< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الفقه

39/05/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الرواية الثامنة عشر: حرمة القيام قبل قيام القائم×

وهي من الروايات التي قد يستدل بها على حرمة القيام قبل قيام القائم$ ما رواها المحدث النوري([1] ).

هذا الباب هو نفس عنوان الباب الثالث عشر من وسائل الشيعة للحر العاملي فقد ذكر الحر العاملي سبعة عشر رواية قد تطرقنا إليها بالتفصيل فيما سبق والمحدث النوريJ في مستدرك الوسائل ذكر نفس عنوان هذا الباب تحت عنوان الباب الثاني عشر وذكر فيه أربعة عشر رواية فيكون المجموع واحد وثلاثين رواية إلا أن الرواية الأولى والثانية والثالثة من مستدرك الوسائل هي نفس الرواية السادسة من وسائل الشيعة([2] )، إلا أن الأسانيد مختلفة فسند الوسائل صحيح إلا أن أسانيد الروايات الثلاث فيها خدشة، والروايات الأربعة عشر التي ذكرها المحدث النوري+ الروايات الأحد عشر الأولى منها نقلها عن كتاب الغيبة للنعماني والرواية الثانية عشر نقلها عن تفسير العياشي والرواية الثالثة عشر والرابعة عشر نقلها عن كتاب جعفر أبن محمد بن شريح الحضرمي وأغلب هذه الروايات إن لم تكن كلها ضعيفة السند، نعم ربما يمكن تصحيح رواية واحدة أو روايتين من هذا الباب ومن أجل استقراء البحث واستقصاء الروايات نتطرق إلى هذه الروايات رواية رواية ثم بعد ذلك نتطرق إلى بعض الروايات التي ذكرها صاحب الوسائل في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففي الباب الثاني ذكر صاحب الوسائل رواية وفي الباب 24 ذكر أيضاً روايتين فيكون مجموع الروايات يزيد عن خمسة وثلاثين رواية لأنه بالإضافة إلى ذلك توجد رواية في الغيبة للشيخ الطوسي وتوجد أيضاً رواية ذكرها الشيخ الصدوقo في كمال الدين.

الرواية الثامنة عشر هي الرواية الأولى من الباب الثاني عشر من أبواب جهاد العدو وما يناسبه من كتاب مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل للميرزا المحدث الشيخ حسين النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320 هجرية بينما صاحب الوسائل متوفى سنة 1104 هجرية.

الباب الثاني عشر الرواية الأولى، محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري قال: حدثنا محمد بن العباس عن عيسى الحسيني عن الحسن بن أبي حمزة عن أبيه ـ يعني علي بن أبي حمزة البطائني وهنا الخدشة في البطائني وابنه ـ عن مالك بن أعين الجهني عن أبي جعفر× ـ الإمام الباقرـ أنه قال: >كل راية ترفع قبل راية القائم× فصاحبها طاغوت<([3] ).

وقد تقدم أن هذه الرواية وإن كانت ضعيفة السند هي عين الرواية السادسة التي رواها صاحب الوسائل([4] ) وهذه الرواية رواها الشيخ الكلينيo([5] )، هذه الرواية صحيحة السند هكذا سندها، الكليني عن محمد بن يحيى العطار الثقة الجليل عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد الأهوازي الثقة عن حماد بن عيسى غريق الجحفة عن الحسين بن المختار عن أبي بصير ـ فهذه صحيحة أبي بصير ـ عن أبي عبد الله× قال: >كل راية ترفع قبل قيام القائم× فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله P< ـ في الوسائل القيد هذا الزائد يعبد من دون اللهP ـ.

قلنا في مناقشة الرواية السادسة أن هذه الرواية وإن كانت صحيحة السند إلا أنها ظاهرة فيمن يخرج يدعو إلى نفسه لقرينتين، الأولى قوله× >صاحبها طاغوت< والطاغوت هو الذي يدعو إلى نفسه وهو الحاكم والسلطان الجائر والسلطان العادل لا يطلق عليه طاغوت، والقرينة الثانية يعبد من دون الله فالسلطان العادل لا يعبد من دون الله والكلام هو الكلام والجواب هو الجواب بالنسبة إلى الرواية الأولى والثانية والثالثة من مستدرك الوسائل، فدلالة الرواية الأولى الثامنة عشر والرواية الثانية التاسعة عشر والرواية الثالثة العشرين غير تامة على حرمة الخروج قبل قيام القائم×.

الرواية التاسعة عشر: من هو علي بن الحسين؟

هذا سندها الرواية الثانية([6] ) عن علي بن الحسين قال حدثنا محمد أبن يحيى العطار بقم قال حدثنا محمد بن الحسن الرازي قال حدثنا محمد بن علي الكوفي عن علي بن الحسين عن علي بن الحسن بن فضّال ـ إذا رجعنا إلى كتاب الغيبة([7] ) عن علي بن الحسن بن فضال غير موجود في نسخة النعماني ولعله زيادة في نسخة المحدث النوري كما في معجم رجال الحديث للسيد الخوئيî([8] ) ـ عن ابن مسكن عن مالك بن أعين الجهني قال سمعت أبا جعفر× يقول وذكر مثله، هنا يقع الكلام في تشخيص علي بن الحسين من هو، فإن كان هو الصدوق الأب والد محمد بن علي بن الحسين بن بابويه فلا إشكال من جهته وقد يتأمل فيها من جهة مالك بن أعين الجهني.

الرواية الثالثة وعن علي بن أحمد البندينجي الإشكال يقع في البندينجي يعني النعماني عن البندينجي الرواية الثالثة تصير الرواية رقم 20، يعني الرواية الأولى 18، الرواية الثانية 19، إذاً الروايات 18 و19 غير تامتي الدلالة والسند.

الرواية العشرون: غير تامة السند والدلالة

وعن علي بن أحمد البندينجي عن عبد الله بن موسى العلوي عن علي أبن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن مسكان وذكر مثله إلا أن فيه كل راية ترفع أو قال تخرج هذه الرواية أيضاً ضعيفة السند([9] )، إذاً الرواية العشرون غير تامة سنداً ودلالة.

الرواية الواحد والعشرون: كونوا أحلاس بيوتكم والبدوا ما لبدنا

وهنا تبدأ الروايات التي ألفاظها جديدة ولكن مضامينها تقدمت في الروايات السابقة، في مستدرك الوسائل([10] ) هي الرواية الرابعة ـ رواية واحد وعشرون ـ محمد بن إبراهيم النعماني عن أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن ـ إذا نرجع إلى كتاب الغيبة([11] ) عن أبي الحسين والظاهر أنها كنية أحمد بن يوسف بن يعقوب كما في حاشية مستدرك الوسائل([12] ) ـ قال: حدثنا إسماعيل بن مهران قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي حمزة البطائني ـ إذاً الرواية ضعيفة بالبطائني وابنه ـ ووهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله× أنه قال: >قال لي أبي لابد لنار من أذربيجان لا يقوم لها شيء فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم والبدوا ما لبدنا فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبواً<([13] ).

والتحقيق: أن هذه الرواية ضعيفة السند بالبطائني وابنه وأما من ناحية الدلالة فالأحلاس جمع حِلس وفي لسان العرب([14] ) يقال فلان حِلْسٌ من أحلاس البيت للذي لا يبرح البيت لا يخرج من البيت، وقوله× >والبدو ما لبدنا< كما جاء في لسان العرب([15] ) لَبَدَ بالمكان أقام به وقد تطرقنا إلى رواية الأحلاس وهي رواية سدير كون حلساً صحيحة سدير الصيرفي وهي أي رواية من روايات، الرواية الثالثة من الباب الثالث عشر من الوسائل([16] ) ورواية سدير صحيحة السند، محمد بن يعقوب الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن بكر بن محمد عن سدير قال: قال أبو عبد الله× >يا سدير الزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك<.

قلنا في تحقيق هذه الرواية أنها خاصة بسدير وإلغاء الخصوصية يحتاج إلى دليل وهو مفقود.

هذه الرواية الرابعة أيضاً الإمام الصادق× يوجه الخطاب إلى وهيب بن حفص، قال لي أبي ـ الإمام الصادق يتكلم عن الإمام الباقر× >لابد لنار من أذربيجان لا يقوم لها شيء<([17] ) إذاً الإمام الصادقj في مقام الإخبار عن أمر غيبي سيقع >فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم<([18] ) يعني إذا خرجت النار في أذربيجان الزموا بيوتكم >والبدوا ما لبدنا< يعني استقروا حيث استقرينا وتوقفوا حيث توقفنا >فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبواً<، فإذاً هذه الرواية لا تنهى عن القيام وإنما تشير إلى واقعة ستقع أنه إذا قامت النار في أذربيجان لا تتحركوا إلا إذا تحركنا، وهي تشير إلى خروج الإمام المهدي$ فكأنما تقول هذه الرواية النار التي تخرج في أذربيجان ليست نار الإمام المهدي فانتظروا إلى أن يخرج الإمام المهدي#، إذاً الرواية الحادية والعشرين غير تامة سنداً ودلالة.

الرواية الثانية والعشرون: إياك والخوارج منّا فإنهم ليسوا على شيء

وهي الرواية الخامسة، محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد بن سعيد عن بعض رجاله ـ فالرواية مرسلة ـ عن علي بن عمار الكناني قال: حدثنا محمد بن سنان ـ هنا مختلف فيه وقد تخدش من جهة محمد بن سنان ـ عن أبي الجارود عن أبي جعفر× قلت أوصني فقال: >أوصيك بتقوى الله وأن تلزم بيتك وتقعد في دهماء هؤلاء الناس ـ في نسخة من نسخ غيبة النعماني([19] ) مكان هؤلاء هواء يعني وتقعد في هواء هؤلاء الناس ـ وإياك والخوارج منّا فإنهم ليسوا على شيء ولا إلى شيء إلى أن قال واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيماً أو تعز ديناً إلا صرعتهم البلية ـ في المصدر المنية والبلية ـ حتى تقوم عصابة شهدوا بدراً مع رسول الله| لا يوارى قتيلهم ولا يرفع صريعهم ولا يداوى جريحهم فقلت من هم قال الملائكة<.

والتحقيق: هذه الرواية ضعيفة من جهة السند للإرسال وضعيفة من ناحية الدلالة إذ هي ناظرة إلى خصوص الخوارج من أهل البيت^ بقرينة قوله× >وإياك والخوارج منّا< وفيها إشارة إلى أن الخارج من أهل البيتl لا يظفر ولا يظفر منهم^ إلا الإمام المهدي#، إذاً الرواية الثانية والعشرون وهي الرواية الخامسة من مستدرك الوسائل غير تامة سنداً ودلالة.

الرواية الثالثة والعشرون: لا يدعو إلى حق إلا صرعته البلية

وهي الرواية السادسة من مستدرك الوسائل وعن أحمد بن محمد بن سعيد ـ يعني النعماني عن أحمد بن محمد بن سعيد ـ قال حدثني علي بن الحسن التيملي قال: حدثني الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف عن أبيهما عن أحمد بن علي الحلبي عن صالح بن أبي الأسود عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر× يقول >ليس منا أهل البيت أحد يدفع ضيماً ولا يدعو إلى حق إلا صرعته البلية حتى تقوم عصابة شهدت بدراً لا يوارى قتيلها ولا يداوى جريحها قلت من عنا أبو جعفر× قال الملائكة<([20] ).

الرواية الرابعة والعشرون: وهي تدل على أن القيام مشروط بإذن الإمام

وهي الرواية السابعة، وعن أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن زكريا بن شيبان قال: حدثنا يوسف بن كليب المسعودي قال: حدثنا الحكم بن سليمان عن محمد بن كثير عن أبي بكر الحضرمي قال دخلت أنا وأبان على أبي عبد الله× وذاك حين ظهرت الرايات السود بخراسان، فقلنا ما ترى؟ فقال: >اجلسوا في بيوتكم فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدّوا إلينا بالسلاح<([21] )، في لسان العرب([22] ) المناهضة في الحرب ومهد القوم لعدوهم إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله.

هذه الرواية وإن أمكن التأمل في سندها إلا أن دلالتها واضحة جداً في كونها أجنبية عن المدعى بل هي على الخلاف فالمدعى هو حرمة القيام قبل قيام القائم× والرواية يشير فيها الإمام الصادق× بقوله >فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح< فالإمام يشير إلى مشروعية القيام إلا أن هذا القيام مشروط بإذن إمام ذلك العصر فهذه الرواية خاصة بواقعة معينة وهي خصوص ظهور الرايات السود بخراسان أي فترة الدعوة العباسية أيام الإمام الصادق× ولا تشمل جميع الأعصار وثانياً لا تدل على حرمة القيام بل تدل على أن القيام مشروط بإذن الإمامj، إذاً الرواية الرابعة والعشرون لا تدل على المدعى غير تامة الدلالة.

الرواية الخامسة والعشرون: كفوا ألسنتكم وألزموا بيوتكم

وهي الرواية الثامنة من مستدرك الوسائل، النعماني عن محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن مالك الفزاري قال: حدثنا محمد بن أحمد عن علي بن أسباط عن بعض أصحابه ـ الرواية مرسلة ـ عن أبي عبد الله× أنه قال: >كفوا ألسنتكم وألزموا بيوتكم فإنه لا يصيبكم أمر تخصون به ولا يصيب العامة ولا يزال الزيدية وقاء لكم< ([23] ).

والتحقيق: إن هذه الرواية ضعيفة السند لمكان الإرسال وغير تامة الدلالة خصوصاً إذا تمسكنا بذيلها وهو قوله× >ولا يزال الزيدية وقاء لكم< فالرواية ناظرة إلى زمن الإمام الصادق¤ وليس فيها عموم لجميع الأزمنة ومن خلال هذه القرينة يتضح أن الزيدية قد قاموا بالثورة في زمن الإمام الصادق× وإن قيامهم أوجب أن لا يصيب أصحاب الإمام الصادق أذى خاص بهم فكأن قيام الزيدية وقاية وصوناً لأصحاب الإمام الصادقj، إذاً الرواية الخامسة والعشرون وهي الرواية الثامنة من المستدرك غير تامة سنداً دلالة.

الرواية السادسة والعشرون: ومرفوعة ربعي عن الإمام السجاد×

وهي الرواية التاسعة من مستدرك الوسائل([24] )، النعماني وبالإسناد عن الفزاري قال: حدثني أحمد بن علي الجعفي عن محمد بن المثنى الحضرمي عن أبيه عن عثمان بن يزيد عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر^ قال: >مثل خروج القائم منّا أهل البيت ـ هذا أهل البيت لم يرد في نسخة المستدرك ولكن في المصدر غيبة النعماني([25] ) موجود ـ كخروج رسول الله| ومثل من خرج منّا أهل البيت قبل قيام القائم× مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعبت به الصبيان<، هذه الرواية هي مضمونها شبيه بما تقدم في وسائل الشيعة من روايات تشير إلى عاقبة ونتيجة من يقوم فهذه الرواية هذا المضمون ورد في نفس هذا النص أيضاً أنه فرخ طار.

الرواية الثانية وهي مرفوعة ربعي من مستدرك وسائل([26] ) عن علي بن الحسين مرفوعة ربعي قال: >والله لا يخرج أحد منّا قبل خروج القائم إلا كان مثله كمثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به<، والرواية في الوسائل ضعيفة السند، هذه الرواية قد يتأمل في سندها وأما دلالتها فواضح أنها غير تامة إذ هي في مقام بيان النتيجة والعاقبة وليست في مقام النهي عن القيام ولو كانت تردع عن القيام والرواية عن الإمام الباقر× ومرفوعة ربعي عن الإمام السجاد لردعت زيد عن القيام، إن زيد ثار في زمن الإمام الصادق× ولردعت الحسين بن علي شهيد فخ مع أن كلتا الثورتين فيها إمضاء فزيد الشهيد أخذ الإذن من الإمام الصادق والحسين بن علي شهيد فخ أخذ الإذن من الإمام الكاظم‘، إذاً الرواية السادسة والعشرون وهي الرواية التاسعة من المستدرك غير تامة من ناحية الدلالة.

الرواية السابعة والعشرون: اسكنوا ما سكنت السماوات والأرض

وهي الرواية العاشرة، النعماني عن علي بن أحمد عن عبيد الله أبن موسى العلوي عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان ـ وقد يناقش في محمد بن سنان مختلف فيه ـ عن عمار بن مروان عن منخل بن جميل ـ منخل بن جميل غير موثق ـ عن جابر أبن يزيد ـ جابر بن يزيد أيضاً فيه كلام ـ عن أبي جعفر× أنه قال: >اسكنوا ما سكنت السماوات والأرض ولا تخرجوا على أحد ثم يقول فإنَّ أَمْرَكُمْ ليس فيه خَفَاء إلاّ أنها آية من اللهP ليست من الناس< في غيبة النعماني([27] ) جعلها بين الناس.

والتحقيق: أن هذه الرواية من ناحية السند غير تامة بمنخل بن جميل وأما جابر بن يزيد الجعفي قال فيه النجاشي وكان في نفسه مختلطاً فقد يقال إن هذا لا ينافي التوثيق إذ يحتمل كون المقصود بالاختلاط في كلام النجاشي الجنون وهو الذي تظاهر به فترة من الزمن كما ورد في الكافي([28] ) وذكر المفيد في الرسالة العددية بشأنه أنه ممن لا يطعن فيهم ولا طريق لذم واحد منهم.

جابر بن يزيد الجعفي فيه خلاف كمحمد بن سنان فبعض قد جعلهما في غاية سماء الوثاقة والجلالة وبعضهم قد جعلهما في الحضيض ولو غضضنا النظر عن توثيق جابر فإن الرواية ضعيفة بمنخل وأما من ناحية الدلالة فالرواية لا تدل على وجوب القعود وحرمة القيام، الرواية فيها قرينة وهي أن أمر أهل البيت وهو الإمامة ليس فيها خفاء هي واضحة للعيان، نعم لو كان فيها خفاء يستوجب انقلاب السلطة عليها لربما وجب القيام في فترة من الفترات، فلاحظ الرواية >اسكنوا ما سكنت السماوات والأرض ولا تخرجوا على أحد ـ في المصدر أي لا تخرجوا على أحد، هنا لا تخرجوا على أحد مطلق هناك قرينة قيد ـ فإن أمركم ليس به خفاء ـ فإن أمركم الأمر هذا الأمر الإمامة بالروايات هو يعرف هذا الأمر يعني الإمامة ـ فإن أمركم ليس به خفاء ـ يعني ليس هي حركة سرية بحيث السلطة تجهز عليها ـ إلا أنها آية من اللهP ليست من الناس أو جعلها بين الناس ـ يعني أمر أهل البيت^ هو آية محكمة من الله وواضحة جعلها بين الناس<، إذاً أوّلاً هذه الرواية لا تدل على حرمة القيام وإنما تعلل أنه لا داعي للقيام لأن أمر الإمامة منتشر بين الناس وثانياً لا عموم فيها إذ هي ناظرة إلى خصوص زمن الإمام الباقر×.

الرواية الثامنة والعشرين: غير تامة ومخدوشة سند

وهي الرواية رقم 11 من مستدرك الوسائل، هذا السند يمكن تصحيحها إلى هنا الأسانيد كلها ضعيفة، النعماني([29] ) عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه ـ وإبراهيم بن هاشم نرى أنه عدل فلا تكون الرواية حسنة تكون صحيحة ـ قال: حدثني محمد بن يحيى بن عمران قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا علي بن محمد وغيره عن سهل بن زياد جميعاً ـ هنا سهل بن زياد قد تكون مشكلة السند من ناحية سهل بن زيادـ عن حسن بن محبوب قال وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي عن أبي علي أحمد بن محمد أبن أبي باشا عن أحمد بن هلال عن الحسن بن محظوظ عن عمر بن أبي المقدام عن جابر بن يزيد الجعفي ـ هنا المشكلة من جهة عمر بن أبي المقدام وجابر بن يزيد الجعفي كما سيأتي ـ قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر‘ >يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك<، إذاً هذه الرواية أوّلاً قد تكون فيها خصوصية لجابر بن يزيد الجعفي فلا يمكن الالتزام بعموم هذه الرواية.

ابن أبي المقدام غير موثق ولكن يمكن توثيق عمر بن أبي المقدام وجابر بن يزيد الجعفي لرواية أحد الثلاثة عنهم.

ونحن نقبل أن هذا المبنى أن الثلاثة وهم أحمد بن محمد بن أبي نصر البيزنطي وصفوان بن يحيى بياع السابوري ومحمد بن أبي عمير لا يرون ولا يرسلون إلا عن ثقة فيمكن تصحيح هذه الرواية على هذا المبنى وإن كانت على مبنى السيد الخوئي ضعيفة السند، إذاً الرواية الثامنة والعشرون غير تامة دلالة ومخدوشة سنداً إلا أنه يمكن تصحيح هذا السند كما صححه أيضاً السيد كاظم الحائري~([30] )، هذا تمام الكلام في روايات غيبة النعماني التي ذكرها صاحب المستدرك وهي أحد عشر رواية.

 


[1] () مستدرك الوسائل ج11، ص34، الباب12 من أبواب جهاد العدو وما يناسبه، باب حكم الخروج بالسيف قبل قيام القائم#.
[2] () وسائل الشيعة، ج15، ص52.
[3] () الغيبة، ص114، الحديث 9؛ صاحبها وليست فصاحبها؛ ومستدرك الوسائل، ج11، ص34.
[4] () وسائل الشيعة، ج15، ص52، الباب الثالث عشر من أبواب جهاد العدو وما يناسبه.
[5] () فروع الكافي، ج8، ص295، الحديث 452.
[6] () مستدرك الوسائل، ج11، ص34.
[7] () الغيبة، ص115، الحديث 11.
[8] () معجم رجال الحديث، ج10، ص329، وج11، ص328 و 339.
[9] () مستدرك الوسائل، ج11، ص35.
[10] () مستدرك الوسائل، ج11، ص35.
[11] () الغيبة، ص194.
[12] () مستدرك الوسائل، ج11، ص35.
[13] () الغيبة، ص228.
[14] () لسان العرب، ج6، ص54.
[15] () نفس المصدر، ج3، ص385.
[16] () مستدرك الوسائل، ج115، ص51.
[17] () الغيبة، ص228.
[18] () نفس المصدر.
[19] () الغيبة، ص194.
[20] () مستدرك الوسائل، ج11، ص36.
[21] () الغيبة، ص197.
[22] () لسان العرب، ج3، ص431.
[23] () مستدرك الوسائل، ج11، ص36.
[24] () مستدرك الوسائل، ج11، ص37.
[25] () الغيبة، ص199.
[26] () مستدرك الوسائل، ج15، ص51.
[27] () الغيبة، ص200.
[28] () الكافي، ج1، ص397.
[29] () الغيبة، ص279.
[30] () ولاية الأمر في عصر الغيبة، ص75.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo