< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ محمداسحاق الفیاض

بحث الفقه

41/06/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب الحج/فصل الاول /وجوب الحج

ان ماهو المشهور بين الأصحاب او نسب إليهم؛ ان إنكار الضروري موجب للكفر؛ الظاهر مرادهم من ذلك من جهة الالتفات وانه يستلزم تكذيب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم اذا عرفوا ان هذا الحكم ضروري في الشريعة المحمديه؛ كيف لايكونوا ملتفتين إلى أن انكاره تكذيب للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فإذا إنكار الضروري بما هو لايوجب الكفر طالما لم يكن ملتفتا للملازمة

ثم بعد ذلك ذكر الماتن (قدس) تاركه عمدا مستخفا به بمنزلتهم [1] اي بمنزلة الكفار؛؛ و الاستخفاف له مراتبتارة يكون الاستخفاف ناشئ من تهاون المكلف وعدم المبالات وتسامحه وتساهله؛ من جهة ذلك تركه؛ لا انه لايعرف وجوب الحج بل هو يعلم بذلك ويعلم انه ركن ومن اهم الواجبات؛ كما اذا ترك الصلاة من جهة التسامح والتساهل وعدم المبالات ويرى النوم احسن من الاتيان بها رغم علمه باهميتهاواخرى؛؛ يكون الاستخفاف من جهة عدم علمه بأهمية الحج فإنه يعيش ببلد لايحضر فيه مجالس الوعظ والارشاد ومجالس العزاء ولايجالس العلماء ولايسئل احد؛؛ فلهذا هو جاهل بان الحج من أركان الإسلام ومن اهم الواجبات وتاركه بمنزلة الكافر؛ فمن هذه الجهة ترك الحج؛ لا من جهة ان استخافه مستند لجهله بالمسالة؛ فالغفلة قد توجب ذلك والتسامح والتساهل فلا يعرف أهمية الحج فترك الحج من هذه الناحيةواخرى؛؛؛ يعرف أهمية الحج وانه من الأركان وان تاركه بمنزلة الكافر؛ و دلالة نفس الآية المباركه ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾[2] فهي تدل على الاهتمام بالحج وإنه من الأركان وتاركه بمنزلة الكافر؛ فهو يعرف كل ذلك ومعه ترك الحج من جهة التسويف والمماطله ولامبالاه وهذا تركه عمدي؛ كما ذكره الماتن (قدس) وكذلك المشهورفتارة ترك الحج من جهة عدم اعتقاده بوجوبه في الشريعة المقدسة وهذا ترك الحج عمدا مع اعتقاده به قلباالظاهر؛ هذه الصورة هي مراد الماتن (قدس) وعلى هذافمراد الماتن (قدس) ان تارك الحج مستخفا بمنزلتهم اي بمنزلة الكفار؛؛ فإن أراد بمنزلتهم من حيث العذاب وانه يعذب عذابهم ويعاقب عقابهم في الآخرة

فيرد عليهانه لافرق بين ترك الحج استخفافا ام تركه بلا استخفاف؛ فالترك من الكبائر وترك لاحد أركان الإسلام؛ ولذا قد ورد في كثير من الروايات [3] منها روايات صحيحة ان تارك الحج يموت يهوديا او نصرانيا؛ بلا فرق ان تركه مستند للاستخفاف ام لا؛ نعم لو كان الترك مستند لعذرا لوجود المانع او العجز فلايكون مشمولا للروايات؛؛؛ وورد في صحيحة ذريح المحاربي انه (فليمت يهوديا او نصرانيا)[4] فإذا لافرق في إنه يموت يهوديا او نصرانيا يعني ان عذابه عذابهما لا انه يصبح يهوديا او نصرانيا بل هو مسلم؛ بل من جهة العذاب فهو يعذب عذاب الكافر بلا فرق بين كون ترك الحج منه استخفافا اولا؛ فإذا لا وجه لما ذكره الماتن (قدس)

نعم؛؛ الاستخفاف يوجب عقاب مستقل كما ترك الحج يوجب العقاب؛ فإذا ترك الحج مستخفا فهو مستحق لعقوبتين؛ أحدهما على ترك الحج والآخر على الاستخفافوان أراد انهم بمنزلة الكفار؛ يعني انهم في حكم الكافر ولايجري عليهم أحكام الإسلامفيرد عليه انه ليس بكفار جزمافمن تركه مستخفا به وهو معتقد بوجوبه كيف يكون حكمه حكم الكافر أما ان يكون عذابه عذاب الكافر فلامانع منه والروايات الكثيرة تدل على ذلك

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo