< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

41/04/19

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: مباحث الالفاظ/وضع/حقیقت الشرعیه

الدفع الثاني

قال المحقّق العراقيّ(رحمةالله): «توهّم أولِه إلى اجتماع اللحاظين غلط؛ إذ النظر المرآتيّ متوجّه إلى شخص اللفظ و المعنى حال الاستعمال و هما غير ملحوظين استقلالاً حين الوضع. و ما هو ملحوظ كذلك، فهو طبيعة اللفظ و طبيعة المعنى حين وضعه و أحدهما غير الآخر في مقام اللحاظ‌». [1]

أقول: کلامه(رحمةالله) متین.

کما قال(رحمةالله) في موضع آخر: «لا شبهة في إمكان تحقّق الوضع بنفس الاستعمال، بل هو الواقع غالباً. و توهّم عدم معقوليّته، لاستلزامه اجتماع اللحاظين الآليّ و الاستقلاليّ في ملحوظ واحد، باطل‌». [2]

الإشکال علی الدفع الثاني

«إنّ هذا الجواب ليس بتام؛ فإنّه سلّمنا توجّه اللحاظ الآليّ إلى اللفظ حال الاستعمال و توجّه اللحاظ الاستقلاليّ إليه في مقام الوضع. و المراد منه في الأوّل شخصه و في الثاني نوعه. و لكن تحقّق ثلاث لحاظات في استعمال واحد غير معقول، مع أنّ لازم كلامه(قدس سره) تعلّق اللحاظ الآليّ بشخص اللفظ و تعلّق اللحاظ الاستقلاليّ بنوعه و تعلّق اللحاظ الاستقلاليّ الآخر بالمعنى في استعمال واحد، فكيف يمكن ذلك مع كون المستعمل واحداً و هو شخص اللفظ أو نوعه!

نعم، يمكن إطلاق اللفظ و إرادة نوعه بحيث كان شخص اللفظ مستعملاً و نوعه مستعملاً فيه و لكن لمیکن فيه ثلاث لحاظات كما مر، فلايمكن باستعمال واحد تحقّق الوضع و الاستعمال معاً».[3]

أقول: إنّ لحاظ الآليّ بالنسبة إلی اللفظ حال الاستعمال لحاظ قلبيّ یحصل بالآن الواحد في القلب. و هکذا اللحاظ الاستقلاليّ إلی اللفظ في مقام الوضع یحصل بآنٍ واحد. و هکذا اللحاظ الاستقلاليّ الآخر بالنسبة إلی المعنی کلّها یحصل بآنات ثلاث و الاستعمال له آنات کثیرة یمکن له لحاظات کثیرة؛ فلا محالیّة في البین و لا إشکال في کون بعض اللحاظ إلی شخص اللفظ و بعضه إلی نوعه. و هکذا؛ لأنّها کلّها لحاظات قلبیّة في آنات متکثّرة في استعمال واحد، کما تمکن خطور معانٍ متعدّدة من اللفظ في الذهن حین استعمال واحد.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo