< قائمة الدروس

الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الفقه

36/08/12

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : كتاب الزكاة
بقي هنا روايتان كلتهما صحيحة ولابد من النظر فيهما هل بينهم معارضة او لا تكون معارضة بينهما منها صحيحة جعفر ابن ابراهيم الهاشمي عن ابي عبد الله عليه السلام قال قلت له أتحل الصدقة لبني هاشمي ؟ قال : انما تلك الصدقة الواجبة على الناس لا تحل لنا فأما غير ذلك فليس به بأس ولو كان كذلك لما استطاعوا ان يخرجوا الى مكة هذه المياه عمتها صدقة)[1]
ومنها صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنه قال : لو حرمت علينا الصدقة لم يحل لنا أن نخرج إلى مكة، لأن كل ماء بين مكة والمدينة فهو صدقة)[2]
___________________
ذكرنا انا اذا شككنا في ان هذا الفقير هاشمي او غير هاشمي فلا يمكن التمسك بإطلاقات الادلة من الكتاب والسنة لأثبات انه غير هاشمي لان الشبهة موضوعية ولا يمكن التمسك بالإطلاق في الشبهات الموضعية وعندئذ بطبيعة الحال تصل النوبة الى الاصل العملي بعد ما لا يمكن التمسك بالأصل اللفظي من الاطلاق او العموم تصل النوبة الى الاصل العملي وهو استصحاب عدم كونه هاشمي وهذا الاستصحاب مبني على جريان الاستصحاب في الاعدام الازلية وليس كاستصحاب عدم الفسق او عدم العدالة وما شاكل ذلك فان استصحاب عدم العدالة ليس من الاستصحاب في الاعدام الازلية او استصحاب عدم فسق زيد ليس من الاستصحاب في الاعدام الازلية، اما استصحاب كونه هاشمي فهو من الاستصحاب في الاعدام الازلية كاستصحاب عدم كون المرآة هاشمية فهو من الاستصحاب في الاعدام الازلية وهل يجري في الاستصحاب في الاعدام الازلية او لا يجري؟ فيه خلاف ولعل المشهور بين المحققين جريان الاستصحاب في الاعدام الازلية ولكن خالف في ذلك المحقق النائيني قده وانكر جريان الاستصحاب في الاعدام الازلية وحقيقة هذا الاستصحاب هو ان المكلف يعلم انه في زمان لم يكن هذا الفقير موجودا ولا اتصافه بالهاشمية شيء من الامرين غير موجود ثم وجد هذا الفقير في الخارج وشككنا ان اتصافه بالهاشمية هل وجد ام لم يوجد فلا مانع من استصحاب عدم اتصافه بالهاشمية
وهل هذا العدم من العدم المحمولي او ان هذا العدم من العدم النعتي ؟ فان كان من العدم المحمولي فلا مانع من جريان الاستصحاب فيه وبه يثبت انه فقير وجدانا ولا يكون هاشمي بالتعبد الاستصحابي بضم الاستصحاب الى الوجدان يتحقق الموضوع المركب وهو انه فقير ولا يكون هاشمي وهذا هو موضوع العمومات والمطلقات فبضم هذا الاستصحاب الى الوجدان يتحقق موضوع العام فلا مانع من التمسك بعمومات الادلة واطلاقاتها من الكتاب والسنة
واما اذا قلنا ان هذا العدم عدم نعتي كما ذكره المحقق النائيني قده وقد استدل على ذلك بان هذا العدم عدم نعتي بان وصف الهاشمي وصف نعتي فلا شبهة في ان الهاشمية صفة نعتية للفقير فان الصفة اذا كانت نعتية بحاجة الى وجود الموصوف في الخارج فان وجود الصفة لا يعقل بدون وجود الموصوف في الخارج كالعالم العادل العدالة صفة للعالم فلا يمكن تحققها بدون وجود الموصوف في الخارج فهذه الصفة نعتية بمفاد كان الناقصة وليست صفة محمولية بمفاد كان التامة، وعدم هذه الصفة عدم نعتي وليس عدم محمولي.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo