< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأصول

39/03/12

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الدرس الأول: مقدمات تمهيدية لمصباح الأصول

نشرع في دورة أصولية جديدة على ضوء مصباح الأصول لعلم العصر سماحة آية الله العظمى المرجع الديني السيد أبو القاسم الخوئي "رضوان الله عليه".

هذه الدورة يمكن أن نطلق عليها عنوان تحقيق المبادئ الأصولية على ضوء آراء أعلام العصر الثلاثة، الإمام الخميني والشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد أبو القاسم الخوئي أعلى الله مقامهم جميعاً.

هذه الدورة تتسم بالاختصار وعدم التوسع كثيراً لكنها تحاول أن تناقش المسائل الأصولية المهمة التي لها أثرٌ كبير في الاستنباط الفقهي وتأتي هذه الدورة بعد الشروع في دورة تحقيق المباني الرجالية وإن شاء الله إذا وفق الله في المستقبل نقوم بدورة تحقيق المباني الفقهية فإذا اكتملت المباني الرجالية والمباني الفقهية إن شاء الله تعالى بعد تتمة المباني الأصولية والمباني الرجالية يحصل تحقيق المباني الفقهية.

وقبل أن نشرع في كتاب مصباح الأصول للسيد الخوئي "رضوان الله عليه" لا بأس ببيان ثلاث مقدمات تنفعنا في طيات البحث ولو يسيراً.

المقدمة الأولى لمحة تاريخية عن علم الأصول، يذكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر "رضوان الله عليه" في كتابه المعالم الجديدة للأصول[1] ، يذكر ثلاث مراحل لعلم الأصول المرحلة الأولى المرحلة التمهيدية، المرحلة الثانية مرحلة العلم، المرحلة الثالثة مرحلة كمال العلم.

أما المرحلة التمهيدية: وهي مرحلة نشأة علم الأصول عند الشيعة الإمامية، علم الأصول كان موجوداً أيام الأئمة عليهم السلام وتدل على ذلك الروايات الواردة في حجية خبر الواحد والروايات الواردة في تعارض الأدلة والروايات الواردة في الشهرة وغيرها.

حتى بعض أصحاب الأئمة "عليهم السلام" قد ألف رسالة مستقلة في بعض المباحث الأصولية كهشام ابن الحكم الذي ألف رسالة في مباحث الألفاظ، ولكن علم الأصول لم ينشأ ولم يبرز كعلم في أيام الأئمة "عليهم السلام" نظراً لاستمرار الناس الى غياب الحجة صلوات الله وسلامه عليه، فلطول فترة النص عند الشيعة الإمامية منذ زمن النبي الى الغيبة الصغرى أو الكبرى للإمام الحجة قرابة قرنين ونصف لم يحتج الشيعة الإمامية الى تداول المباحث الأصولية كثيراً، بخلاف السنة الذين كان عندهم عصر النص محصوراً بعصر رسول الله أو الخلفاء الأربعة لذلك احتاجوا الى التدوين في علم الأصول ولعل أول من دون علم الأصول عند العامة هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي.

المرحلة الأولى المرحلة التمهيدية مرحلة نشأة علم الأصول عند الشيعة الإمامية ونتكلم عند العلماء لعل أول من الّف في علم الأصول من علماء الإمامية هو ابن أبي عقيل العماني ثم تلميذه ابن الجنيد الاسكافي هذان القديمان الّفا في علم الأصول ثم جاء بعدهما الشيخ المفيد وألّف في علم الأصول ثم السيد المرتضى وسلّام فالسيد المرتضى ألّف الذريعة في الأصول.

المرحلة الثانية مرحلة بروز العلم، يعني ظهور علم الأصول كعلم مستقل عن الفقه وكان ذلك على يد شيخ الطائفة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 للهجرة.

وامتد هذا العلم من الشيخ الطوسي الى تلامذته وصولاً الى العلامة الحلي والشهيد الأول "رضوان الله عليهم أجمعين".

