الحسن يعني الاول (ع): يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير. [5]
اولا في السند: الكشي قال: قال ابو الحسن يعني الاول، وهذا الذكر " الاول " قليل في الروايات اكثر الروايات ذكرت ابو الحسن فقط. ويبيّن في هذه الروايات انه الامام الكاظم وليس الرضا (ع) ولعلّها اشارة إلى شيء قد اشرنا إليه سابقا.
ثم ان حمدان بن أحمد، الظاهر أنه حمدان النهدي يقول في خاتمة وسائل ج20 تحت رقم 416: حمدان النهدي قال الكشي بعد ذكر جماعة: محمد بن أحمد وهو حمدان النهدي الكوفي، قال ابو عمرو(الكشي) : سألت محمد بن مسعود (العياشي) عن جميع هؤلاء؟ فقال: أما محمد بن احمد النهدي وهو حمدان القلانسي كوفي ثقة فقيه خيّر، انتهى. ويأتي محمد بن أحمد بن خاقان.
وتحت رقم 968: محمد بن احمد بن خاقان ابو جعفر القلانسي المعروف بحمدان، ثقة، خيّر، فقيه، قاله الكشي نقلا عن العياشي. وقال النجاشي: انه مضطرب، ونقلهما العلامة، ونقل عن ابن الغضائري تضعيفه ثم توقف. [6]
اما كيف يكون لشخص عدّة اسماء، ذكرنا أنه حتى في مجتمعنا قد يسمى الشخص عدّة أسماء لأسباب متعددة.
وقال: حدثنا معاوية بن حكيم (وثقه النجاشي، جليل من اصحاب الرضا (ع) وقال الكشي إنه فطحي عالم عدل ).
عن عقبة بياع القصب، عن علي بن ابي حمزة. قال: قال ابو الحسن يعنى الاول: يا علي انت واصحابك اشباه الحمير.
ح 758: علي بن محمد، قال: حدثني محمد بم محمد، عن محمد بن علي الهمداني، عن رجل، عن علي بن ابي حمزة، قال: شكوت إلى ابي الحسن (ع) وحدثته بالحديث عن ابيه وعن جده، قال: يا علي هكذا قال ابي وجدي (ع) قال: فبكيت، ثم قال: او قد سألت الله لك أو أساله لك في العلانية أن يغفر لك. [7]
الرواية مرسلة تدل على صدقه في الحديث، ومن " أساله لك في العلانية أن يغفر لك" قد تكون مؤيد لما ذكرنا.
ح760 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك اني خَلَّفتُ ابن أبي حمزة وابن مهران وابن أبي سعيد أشد أهل الدنيا عداوة لله تعالى.
قال، فقال: ما ضرك من ضل إذا اهتديت، انهم كذَّبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وكذَّبوا أمير المؤمنين وكذَّبوا فلانا وفلانا وكذَّبوا جعفرا وموسى، ولي بآبائي عليهم السلام أسوة.
قلت جعلت فداك إنا نروي أنك قلت لابن مهران أذهب الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك.
فقال: كيف حاله وحال بزه؟ [8] قلت: يا سيدي أشد حال هم مكروبون وببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج إلى العمرة، فسكت. وسمعته يقول في ابن أبي حمزة: أما استبان لكم كذبه؟ أليس هو الذي يروي أن رأس المهدي يهدى إلى عيسى بن موسى [9] وهو صاحب السفياني؟ وقال: إن أبا الحسن يعود إلى ثمانية أشهر؟. [10]
سنرى ان شاء الله في المتن هل تدل على تكذيب في العقيدة، أو في الحديث، وما هي دلالة " كذّبوا "؟ وكونها فعلا متعديا لا لازما.
غدا ان شاء الله نكمل.


[1] الذي ليس هو موجودا بين ايدينا وان كان في بعض كتابات ابن حجر العسقلاني من ابناء العامة تشير إلى أن الكتاب الموسع للكشي كان عنده ويذكر منه بعض الامور غير الموجودة في الاختيار.
[2] وثقه العياشي، عن ابن فضال.
[8] البزاز هو بائع القماش، ابتزه أي اخذ ثيابه، جرده من ثيابه. وتعنى تجارة الامتعة.
[9] هو الوزير العباسي.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo