< قائمة الدروس

الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الأصول

35/04/16

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : المطلق والمقيد – المفرد المعرف بآلام
اما القول الرابع : وهو ان كلمة لام موضوعة للدلالة على الاشارة على مدخولها وهذا القول هو المعروف المشهور بين الاصحاب وقد اختار هذا القول السيد الاستاذ قدس سره وقد افاد في وجه ذلك ان كلمة لام موضوعة للدلالة على الاشارة على مدخولها كأسماء الاشارة بتقريب ان التعين والتعريف بالإشارة ليس بمعنى انه مأخوذ في معنى مدخولها جزء او قيدا فانه لا يمكن ان يكون التعين الذهني بالإشارة مأخوذ في معنى مدخولها جزء او قيدا والا لزم محذورين، احدهما ان يكون المعنى الموضوع له موجود في الذهن ولا موطن له الا الذهن وقد اشرنا انفا ان الالفاظ لم توضع بإزاء الموجودات الذهنية كما انها لم توضع بإزاء الموجودات الخارجية لاستحالة انطباق ما هو الموجود في الذهن على الموجود في الخارج الا بعناية زائدة وهي تجريده عن وجوده الذهني والا لا يمكن الانطباق، المحذور الثاني انه يلزم على ذلك تعدد معنى اسم الجنس وان معنى اسم الجنس الماهية المهملة كما تقدم وفلو كان تعين الذهن مأخوذا في مدلولها لزم ان يكون مدلول اسم الجنس مقيدا بالوجود الذهني او مركب منه فيكون له معنيان احدهما الماهية المهملة الجامعة بين الوجود الذهني والخارجي والاخر المقيد بالوجود الذهني وهذا مما لا يمكن الالتزام به اذ لا شبهة في ان لمعنى الجنس معنى واحد وليس له معنيان، فاذاً كلمة لام موضوعة للإشارة على مدخولها كما في اسماء الاشارة فأنها موضوعة للدلالة على تعين مدخولها وتعريفه بالإشارة فقد يشار بها كلفظ هذا او ذاك وقد يشار بها الى الموجود الخارجي، وقد يشار بها الى الكلي ويكون اخص من ذلك الكلي أي الانسان اخص من الحيوان او ان هذا الكلي مباين لذلك وهكذا وقد يشار بها الى المعدوم رغم انه معدوم لا وجود له في الخارج فكذلك كلمة لام تدل على الاشارة على مدخولها فقد يشار بها الى الجنس كقولنا اكرم الرجل او اكرم العالم وقد يشار بها الى العموم الاستغراقي كقولنا اكرم العلماء بناء على ان الجمع المعرف باللام يدل على العموم فكلمة لام تشير الى العموم الاستغراقي فقد يشار بها الى العهد الذهني وقد يشار بها الى العهد الحضوري فاذاً لا فرق من هذه الناحية بين كلمة لام واسماء الاشارة، فان كلمة لام موضوعة للدلالة على الاشارة الى مدخولها من دون ان تكون مأخوذة في معنى مدخولها لا جزء ولا قيدا فكذلك الحال في اسماء الاشارة، هكذا ذكره السيد الاستاذ قدس سره وللمناقشة فيه مجال
اولا : فلان ما ذكره قدس سره في المقام ينافي ما ذكره في مستهل بحث الاصول في مبحث اسماء الاشارة والضمائر فانه قدس سره قد ذكر هناك ان اسماء الاشارة كلفظ هذا او ذاك موضوعة للدلالة على قصد تفهيم المفرد المذكر بالإشارة باليد او بالعين او بالرأس ونحو ذلك فاذاً اسماء الاشارة موضوعة للدلالة على قصد تفهيم معنها الموضوع له بالإشارة اما باليد او بالرأس او بالعين والاشارة ليست كلحاظ المعنى سواء كان الي او استقلالي فالإشارة ليس كلحاظ المعنى، فان لحاظ المعنى لابد منه في مقام الاستعمال ولا يمكن الاستعمال من دون لحاظ المعنى وبلا تصوره فلا يمكن ذلك فمن اجل ذلك لا يمكن تقيد المعنى الموضوع له باللحاظ لا جزء ولا قيدا لأنه لغو وتحصيل حاصل لأنه في مقام الاستعمال لابد من لحاظ المعنى الموضوع له وتصوره فعندئذ لو كان اللحاظ مأخوذ في المعنى الموضوع له قيدا او جزء فاللحاظ المتحصل من الاستعمال المتأخر عنه رتبتا اما عينه او غيره وكلاهما لا يمكن، اما على الاول يلزم تقدم الشيء على نفسه وهو مستحيل، وعلى الثاني فهو خلاف الضرورة والوجدان فان كل مستعمل اذا رجع الى وجدانه ليس في وجدانه الا لحاظ واحد وتصور واحد حين الاستعمال فاذا اراد تصور معنى في معناه الموضوع له لا يوجد في وجدانه وذهنه الا لحاظ واحد فان الاستعمال فعل اختياري ولا يمكن صدور فعل اختياري عن فاعل مختار بدون تصوره وبدون لحاظه فمن اجل ذلك لا يمكن ان يكون اللحاظ مأخوذ في المعنى الموضوع له لا قيدا ولا جزء فهو لا يمكن مضافا الى ذلك انه يلزم اخذه لغوا بعد ما لا يمكن الاستعمال بدون اللحاظ وبدون تصور المعنى يكون لغوا وجزافا، وكذلك لا يمكن اخذه بنحو المعرف بان يكون لحاظ المعنى معرفا وتصور المعنى معرفا للمعنى وليس جزء ولا قيد منه وهذا لا يمكن بعين ما ذكرنا من المحذور اذ لا يرى المستعمل في وجدانه الا تصور واحد ولا يرى تصورين ولحاظين احدهما معرف للمعنى وفي مرتبته والاخر مقدمة للاستعمال فانه خلاف الضرورة والوجدان، واتحاد الاول بالثاني لا يمكن والا لزم تقدم الشيء على نفسه، فاللحاظ لا يمكن اخذه في المعنى الموضوع له لا بنحو الموضوعية ولا بنحو الطريقة وهذا بخلاف الاشارة فأنها معنى اسماء الاشارة فأنها لابد منها في مقام الاستعمال فيمكن الاستعمال بدون الاشارة الى معناه الموضوع له فالاستعمال لا يتوقف على الاشارة كما يتوقف على اللحاظ والتصور فلا يتوقف على الاشارة فان الاشارة ليست مما لا بد منها في مرحلة الاستعمال ومن هنا اذا كانت الاشارة دخيلة في تفهيم المعنى فلابد من اخذها في المعنى الموضوع له قيدا او جزء او في العلقة الوضعية، فلو كانت الاشارة دخيلة في تفهيم المعنى فلابد من اخذها في المعنى او في العلقة الوضعية والا فات الغرض منه فان الغرض من اسماء الاشارة التفهيم وهو يتوقف على اخذ الاشارة قيدا للمعنى او قيدا للعلقة الوضعية، لكن السيد الاستاذ قدس سره بنى اعلى ان الاشارة لم تكن مأخوذة في المعنى الموضوع له ولا في العلقة الوضعية فان الاشارة التي هي مدلو كلمة لام لم تكن مأخوذة في المعنى الموضوع له ولا في العلقة الوضعية لما ذكره قدس سره من المحذور وغير قابل للانطباق على ما في الخارج
فاذاً بين ما ذكره قدس سره من ان الاشارة لم تكن مأخوذة قيدا للمعنى ولا قيدا للعلقة الوضعية وبين ما ذكره قدس سره هناك في مستهل بحث الاصول في مبحث اسماء الاشارة والضمائر من ان الاشارة مأخوذة في المعنى الموضوع له او في العلقة الوضعية فبين ما ذكره هنا وبين ما ذكره هناك تهافت ولا ينسجم احدهما مع الاخر
ثانيا : انه قدس سره في المقام ذكر انه لا يمكن اخذ الاشارة قيدا للمعنى ولا جزء لمعنى مدخولها والا لزم محذورين المذكورين الذين تقدم ذكرهما، لكن يفهم من كلامه انه لا مانع من اخذ الاشارة معرفا لمدخولها، والمحذور الذي يلزم من اخذ الاشارة قيدا للمعنى الموضوع له هذا المحذور ينطبق على اخذها معرفا للمعنى الموضوع له فاذا كان معرفا انما هو معرف في عالم الذعن فلابد ان يكون المعنى في الذهن ولا موطن له الا الذهن لزم المحذور المتقدم
وثالثا : ومع الاغماض عن جميع ذلك فقد تقدم ان معنى كلمة لام حرف ومعنى الحرف معنى نسبي وليس معناه الاشارة والتعين والتعريف بها بل معناها معنى اسمي متقوم ذاتا بشخص وجود طرفيه وهو الاختصاص في المقام ففي مثل قولنا اكرم العالم فان كلمة الالف والام تدل على اختصاص وجوب الاكرام بطبيعي العالم وهذا الاختصاص امر نسبي متقوم بالطرفين ذاتا وهذا هو معنى كلمة لام وليس معنها الاشارة فان الاشارة ليس معنها معنى حرفي
فالنتيجة : ان معنى كلمة لام الداخلة على المفرد معنى نسبي وهو الاختصاص، وهذا تمام الكلام في المفرد المعرف باللام .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo