< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ محمداسحاق الفیاض

بحث الفقه

41/04/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الدرس ٢٨٩ / في كتاب الخمس

إلى هنا قد تبين ، ان الخمس ملك لمنصب الرسالة ولمنصب الإمامة وليس ملك شخصي ، وكذلك هو في الأيتام والمساكين وابن السبيل فليس ملك لتلك الأفراد بل هو ملك للجهة الحقوقية غير الواعية نعم الملكية الفعلية تحتاج إلى الولي الشرعي وهذا مما يدل عليه سياق الآية المباركة ، نعم لاتظهر الفائدة في التفريق بين كونه ملكا او مصرفا لهم ، فعلى كليهما لايحق له ان ياخذ اكثر من مؤونته فلابد في الزائد من مراجعة الإمام (ع) في زمن الحضور والحاكم الشرعي في زمن الغيبة.

-الجهة الثالثه: هل المراد بذي القربى مطلق أقرباء النبي الأكرم (صل الله عليه وآله) او خصوص الائمة الأطهار (عليهم السلام) -مقتضى إطلاق الآية المباركة الأول والتخصيص بحاجة إلى الدليل والقرينة كذلك بعض الروايات تدل على الإطلاق ، لكن في مقابلها هناك روايات تدل على أن المراد من ذوي القربى خصوص الائمة الأطهار (عليهم السلام).

-ومن الروايات الدالة على أن المراد منها مطلق الأقارب ، منها صحيحة زكريا ابن مالك الجعفي ، عن أبي عبدالله (ع) ( ... وخمس ذوي القربى فهم اقرباؤه ... ) [1] (الوسائل ج ٩ ص ٥٠٩ أبواب قسمة الخمس ب١ ح ١) فهذه الصحيحة تدل على أن المراد بهم مطلقا لاخصوص الائمة الأطهار (عليهم السلام) -ومنها رواية (عبدالله بن بكير وان كانت ضعيفة من جهة الإرسال) ( ... وخمس ذوي القرابة لقرابة الرسول الإمام ... ) [2] لكن في مقابل هذه الروايات ، روايات كثيرة تدل على أن المراد من ذي القربى خصوص الائمة (عليهم السلام) ، فهذه الرواية واضحة الدلالة على أن المراد من ذي القربى خصوص الائمة الأطهار (عليهم السلام) -منها معتبرة سليم بن قيس (قال : سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول نحن والله الذين عني الله بذي القربة الذين قرنهم الله بنفسه وبنبيه فقال : (ما افاء الله على رسوله من اهل القرى ، فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين منا خاصة ، ولم يجعل لنا سهم في الصدقه ، أكرم الله نبيه واكرمنا ان يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس) [3] (ومنها صحيحة بن أبي نصر) (عن الرضا (ع) قال : سئل عن قول الله عز وجل (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) فقيل له : فما كان لله فلمن هو فقال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو للامام ... الحديث) [4] فقد عبر بذي القربى (الإمام) -ومنها : معتبرة سليم بن قيس الهلالي هل المراد من الأيتام والمساكين وابن السبيل مطلقا ام خصوص أقرباء النبي الأكرم (ص وآله) او خصوص بني هاشم ؟ (قال خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) وذكر خطبة طويلة يقول فيها ، نحن والله عني بذي القربى الذي قرننا الله بنفسه وبرسوله فقال : (فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) فينا خاصه ... إلى أن قال : ولم يجعل لنا في سهم الصدقه نصيبا ، أكرم الله رسوله واكرمنا اهل البيت ان يطعمنا من أوساخ الناس ، فكذبوا الله وكذبوا رسوله ، وجحدوا كتاب الله الناطق بحقنا ، ومنعونا فرضا فرضه الله لنا ... الحديث)[5] فهذه الصحيحة واضحة الدلالة على التخصيص بهم (عليهم السلام) وغيرها من الروايات ، فإذا هذه الروايات تصلح ان تكون مقيدة للاية المباركة وللروايات الدالة على الإطلاق -وبعد ذلك يقع الكلام. هل المراد من الأيتام والمساكين وابن السبيل مطلقا ام خصوص أقرباء النبي الأكرم (ص وآله) او خصوص بني هاشم ؟ -هنا طائفتين من الروايات : -الطائفة الأولى تدل على الإطلاق الاعم من الهاشمي وغيره ، منها ما جاء في صحيحة محمد بن مسلم ، فقد ورد في ذيلها تنزيل المغنم والفئ بمنزلة واحده ، وان المراد بالايتام والمساكين وابن السبيل ، عموم الناس الفقراء ، والإمام (ع) قد صرح بذلك [6] -ومنها صحيحة ربعي بن عبدالله بن الجارود ، عن أبي عبدالله (ع) .... ثم يقسم أربعة اخماس بين الناس الذين قالوا عليه ... [7]

فهذه الصحيحة تدل على الإطلاق الاعم من الهاشمي وغيره ، وفي مقابل هذه الروايات روايات أخرى منها معتبرة ومنها غير المعتبره ، تدل على أن المراد بالايتام أيتام النبي الأكرم (ص وآله) وكذا المساكين وابن السبيل ، وهذه الطائفة تصلح ان تكون مقيدة للروايات المطلقه ، فالنتيجة : ان المراد من ذي القربى في الآية المباركة هو خصوص الائمة الأطهار (عليهم السلام) والمراد من الأيتام والمساكين وابن السبيل خصوص فقراء بني هاشم. -بقي هنا شئ ، ان الخمس كله للامام (ع) او نصفه للامام (ع) ونصفه للسادة الفقراء ، كما هو كذلك الآن ، وتدل على ذلك مجموعة من الروايات نتكلم بها ان شاء الله تعالى.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo