< قائمة الدروس

الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الأصول

34/11/15

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع : جريان الاستصحاب في العدم الازلي
 كان كلامنا في القول بالتفصيل بين عوارض الوجود وعوارض الماهية فان كان العارض من عوارض الوجود يجري الاستصحاب في العدم الازلي وان كان من عوارض الماهية لم يجري الاستصحاب فيه وقد افاد في وجه ذلك
 ان العراض ان كان من عوارض الوجود فأركان الاستصحاب تامة من اليقين بالحالة السابقة والشك في بقائها وترتيب الاثر العملي الشرعي عليها ، فاذا توفرت هذه الاركان الثلاثة جرى الاستصحاب فالعارض اذا كان من عوارض الوجود فالأركان الثلاثة فيه تامة كالقرشية فان المرآة قبل وجودها لم تكن متصفة بالقرشية فكلاهما مسبوق بالعدم كما ان المرآة مسبوقة بالعدم كذلك اتصافها بالقرشية ثم وجدت المرآة في الخارج نشك في اتصافها بالقرشية هل يتحقق او لا فلا مانع من استصحاب عدم اتصافها بالقرشية وهذا هو الاستصحاب في العدم الازلي وبذلك يثبت موضوع العام فانه مركب من المرآة وان لا تكون قرشية فاحد جزئي الموضوع محرز بالوجدان وهو المرآة والجزء الاخر وهو عدم كونها قرشية محرز بالاستصحاب فبضم الاستصحاب الى الوجدان يتحقق موضوع العام ويترتب عليه اثره وهو انها تتحيض الى خمسين هذا اذا كان العارض من عوارض الوجود الخارجي
 واما اذا كان العارض من عوارض الماهية فأركان الاستصحاب غير تام منها اليقين بالحالة السابقة باعتبار ان الماهية حيث انها كانت ازلية وثابته في لوح الواقع الذي هو اوسع من لوح الوجود الخارجي فعوارضها ايضا ازلية وعلى هذا فاذا شككنا في عارض لها أي للماهية فيكون الشك في ثبوت هذا العارض من الازل وليست له حالة سابقة لا عدما ولا وجودا الشك في ثبوت هذا العارض للماهية من الازل ، فمن اجل ذلك لا يمكن جريان هذا الاستصحاب في العدم الازلي اذا كان العارض من عوارض الماهية لعدم الحالة السابقة له
 هكذا ذكره قدس سره أي المحقق العراقي وهذا التفصيل مبنيٌ على مقدمتين : المقدمة الاولى ان يكون للماهية عوارضٌ كعوارض الوجود في الخارج ، الثانية ان تكون الماهية ازلية بتمام اصنافها واشكالها ، وكلتا المقدمتين خاطئة ولا واقع موضوعي لها
 اما المقدمة الاولى : فان اريد بعوارض الماهية وجودها المحمولي وعدمها المحمولي فانهما يعرضان على الماهية في مقابل الوجود والعدم العارضين على الموجود الخارجي فان الوجود المحمولي والعدم المحمولي هما من عوارض الماهية يعرضان على الماهية وهي اما موجوده او معدومة ، واما الوجود النعتي والعدم بمفاد ليس الناقصة أي بمفاد القضية المعدولة المحمول هما يعرضان على الموجود الخارجي الانسان اما قائمٌ او لا يكون قائما او عادل او لا يكون عادل ، فان اريد ذلك كأن المراد من عوارض الماهية وجودها المحمولي وعدمها المحمولي فيرد عليه
 اولا - انهما ليس من عوارض الماهية بالمعنى المصطلح في مقابل عوارض الوجود لم يقل احد انهما من عوارض الماهية وان وجود الماهية في الخارج وجود محمولي ومن الواضح ان الماهية لا تخلو اما موجوده في الخارج او معدومة ولا يتصور لهما ثالث وهذا ليس المراد من عوارض الماهية
 وثانيا - انه لا شبهة في جريان الاستصحاب في جريانهما فاذا شككنا من وجود الماهية فلا مانع من استصحاب عدم وجودها او اذا علمنا في وجودها وشككنا في ارتفاعها فلا مانع من استصحاب بقائها او اذا علمنا بعدم وجودها ثم اذا شككنا في وجودها فلا مانع من استصحاب من بقاء وجودها كل هذا الاستصحاب يجري بلا شبهة سواء اقلنا بجريان الاستصحاب في الاعدام الازلية ام لم نقل فهذا الاستصحاب مما لا شبهة في جريانه وان اريد بعوارض الماهية لوازمها التي لا ينفك عنها في الخارج كالإمكان التي هي من لوازم ذات الممكن التي هي فاقده لجهتي الوجوب والامتناع فان الامكان منتزع من ذات الممكن الخالية عن جهتي الوجوب والامتناع وكالزوجية للأربعة او للثمانية او للعشرة وما شاكل ذلك فان اريد من عوارض الماهية لوازمها التي لا تنفك عنها في الخارج فيرد عليها ان هذه اللوازم خارجة عن محل الكلام ليس محل الكلام في جريان الاستصحاب في الاعدام الأزلية اذ لا شبهة في عدم جريان الاستصحاب فيها لعدم تصور حالة سابقة فيها بقطع النظر عن معروضه وان محل الكلام في جريان الاستصحاب في الاعدام الازلية انما هو في العوارض المفارقة كالقرشية فان المرآة قد تكون قرشية وقد لا تكون الانسان قد يكون هاشمي وقد لا يكون هاشمي فمحل الكلام انما هو في العوارض المفارقة في جريان الاستصحاب في الاعدام الازلية واما العوارض التي هي لازمة لذات معروضها ويستحيل الانفكاك عنها فهي خارجة عن محل الكلام ولا يمكن جريان الاستصحاب فيها لاستحالة انفكاكها عن معروضاتها هو اولا والثاني ان هذه العوارض من عوارض الوجود وليست من عوارض الماهية هذه العوارض من عوارض الوجود وليست من عوارض الماهية فان وجود الممكن عين الامكان وعين الربط لا ذات له الربط وذات له الامكان ليس الامر كذلك والا ننقل الكلام الى الذات هل هي ممكنة او واجبة او ممتنعة وبطبيعة الحال ليست واجبه او ممتنعة فهي ممكنه فاذا كانت ممكنه فهي ذات لها الامكان فاذا ننقل الكلام في ذاتها ايضا ويلزم على ذلك التسلسل ، فالممكن عين الفقر وعين الامكان وعين الربط لان المعلول عين الربط للعله وليس للمعلول وجود مستقل فالممكن عين الامكان وعين الفقر وعين الربط فاذا الامكان عين وجود الممكن وهذا من عوارض الوجود مفهوم منتزع من وجود الممكن وليس من عوارض الماهية وكذلك الحال في الزوجية ونحوها فان الزوجية حالة عارضة تعرض على مرتبة خاصة من العدد في الخارج من الكم فان الكم من الاعراض المقولية ومن الموجودات الخارجية
 فاذا هذه الاعراض اعراض للوجود وليست اعراض للماهية ، الى هنا قد تبين انه ليس للماهية عوارض كعوارض الوجود انما هي مجرد مفهوم وليس لها عوارض
 واما المقدمة الثانية : فما ذكره قدس سره في هذه المقدمة ان الماهية ازلية ثابته في لوح الواقع الذي هو اوسع من لوح الوجود والوجود امر خارجي وليس ثابت في الازل فالماهية امر ازلي لا يمكن المساعدة على ذلك فان هذا البيان خاطئ لا واقع موضوعي له على كلا القولين في مسالة الوجود والماهية ، على القول بإصالة الوجود وكذلك على القول بإصالة الماهية فالماهية ليست ازلية ثابته في لوح الواقع الذي هو اوسع من لوح الوجود فانه على القول بإصالة الماهية الحقائق ثابته في هذا الكون بشتى اشكالها وانواعها ماهية والوجود منتزع من حدود هذه الماهيات فالوجود مجرد مفهوم منتزع وموجود في عالم الذهن فقط وليس في عالم الخارج الا الماهيات لا انها ازلية فالماهية هي الاشياء الثابتة في الخارج وفي هذا الكون فهي ماهيات والوجود منتزع من حدودها وعلى القول بإصالة الوجود عكس ذلك ان الاشياء الثابتة في الخارج وجود والماهية منتزعة من حدودها فماهية الانسان منتزع من حده وماهية الحيوان منتزع من حدوده وماهية الجسم منتزعه من حدوده وهكذا فالماهية منتزعة من حدود الوجود سعة وضيقا ، فاذا الماهية مجرد مفهوم ولا واقع موضوعي غير وجوده في عالم الذهن فالنتيجة ان الماهية ليست ازليه ثابته في لوح الواقع الذي هو اوسع من لوح الوجود هذا مضافا الى ان لوح الواقع وهو اوسع من لوح الوجود اثبات ذلك بالوجدان مشكل واثباته بالبرهان لا يمكن فما هو ثابت بالوجدان والبرهان هو عالم الذهن وعالم الخارج اشياء الموجودة في عالم الذهن فهي مفاهيم ذهنيه حاكية عن الوجود الخارجي اما بائزاها من الخارج اما هنا عالم اخر وهو لوح الواقع الذي هو اوسع من لوح الوجود وهو خارج عن ادراكنا ولا يكون وجدانيا ولا برهاني وكيف ما كان فالماهية ليست ازلية وعلى هذا فلا فرق في جريان الاستصحاب بين القول بإصالة الوجود والقول بإصالة الماهية فعلى كلا القولين لا مانع من جريان الاستصحاب في الاعدام الازلية ....

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo