< قائمة الدروس

بحث الأصول الأستاذ محسن الفقیهی

41/01/23

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: علامات المجاز / علامات الحقیقة و المجاز / وضع

العلامة السادسة: صحّة السلب (عدم صحّة الحمل).

المراد من صحّة السلب

قال المحقّق القمّيّ(رحمه الله):«المراد [من صحّة السلب][1] صحّة سلب المعاني الحقيقيّة عن مورد الاستعمال».[2]

قال بعض الاُصولیّین- حفظه الله:«المراد منها هي صحّة سلب لفظ بما له من المعنى من لفظ آخر بما له من المعنى».[3]

المثال للعلامة السادسة

صحّة نفي الحمار عن البليد.

أقسام السلب السلب على ثلاثة أقسام‌

التحقيق أنّ السلب على ثلاثة أقسام. فتارةً یصحّ السلب باعتبار عدم كون المعنى حقيقةً هو الموضوع له اللفظ، فتقول في الرجل الشجاع إنّه ليس بأسد و هذا حقيقة الجهة التي ذكرت. و اُخرى يكون صحّة السلب باعتبار ضعف في المصداق بالنسبة إلى جهة خاصّه، كما تقول للبليد إنّه ليس بانسان؛ إذ الإنسان لا بدّ و أن يكون له إدراك و لو عاديّاً و هذا سلب ادّعائيّ باعتبار ضعف إدراك البليد. و ثالثةً تكون صحّة السلب باعتبار كمال في المعنى فوق طبيعته النوعيّة؛ كما في الآية الشريفة حكايةً عن نساء مصر ﴿... ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إلّا مَلَكٌ كَرِيمٌ﴾[4] .[5]

هنا قولان:

القول الأوّل: صحّة السلب (عدم صحّة الحمل) علامة المجاز.

أقول: هو الحقّ بمعنی صحّة سلب المعنی المستعمل فیه عن الموضوع له في العرف و اللغة و المحاورات، علامة کون اللفظ لیس حقیقةً في ذلك المعنی و باختلاف المستعلم و العالم ینتفي الدور، کما قلنا في التبادر.

قال المحقّق القمّيّ(رحمه الله):«إنّ المراد بكون صحّة السلب علامة المجاز أنّ صحّة سلب كلّ واحد من المعاني الحقيقيّة عن المعنى المبحوث عنه علامة لمجازيّته بالنسبة إلى ذلك المعنى المسلوب، فإن كان المسلوب الحقيقيّ واحداً في نفس الأمر، فيكون ذلك المبحوث عنه مجازاً مطلقاً. و إن تعدّد فيكون مجازاً بالنسبة إلى ما علم سلبه عنه لا مطلقاً.

فإذا استعمل العين بمعنى النابعة في الباصرة الباكية لعلاقة جريان الماء، فیصحّ سلب النابعة عنها و يكون ذلك علامةً كون الباكية معنى مجازيّاً بالنسبة إلى العين بمعنى النابعة و إن كانت حقيقةً في الباكية أيضاً من جهة وضع آخر».[6]

أقول: کلامه(رحمه الله)متین.

قال الحائريّ الاصفهانيّ(رحمه الله):«منها: صحّة سلب المعنى بحسب نفس الأمر، أي من غير بناء على المسامحة و التأويل. و إنّما اعتبرنا القيد الأخير احترازاً عمّا لو اعتبر صحّة السلب بحسب الدعوى و التأويل في الصحّة أو الإسناد أو المسند أو المسند إليه‌».[7]

أقول: کلامه(رحمه الله)متین.

و قال في موضع آخر:«كما یصحّ أن يعتبر صحّة السلب من غير تأويل علامة للمجاز، كذلك یصحّ أن يعتبر عدم صحّة الحمل من غير تأويل علامةً له».[8]

أقول: کلامه(رحمه الله)متین.

قال بعض الاُصولیّین(رحمه الله):«صحّة السلب علامة للمجاز إذا كان المستعلم غير العالم».[9]

أقول: کلامه(رحمه الله)متین.

 


[1] الزیادة منّا.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo