الموضوع: كتاب النكاح/ أولياء العقد/ ولاية الأب على الصغيرين - نفوذ عمله بعد البلوغ

كان الكلام في من استدل على عدم ثبوت خيار الفسخ بالروايات والشهرة الفتوائية والشهرة الروائية، وأصالة اللزوم في العقود، بمعنى أنه لو فسخت فالأصل اللزوم فهذا الفسخ لا أثر له من جهة، ومن جهة أخرى الروايات المعارضة التي تقول بجواز فسخ الصغيرة أي لها خيار الفسخ بعد البلوغ.

إذا لاحظنا كلمات أبناء العامة ووجدنا أنهم يختلفون في روايات خيار الفسخ، فأهل الحجاز كانوا يمنعون، أما أهل العراق فكانوا يثبتون لها الخبار. خيار الفسخ. فصارت الروايات المتعارضة لها مرجحان، مرجح الشهرة الروائية إلى جانب، والروايات التي تقول بمنع الخيار. وأما مخالفة العامة وهو مرجح خصوصا في ظرف مصادرة السلاطين لحرية الطرف الآخر/ كما ذكرنا ذلك في كتاب وسيلة المتفقهين. المرجح الجهتي،- أصالة الصدور-، أصالة الجهة، إلى جانب إثبات الخيار لأنه يخالف أبناء العامة.

بمعنى أن لدينا أدلة على عدم ثبوت الخيار، هي الروايات والشهرة، وأصالة اللزوم. يقابلها أدلة ثبوت الخيار الروايات.

فلو فرضنا أننا وصلنا إلى تعارض المرجحين فماذا نفعل؟

نقول: تأتي المسألة إلى حسب المباني. بعضهم يقول أنه مخالفة العامة مرجح، وبعضهم يقول مخالفة الكتاب فقط، وبعضهم يقول الشهرة فقط، وبعضهم في ترتيب المرجحات، أولاً مخالفة الكتاب ثم مخالفة العامة ثم الشهرة تأتي أخيرا.

أما نحن فنميل إلى مبنى الشيخ الأنصاري (ره) وهو الأقربية إلى الواقع، ذكر ذلك في الرسائل قال: عند تعارض الروايات فالمرجحات المأثورة ليس إلا تطبيقات لأمر واحد وهو الأقربية إلى الواقع.

وسبب هذا الميل أننا ذكرنا سابقا قاعدة مهمة وهي أن الدليل على حجية أمر بنفسه دليل على حجية فروعه، فالدليل على حجية خبر الواحد هو نفسه دليل على فروع مسألة خبر الواحد ومنها التعارض، فماذا أفعل؟

إذا قلنا أن سيرة العقلاء هي الدليل، فلننظر إلى العقلاء، أيها العقلاء أيها العرف العام إذا تعارض خبران لثقتين ويجب أن أعمل بأحدهما، نسأل العقلاء، فنراهم يجيبون بأنهم يأخذون بأقرب إلى الواقع. وبهذا نصل إلى نفس النتيجة التي وصل إليها الشيخ الأنصاري (ره). والاقربية للواقع يجب أن تكون بحسب الدليل المترتب. نجد أن المرجحات التي ذكرها الأئمة (ع) مرجحات عقلائية ليست خارجة عن العقلاء ولذلك نأخذ بما هو الأرجح والأقرب للواقع.

يمكن بهذه المسألة نستطيع أن نقول بأن ثبوت الخيار أقرب لو كانت مخالفة القوم إلى جانب منع الخيار. والله العالم.