المرحلة الثالثة مرحلة كمال العلم كمال علم الأصول وكان ذلك على يد الوحيد البهبهاني "رضوان الله عليه" المعاصر للشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق الناضرة، كمال علم الأصول ونضج المباحث الأصولية وكذلك الرجالية كانت على يد الوحيد البهبهاني "رضوان الله عليه" ثم جاء من بعد الوحيد البهبهاني ثلاثة أجيال الجيل الأول يتمثل في تلامذته والجيل الثاني في تلامذة تلامذته والجيل الثالث في تلامذة تلامذة تلامذته.

الجيل الأول أبرزهم السيد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء، والجيل الثاني أبرزهم شريف العلماء أستاذ الشيخ الأنصاري والشيخ أحمد النراقي صاحب مستند الشيعة أستاذ الشيخ الأنصاري أيضاً وصولاً الى الشيخ صاحب الجواهر شيخ محمد بن الحسن النجفي "رضوان الله عليه".

والجيل الثالث يتمثل في الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري "رضوان الله عليه" جيل الشيخ الأنصاري هو جيل ذروة كمال علم الأصول ولذلك جميع الفقهاء اليوم على مائدة الشيخ الأنصاري فقهاً وأصولاً والمهم من المقدمة الأولى اللمحة التاريخية هو الوصول الى الجيل الثالث من المرحلة الثالثة، الشيخ الأعظم الأنصاري الذي جاء بفتح مبين في كتابيه المكاسب في الفقه والرسائل فرائد الأصول، في الأصول، هذا تمام الكلام في المقدمة الأولى.

المقدمة الثانية في بيان المدارس الأصولية والكتب العلمية الهامة في الأبحاث الأصولية.

الشيخ الأعظم الأنصاري رضوان الله عليه ألّف كتاب الرسائل وسمي بالرسائل لاشتماله على ثلاث رسائل:

الأولى في القطع والثانية في الظن والثالثة في الشك.

ولكون كل رسالة من هذه الرسائل الثلاث فريدة في نوعها سمي كتابه فرائد الأصول وأقل الجمع ثلاثة فسمي الكتاب الرسائل، إلاَّ أن الشيخ الأنصاري "رضوان الله عليه" لم يكتب في مباحث الألفاظ وكما تعلمون علم الأصول يتألف من قسمين:

القسم الأول مباحث الألفاظ

والقسم الثاني مباحث الأصول العملية

الشيخ الأنصاري درّس مباحث الأصول العملية درّس كتاب هداية المسترشدين للشيخ محمد تقي الأصفهاني أخو صاحب الفصول للشيخ محمد حسين الأصفهاني الغروي، درّس الشيخ الأنصاري كتاب هداية المسترشدين على الأقل مرتين وقد كُتبت تقريرات بحثه الأصولي في مباحث الألفاظ إلاَّ أنه لم يكتب في مباحث الألفاظ وإنما كتب كتاب الرسائل ودرّسه على الأقل مرتين، الدورة الأولى الكتاب بحر الفوائد للمحقق الآشتياني وقد حضر عنده كتاب الرسائل والدورة الثانية كان لعله في الدورة الأولى حضر المجدد الشيرازي صاحب ثورة التنباك والمحقق الرشتي والكثير من العلماء.

ينسب الى بعض أسباط الشيخ الأنصاري لأن الشيخ الأنصاري لم يكن لديه أولاد تزوج أربع نساء طلباً للولد كان عنده بنات كان عنده ولد صغير صبي اختاره الله ولم يرزق بأولاد، إذاً عنده أسباط "أولاد بنات".

سُئِل أحدهم لماذا لم يؤلف الشيخ الأنصاري كتاباً في مباحث الألفاظ فقال لم يترك الشيخ محمد تقي الأصفهاني في كتابه هداية المستشهدين شيئاً للشيخ الأنصاري حتى يكتب، طبعاً كتاب هداية المسترشدين في شرح معاني الدين شرح معالم الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني "رضوان الله عليه" وأحياناً يطلق عليه الحاشية، الحاشية على المعالم، إذاً الى هنا وصلنا الى هذه النقطة.

هناك كتابان أساسيان ومحوريان في الأصول في مباحث الألفاظ كتاب هداية المسترشدين للشيخ محمد تقي الأصفهاني وفي الأصول العملية كتاب فرائد الأصول للشيخ الأعظم الأنصاري "رضوان الله عليه".

والشيخ الأنصاري بدأ ببحث القطع ثم الظن ثم الشك وهذه المباحث تذكرنا بمقولة المحقق الشيخ آقا ضياء الدين العراقي "رضوان الله عليه" الذي يقول (من سيطر على ثلاث مباحث أصولية هانت عليه سائر المباحث الأصولية الأخرى وهذه المباحث يحتاجها في نصف الفقه) مبحث الضد ومنجزية العلم الإجمالي والاستصحاب، ومن المعلوم أن بحث منجزية العلم الإجمالي والاستصحاب يبحثان في الأصول العملية.

لذلك نجد الكثير من الفقهاء في أول دورتهم الأصولية نجدهم أنصاريوا المسلك، أول ما يبدؤون بحثهم الأصولي ببحث القطع، لماذا؟ لأنك في علم الأصول لا تحتاج أن تشرع من البداية وتعريف علم الأصول والدخول في سائر مباحث الألفاظ وإنما تحتاج الى خوض غمار المباحث الأصولية العملية في الفقه كالاستصحاب ومنجزية العلم الإجمالي وتعارض الأدلة فإذا أحط بها فإن الإحاطة بها ستعينك في دراسة مباحث الألفاظ ودراسة القسم الأول.

لذلك الإمام الخميني "رضوان الله عليه" أول ما باحث من بحث القطع، طبعاً بالمناسبة الجزء الأول من الكفاية مباحث الألفاظ تحتاج فيه الى كتاب هداية المسترشدين والفصول والقوانين لميرزا القمي.

الجزء الثاني من الكفاية هو بمثابة الحاشية الجزء الثاني من الكفاية هو حاشية الشيخ الملا محمد كاظم الآخوند الخراساني على كتاب أستاذه الشيخ الأنصاري، فهو حاشية على مباحث القطع والظن والشك.

لذلك أكثر المراجع والعلماء والفقهاء أول ما يبدأ دورته الأصولية يبدأ بمباحث القطع كالإمام الخميني "رضوان الله عليه" وأستاذنا سماحة آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني أول دورة أصولية بدأ بها من بحث القطع والكثير من العلماء أول ما يبدأ، يبدأ ببحث القطع بل الكثير من الفضلاء ربما يدرس القسم الثاني من الكفاية ولا يدرس القسم الأول من الكفاية مع وجود الفائدة العامة في القسم الأول من الكفاية.

الى هنا وضحنا أهمية كتاب الرسائل للشيخ الأنصاري ونذكر المدارس الأصولية التي هي على مائدة الشيخ الأعظم الأنصاري لأنه خرّج أكثر من أربع مئة فقه ومجتهد تخرجوا على يديه.

أبرزهم المجدد الشيرازي السيد محمد حسن الشيرازي صاحب ثورة التنباك والذي بعد وفاة الشيخ الأنصاري اجتمع كبار تلامذة الشيخ الأنصاري لتعيين المرجع من بعده واجمعوا على أن يتولى المرجعية من بعده تلميذه المجدد الشيرازي، هذا المجدد الشيرازي من التلامذة البارزين والقدامى للشيخ الأعظم الأنصاري وأيضاً من تلامذته البارزين الآخوند الخراساني صاحب الكفاية وأيضاً من تلامذته البارزين السيد الفشاكي وغيرهم.

عندنا الأعلام الثلاثة في الأصول وهم:

الميرزا الشيخ محمد حسين النائيني والشيخ محمد حسين الأصفهاني الملقب بالكمباني والشيخ آقا ضياء الدين العراقي "رضوان الله عليهم أجمعي"، الأعلام الثلاثة، المحقق الأصفهاني والمحقق العراقي من تلامذة صاحب الكفاية وهم امتداد لمدرسة صاحب الكفاية الشيخ الأنصاري وأما الميرزا النائيني فلم يدرس عند صاحب الكفاية مع أنه في رتبة طلاب صاحب الكفاية وإنما درس عند المجدد الشيرازي ودرس عند السيد محمد الفشاركي أيضاً، طبعاً صاحب الكفاية درس أيضاً عند الشيخ الأنصاري ودرس أيضاً عند المجدد الشيرازي.

إذاً الميرزا النائيني هو امتداد لمدرسة المجدد الشيرازي بينما المحقق الأصفهاني والمحقق العراقي امتداد لمدرسة صاحب الكفاية، وعندنا شخصية رابعة في قم هي الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم، وهو من تلامذة السيد الفشاركي.

إذاً الشيخ عبد الكريم الحائري امتداد لمدرسة السيد الفشاركي والنائيني امتداد لمدرسة المجدد والمحقق الأصفهاني والعراقي امتداد لمدرسة الآخوند وكلهم يلتقون في النهاية عند خاتمة الفقهاء والمجتهدين الشيخ الأعظم الأنصاري "رضوان االله عليه".

طبعاً لكل واحد من هؤلاء الأعلام خصوصياته لا يسع المجال لطرحها ولكن لا بأس بالإشارة الى تقريراتهم الميرزا النائيني الدورة التي طبعت أولاً هي فوائد الأصول للمحقق الشيخ محمد علي الكاظمي ثم طبع أجود التقريرات السيد أبو القاسم الخوئي والمحقق الأصفهاني له كتاب نهاية الدراية في شرح الكفاية والمحقق العراقي له تقرير الشيخ محمد تقي البروجردي نهاية الأفكار وله كتابان مقالات الأصول طبعاً محقق العراقي بيانه تدريس أفضل من الكتابة، بيانه في الكتابة مغلق نوعاً ما.

هذا تمام الكلام في المقدمة الثانية في بيان المدارس الأصولية.

المقدمة الثالثة في بيان تقريرات أعلام العصر الثلاثة، الإمام الخميني والشهيد الصدر والسيد أبو القاسم الخوئي وامتداد مدرستهم.

نبدأ بالإمام الخميني، الإمام الخميني هو تلميذ الشيخ عبد الكريم الحائري فهو امتداد لمدرسة الحائري، الفشاركي، الشيخ الأنصاري، بخلاف الشهيد الصدر الذي هو تلميذ السيد الخوئي والذي هو امتداد لمدرسة الميرزا النائيني لأن السيد الخوئي درس دورتين أصوليتين كاملتين عند الميرزا النائيني ودورة أصولية واحدة عند المحقق الأصفهاني، فهو امتداد لمدرسة المجدد وصاحب الكفاية امتداد لمدرسة النائيني.

الامام الخميني وأكثر فقهاء ومراجع قم الذين درسوا في قم هم تلامذة الشيخ عبد الكريم الحائري ويقال لعله أكبر مرجع خرّج فقهاء، الشيخ عبد الكريم الحائري رضوان الله عليه وهو أكبر مرجع قاس الأمرَّين في حياته كان معاصراً لرضا خان وآذاه كثيراً.

الامام الخميني درَّس ثلاث دورات أصولية والشهيد الصدر درّس دورتين أصوليتين والسيد الخوئي درّس ست دورات أصولية كاملة وشرع في السابعة وتوقف عند مبحث الضد، ونظراً لأعباء المرجعية في ذلك الوقت أوقف الدورة السابعة عند مبحث الضد.

الإمام الخميني ثلاث دورات، الدورة الأولى هي من القطع الى التعادل والتراجيح وقد قررها تلميذه الشيخ حسين علي المنتظري وكان الدرس بناءً على طلبٍ من الشيخ المنتظري وزميله الشهيد الشيخ مرتضى مطهري وحضر الشيخ السبحاني في الدورة الأولى والتقرير مطبوع تحت عنوان محاضرات في الأصول مجلد واحد وكان أصلاً في بدايته الكفاية المجلد الثاني، والامام الخميني أول درس درسه كان مقتصراً على الكفاية طلبوا منه الجزء الثاني من الكفاية ثم أخذ الشيخ المنتظري يناقش والشيخ المطهري يناقش فقال الامام الخميني كأنكم تريدون خارج السطح قالوا نعم نحن نريد خارج السطح، فنشأ البحث وإلاَّ في البداية قالوا كفاية وكان الشيخ الشهيد مطهري يقول للشيخ المنتظري السيد روح الله الموسوي الخميني عالم كبير وينبغي أن نستخرج علمه مثل هذه الدروس وهو مجهول في الحوزة، أحياناً الطلاب يستخرجون الأستاذ بهذه الطرق الغير مباشرة من دون أن يقولون له بحث خارج كفاية[2] .

الدورة الثانية للإمام الخميني قررت أيضاً والدورة الثالثة أيضاً للإمام الخميني قررت لكن الدورة المعتمدة من تقريرات الإمام الخميني هي دورة تهذيب الأصول للشيخ جعفر السبحاني وهي عبارة عن تلفيق بين الدورتين الأولى والثانية وهي معتمدة لأن الإمام الخميني "رضوان الله عليه" لاحظها بنفسه خصوصاً الجزء الأول لاحظه بنفسه وقرَّضه يضاف الى ذلك العلاقة الشخصية والعلمية الخاصة بين المرجع شيخ جعفر السبحاني والإمام الخميني لذلك هذا التقرير أكثر تقرير معتمد طبع في حياة الإمام الخميني وقرَّضه بخلاف تقرير الشيخ المنتظري الذي طبع لعله بعد وفاة الشيخ المنتظري فضلاً عن وفاة الإمام الخميني "رحمة الله عليهم".

الدورة الثانية للإمام الخميني التقرير الثاني للدورة الثانية كتاب تنقيح الأصول للاشتهاردي أربعة مجلدات والدورة الثالثة هي جواهر الأصول للسيد محمد حسين المرتضوي اللنكرودي، إذاً ثلاث دورات للإمام الخميني آخر دورات الدورة الثالثة جواهر الأصول، لذلك هي موسعة في ستة أجزاء بخلاف تهذيب الأصول الذي طبع في ثلاثة أجزاء وهناك تقريرات أُخر مثل كتاب تقرير معتمد الأصول للشيخ فاضل اللنكراني لكنه غير كامل وطبع بعد وفاة الإمام الخميني وتقريرات أخرى.

الإمام الخميني باحث ودرّس أهم المباحث الفقهية والأصولية، وكل الذي درسه كتبه، في الأصول كتب رسالة في الاستصحاب، رسالة في التعارض والتعادل والتراجيح وفي الفقه كتب في البيع وفي الخلل في الصلاة وإذا أردت أن تستشرف فقاهة الفقيه فقوته وباعه في كتاب الخلل في الصلاة من العبادات وكتاب البيع من المعاملات هذا بالنسبة الى تقريرات الإمام الخميني "رضوان الله عليه".

الشهيد الصدر رضوان الله عليه درّس دورتين قرر الدورة الأولى السيد كاظم الحائري حفظه الله في تسعة أجزاء تحت عنوان مباحث الأصول وقرر الدورة الثانية السيد محمود الهاشمي الشاهرودي في سبعة أجزاء تحت عنوان بحوث في علم الأصول، وهناك تقريران آخران للشهيد الصدر التقرير الثالث تقرير الشيخ عبد الحسن عبد الساتر في ثلاثة عشر جزءً طبعت في أحد عشر مجلد.

ولعل دورة الشيخ حسن عبد الساتر أوسع دورة قررت للشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر مما طبع الآن ويدعى أنها عين ألفاظ الشهيد الصدر وقد خرجت من الكاسيتات ولكنها طبعت في وقت متأخر من شهادة السيد الصدر "رضوان الله عليه" وليس عليها تقرير والدورة الرابعة والتي تطبع الآن هي تقرير الشهيد الصدر الثاني السيد محمد محمد صادق الصدر تحت عنوان محاضرات في أصول الفقه، والشهيد الصدر الثاني من مميزاته أنه لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويكتبها وقد قرر جميع ما حضره عند أساتذته الثلاثة الإمام الخميني والشهيد الصدر والسيد أبو القاسم الخوئي فقهاً وأصولاً.

طبعاً السيد كاظم الحائري الدورة الأولى السيد محمود الهاشمي الدورة الثانية، الشيخ حسن عبد الساتر الدورة الثانية، وأما تقرير السيد محمد صادق الصدر فهو تلفيق بين الدورة الأولى والثانية لأنه حضر عند السيد الشهيد من المفاهيم لذلك من المفاهيم الى نهاية الدورة هو عبارة عن الدورة الأولى ومن بداية علم الأصول الى المفاهيم هذه الدورة الثانية هذا تمام الكلام في تقريرات الشهيد الصدر، هذه سنحتاجها بعد ذلك في المناقشات.

وأما السيد أبو القاسم الخوئي رضوان الله عليه الذي في أيام حياته طبع له أكثر من أربعين تقريراً كما ذكر هو رضوان الله عليه في ترجمته الذي ترجمها في كتابه معجم رجال الحديث.

السيد أبو القاسم الخوئي بالميلادي ولد سنة 1900 وتوفي سنة 1992 يعني عمره 92 سنة، السيد الامام عمره 87 سنة توفي سنة 1989 ولد سنة 1902 والشهيد الصدر استشهد سنة 1980 ميلادي وقد عاش 46 سنة.

السيد الخوئي عاش 92 سنة بالميلادي و96 سنة بالهجري لأنه ولد سنة 1317 هـ وتوفي سنة 1413 هـ يصير عمره 96 سنة.

السيد الخوئي باحث وعمره 28 سنة ولم يترك البحث إلاّ في السنتين الأخريين من عمره أخيرتين يعني عمره 90 سنة، إذا تحسب من عمره 28 سنة الى 90 سنة هذه 62 سنة يعني السيد الخوئي أكثر من ستين سنة يدرس بحث خارج فقهاً وأصولاً، ولو لم يكرر السيد الخوئي بعض الأبحاث الفقهية ولم يكرر تدريسها لوفق لتدريس الفقه من أوله لآخره.

السيد الخوئي درّس كتاب الصلاة ثلاث مرات أول مرتين باحث كتاب الصلاة على كتاب مصباح الفقيه في المحقق الهمداني آقا رضا الهمداني والدورة الثالثة من كتاب الصلاة على العروة الوثقى وهو التقرير المطبوع للشهيد مرتضى البروجردي "رضوان الله عليه"، ودرّس أيضاً كتاب المكاسب بأكمله المكاسب المحرمة والبيع والخيارات دورتين، الدورة الأولى قررها السيد علي الشاهرودي والد السيد محمود الهاشمي الشاهرودي تحت عنوان محاضرات في الفقه الجعفري، والدورة الثانية قررها التوحيدي والغروي وأيضاً درّس المباحث المتأخرة من القضاء الى النهاية، القضاء، الحدود، التعزيرات، أيضاً دورتين، الدورة الولى هي التي كتبها بقلمه مباني تكملة المنهاج والدورة الثانية تجدها متفرقات مثل كتاب القضاء للشيخ محمد الجواهري وغيره.

وأما في الأصول فدوراته الست طبع بعض تقريراتها أما الدورة الأخيرة السادسة فإلى الآن لم تطبع ولكنها موجودة في الكاسيتات بنص نفس السيد الخوئي دورة كاملة موجودة عند شراء الأقراص "السيديات" الدورة السادسة والأخيرة للسيد الخوئي.

والدورة المشتهرة في حياته دورتان:

أول دورة اشتهرت هي الدورة الثالثة، البعض يفكرها الدورة الأولى كتاب دراسات في علم الأصول للسيد علي الحسيني الهاشمي الشاهرودي والد السيد الهاشمي الشاهرودي والذي توفي في شبابه في سن الأربعين كتاب دراسات في علم الأصول وأول ما طبع من كتاب الدراسات الجزء الثالث في مباحث القطع بعدين طبعوا الجزء الأول والثاني في الجزء الثالث من كتاب الدراسات يصرّح السيد الشاهرودي أنها هي الدورة الثالثة.

الدورة الثانية هي كتاب الهداية في علم الأصول للشيخ حسن الصافي الأصفهاني أربعة أجزاء هذه الدورة الثانية طبعت مؤخراً، وأما الدورة الرابعة فهي في مباحث الألفاظ كتاب في محاضرات في أصول الفقه للشيخ محمد إسحاق الفياض وفي مباحث الأصول العملية مصباح الأصول للسيد محمد سرور الواعظي الحسيني البهسودي وهو الكتاب الذي سندرسه هذه هي الدورة الرابعة.

أما كتاب المحاضرات للشيخ الفياض فيقال أن الشيخ الفياض كان يكتب تقريرات أبحاث السيد الخوئي ويذهب بها الى الشهيد السعيد محمد باقر الصدر لكي يشرف عليها بأمر من السيد الخوئي.

وأما الكتاب الثاني كتاب مصباح الأصول للسيد البهسودي وهو من فقهاء أفغانستان وذهب الى التبليغ الى أفغانستان وحصل الغزو الروسي لأفغانستان ولم يعثر له على أثر لذلك يكتبون بالنسبة إليه يكتبون "فرج الله عنه رضوان الله عليه" حياً ميتا، هذا الكتاب مصباح الأصول أيضاً الآن طبع الجزء الأول والثاني يعني الآن الثاني والثالث هو الذي طبع الأول في القطع ومنجزية العلم الإجمالي والثالث في الاستصحاب وتعارض الأدلة، الثاني في القطع والظن ثم تأتي تلك المباحث في الثالث.

الجزء الأول طبع في قسمين مباحث الألفاظ مطبوع الآن عثر على الكتاب ولكن قيمة الكتاب في تقريض السيد الخوئي لذلك المعتمد هو كتاب مصباح الأصول في مباحث الأصول العملية وكتاب المحاضرات في المباحث الألفاظ.

هناك أيضاً بعض التقريرات التي طبعت مثل مباني الاستنباط للسيد أبو القاسم الكوكبي وبالمناسبة أكثر المقررين مراجع يعني بالنسبة الى مقرري بحث الإمام الخميني مراجع مقرري بحث السيد محمد باقر الصدر مراجع مقرري بحث السيد الخوئي أيضاً أكثرهم أصبحوا من مراجع الدين وعلماء المسلمين.

عموماً الخلاصة منهجنا في هذا الكتاب دراسة مصباح الأصول هو تحقيق المباني الأصولية على ضوء آراء الأعلام الثلاثة، الإمام الخميني والشهيد الصدر والسيد الخوئي ونركز على السيد الخوئي لأن متن البحث هو كتاب مصباح الأصول للسيد الخوئي وقد نخرج قليلاً نتطرق الى آراء بعض الأعلام كالشيخ محمد إسحاق الفياض مقرر المحاضرات وهو عنده أكبر موسوعة أصولية عند الشيعة الى الآن، خمسة عشر مجلد كتاب المباحث الأصولية، خمسة عشر مجلد وقد نتطرق أيضاً الى آراء بعض أعلام العصر كالسيد السيستاني "حفظه الله" والشيخ الوحيد الخراساني والسيد محمد الروحاني في منتقى الأصول ولكن البحث مبني على الاختصار لا الإطالة.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم إنه غفور رحيم وتواب حليم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 


[2] الجزء الثاني.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo