< فهرست دروس

درس اسفار استاد اسحاق‌نیا

98/01/25

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: معنای ساعت و نفخ صور

فصل (14): في معنى الساعة

قال تعالى:‌« يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها إِلى‌ رَبِّكَ مُنْتَهاها» قيل: إنما سميت الساعة ساعة لأنها تسعى إليها النفوس‌ لا بقطع المسافات المكانية بل بقطع الأنفاس الزمانية بحركة جوهرية ذاتية و توجه غريزي إلى الله و ملكوته كما بيناه في ضرورة الموت فمن مات وصلت إليه ساعته و قامت قيامته و هي ساعة القيامة الصغرى و يقاس عليها يوم القيامة الكبرى التي لساعات الأنفاس كاليوم للساعات أو كالسنة للأيام و اعلم أن أهل المعرفة و اليقين لا يشكون و لا يمترون في أمر الساعة و يعلمون أنها الحق و لا ينتظرون قيامها كانتظار أهل الحجاب و الغفلة الذين يشكون في وقوعها و يستبعدونها و يسألون عن وقتها و يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين- و لكن أهل اليقين يستعدون لقاءها و يرونها كأنها قائمة عليهم واقعة بهم أو قريبة منهم كما في قوله تعالى:‌« وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَ الَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ» مِنْها؛ «وَ يَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ» و قوله تعالى‌: أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها ... وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ* و قوله تعالى: ‌«وَ يَقُولُونَ مَتى‌ هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَ لا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ‌»

 

فصل (15): في معنى النفخ في الصور

قال تعالى:‌« وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ* الآية

و سئل رسول الله ص عن الصور فقال: «قرن من نور التقمه إسرافيل» فوصف بالسعة و الضيق‌

و اختلف في أن أعلاه ضيق و أسفله واسع أو بالعكس و لكل‌ وجه عند صاحب البصيرة و الصور بسكون الواو و قرئ بانفتاحها أيضا جمع الصورة و القراءة الأخيرة منقولة عن الحسن البصري و ذكر الرازي في تفسيره الكبير أقوالا ثلاثة في معنى الصور.

أحدها: أنه آلة إذا نفخ فيها يظهر منها صوت عظيم و هي الآلة المعروفة المستعملة بأمر السلطان علامة لبعث الجنود من البلد و نحو ذلك و ظاهر أنها وقعت في الآية على سبيل التشبيه و لهذا وقع في الحديث أنه قرن من نور و النور لا يكون له صوت محسوس.

و ثانيها: أن المراد منه مجموع الصور و المعنى إذا نفخ في الصور أرواحها و هو قول الحسن و كان يقرأ بفتح الواو و عن أبي رزين بالفتح و الكسر قال و هو حجة لمن فسر الصور بجمع الصورة.

و ثالثها: أن النفخ في الصور استعارة و المراد منه البعث و النشر قال و الأول أولى للخبر.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo