< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الأخلاق

39/04/28

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: الدليل الرابع على وجوب إقامة الدولة الإسلامية في مختلف العصور

 

الدليل الرابع رواية الفضل بن شاذان في علل الشرائع وعيون اخبار الرضا عليه السلام هذه الرواية أوردها الصدوق رضوان الله عليه في هذين الكتابين واستدل بهذه الرواية على وجوب إقامة الدولة الإسلامية.

الشيخ المنتظري رحمه الله في كتابه دراسات في ولاية الفقيه الجزء الأول صفحة 171 وجعلها الدليل الثالث[1] واستدل أيضا بها سماحة الشيخ محمد المؤمن القمي في كتابه الولاية الإلهية الإسلامية الجزء الثالث صفحة 15 واستدل بها أيضا السيد الإمام الخميني رضوان الله عليه في كتاب البيع الجزء الثاني صفحة 621 وقال قدس وفي رواية العلل بسند جيد[2] فالسيد الإمام رضوان الله عليه قد استجود سند علل الشرائع وذكرها أيضا في كتابه الحكومة الإسلامية صفحة 66 [3]

نقرأ الرواية ثم تقريب الاستدلال بالرواية لنرى أن هذه الرواية هل هي تامة سندا ودلالة أو لا، الرواية طويلة وهذا النص مذكور في علل الشرائع وعيون أخبار الرضا عليه السلام مع تفاوت يسير وقد ذكر الشيخ المؤمن حفظه الله صفحة 16 من الجزء الثالث نص الرواية مع اختلاف المتن بين العلل والعيون ونحن نقرأ نص الرواية اعتمادا على كتاب علل الشرائع وربما نشير إلى بعض الفوارق بين نص علل الشرائع ونص عيون أخبار الرضا عليه السلام.

نص الرواية اعتمادا على كتاب علل الشرائع

الرواية فإن قال قائل ولم وفي العيون فلم جعل أولي الأمر وأمر بطاعتهم قيل لعلل كثيرة طبعا هنا نذكر ثلاثة علل منها أن الخلق لما وقفوا على حد محدود وأمروا أن لا يتعدوا تلك الحدود في العيون ذلك الحد لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك ولا يكون إلا بأن يجعل عليهم فيها في العيون فيه أمينا يأخذهم بالوقف عندما أبيح لهم ويمنعهم من التعدي على ما حظر عليهم في العيون والدخول فيما حظر عليهم لأنه لو لم يكن ذلك لكان أحد لا يترك لذته ومنفعته لفساد غيره فجعل عليهم قيم في العيون قيما يمنعهم من الفساد ويقيم فيهم الحدود والأحكام هذا المقطع الأول يعني يلزم الهرج والمرج إن لم يوجد قيم على الناس.

المقطع الثاني ومنها أنا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم ورئيس لما لابد لهم في أمر الدنيا والدين أول شيء الدين والدنيا في العيون ولما لابد لهم فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه لابد له ؟؟ ولا قوام لهم إلا به فيقاتلون به عدوهم ويقسمون به فيئهم في العيون يقسمون فيئهم ويقيمون به جمعتهم وجماعتهم في العيون ويقيموا لهم جمعتهم وجماعتهم ويمنع ظالمهم عن مظلومهم هذه العلة الثانية أن هذا أمر صارت عليه الأمم ولا يعقل أن الدين يترك الناس من دون رئيس وراعي.

المقطع الثالث العلة الثالثة ومنها أنه لو لم يجعل لهم إيمانا قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملة وذهب الدين وغيرت السنن والأحكام ولزاد فيه المبتدعون ونقص منه الملحدون وشببوا ذلك على المسلمين إذ قد وجدنا وفي العيون لأنا وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير كاملين مع اختلافهم واختلاف اهوائهم وتشتت حالاتهم في العيون اسخائهم فلو لم يجعل فيها في العيون فيهم قيما في العيون فيها حافظا لما جاء به الرسول الأول لفظة الأول غير موجودة في العيون لفسدوا على نحو ما بينا في العيون بينا وغيرت الشرائع والسنن والأحكام والإيمان وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين علل الشرائع صفحة 255 [4] عيون أخبار الرضا عليه السلام الجزء الثاني صفحة 110.[5]

هذه الرواية يرويها الفضل بن شاذان عن سيدنا ومولانا ابي الحسن الرضا صلوات الله وسلامه عليه.

 

تقريب الاستدلال

تقريب الاستدلال بالرواية على وجوب إقامة الدولة الإسلامية يقع في مقامين: المقام الأول في دراسة دلالة الحديث المقام الثاني في دراسة سند الحديث.

أما المقام الأول وهو البحث عن دلالة الحديث على وجوب إقامة الدولة الإسلامية فإن هذا الحديث وإن كان ناظرا إلى إمامة الأئمة الاثني عشر صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فموضوع سؤال السائل في الرواية هو إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام ولكن عموم التعليلات الواردة في كلام الإمام عليه السلام يشمل جميع الأعصار فيدل الحديث على لزوم الحكومة في عصر الغيبة أيضا فحكمة وجود الإمام وفائدة وجود الإمام على ما ذكر في الرواية ثلاثة:

الأول إجراء أحكام الإسلام والمنع عن التعدي عنها

الثاني كون وجود الإمام ضروري للناس في حياتهم وعيشتهم الدينية والدنيوية

الثالث كون الإمام حافظا للأحكام عن التغيير والتحريف والاندراس

هذه العلل الثلاث كما هي موجودة بالنسبة إلى الإمام المعصوم عليه السلام في عصر الحضور أيضا هي موجودة بالنسبة إلى الفقيه الجامع للشرائط في عصر الغيبة الكبرى.

دلالة الرواية

إذن تقريب الاستدلال بهذه الرواية بناء على ما ذكره الشيخ المنتظري الجزء الأول صفحة 174 تام فدلالة الرواية على لزوم إقامة الدولة الإسلامية واضح لا غبار عليه وقد ذكر تقريب الاستدلال باختصار الشيخ المنتظري صفحة 174 من الجزء الأول من الدراسات[6] والشيخ المؤمن قد ذكر تقريب الاستدلال بشكل مفصل في الجزء الثالث من الولاية الإلهية الإسلامية صفحة 18 إلى صفحة 20 إذن المقام الأول الرواية من ناحية الدلالة تامة إلا أن الكلام كل الكلام في الرواية من ناحية السند.

هذه الرواية في آخر الحديث في كلا الكتابين علل الشرائع وعيون أخبار الرضا علي بن محمد بن قتيبة قال للفضل بن شاذان أخبرني عن هذه العلل ذكرتها عن الاستنباط والاستخراج وهي من نتائج العقل أو هي مما سمعته ورأيته فقال لي فضل بن شاذان لابن قتيبة ما كنت لأعلم مراد الله عز وجل بما فرض ولا مراد رسوله صلى الله عليه وآله بما شرع وسن ولا أعلل ذلك من ذات نفسي بل سمعتها من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام المرة بعد المرة والشيء بعد الشيء فجمعتها فقلت فأحدث بها عنك عن الرضا عليه السلام قال نعم هذا المقطع ورد في الكتابة عيون اخبار الرضا[7] وعلل الشرائع[8] ، عيون أخبار الرضا الجزء الثاني صفحة 121، عيون أخبار الرضا الباب 34 الحديث 1 وعلل الشرائع الجزء الأول صفحة 253 الباب 132 الحديث 9 ولكن في خصوص عيون أخبار الرضا ورد هذا المقطع وقال لمحمد بن شاذان يعني فضل بن شاذان قال لمحمد بن شاذان سمعت هذه العلل من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام متطرفة فجمعتها وألفتها[9] عيون أخبار الرضا الجزء الثاني صفحة 121 الحديث 2 والحديث 3

إذن هذا المقطع يقوي أن الرواية لم تصدر على نحو التقية لأن فضل بن شاذان يقول بل سمعتها من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا المرة بعد المرة والشيء بعد الشيء فجمعتها يعني صورت كذا مرة فلا تحمل على التقية، هذا تمام الكلام في دلالة الرواية عموما الرواية من ناحية الدلالة تامة يعني العلل الثلاثة المذكورة كما تتم بالنسبة إلى الإمام المعصوم تتم أيضا بالنسبة إلى الفقيه الجامع للشرائط في عصر الغيبة إلا أن الكلام كل الكلام في المقام الثاني سند الرواية.

الرواية من ناحية السند

الرواية من ناحية السند الفضل بن شاذان لا شك ولا ريب في وثاقته وجلالته إنما الكلام كل الكلام في الشخصين الواقعين قبل الفضل بن شاذان فقد روى الصدوق رحمه الله هذه الرواية في العلل والعيون بسند وفي العيون أضاف سندا آخر يعني في عيون أخبار الرضا ذكر سندين، في كلا السندين قبل الفضل بن شاذان يوجد راويان وواسطتان لكنهما من المجاهيل نعم يمكن توثيقهما على بعض المباني الرجالية يذكر السند بحسب النص ثم نتأمل وندقق في السند.

أن سند الحديث في علل الشرائع هكذا باب علل الشرائع صفحة 251 الحديث 9 حدثني عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار مجهول لم يرد فيه توثيق قال حدثني أبي الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري هذا أيضا مجهول لم يرد فيه توثيق قال قال أبو محمد الفضل بن شاذان النيسابوري والفضل بن شاذان يرويها عن الإمام الرضا عليه السلام أما في عيون أخبار الرضا فقد ذكر نفس هذا السند وذكر سندا آخر وهذا نصه وحدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن معين بن شاذان أيضا مجهول لم يرد فيه توثيق عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان مجهول لم يرد فيه توثيق قال قال الفضل بن شاذان[10] عيون أخبار الرضا عليه السلام الجزء الثاني صفحة 99.

في كلا المصدرين بعد ذكر تمام الحديث هكذا يقول الشيخ الصدوق حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار في العيون رضي الله عنه فترضى عليه الصدوق في العيون دون العلم و؟؟؟ يبني عليه شيخنا الاستاذ الشيخ مسلم الداوري ؟؟؟ يفرق بين ترضي الصدوق وترحمه فهو يرى أن ترضي الصدوق أمارة الوثاقة بخلاف ترحم الصدوق فهو لا يدل على الوثاقة فيمكن توثيق شيخ الصدوق وهو عبد الواحد بن عبدوس النيسابوري العطار لترضي الصدوق عليه في كتاب عيون أخبار الرضا الآن نتطرق إلى تصحيح السندين فردا فردا أما بالنسبة إلى الفضل بن شاذان فلا شك في وثاقته.

تصحيح السند بما ذكره الشيخ مؤمن

يمكن تصحيح السندين بما ذكره الشيخ المؤمن الجزء الثالث صفحة 17 من كتابه الولاية الإلهية الإسلامية وأيضا بما ذكره الشيخ المنتظري الجزء الأول صفحة 173 [11] أما عبد الواحد بن محمد بن عبدوس فهو ممن روى عنه الصدوق مترضيا عليه كما في عيون أخبار الرضا ورواية الصدوق عنه كثيرة ونحن نبني في الرجال على أن اكثار الجليل عن شخص أمارة الوثاقة فيمكن توثيق عبد الواحد بن محمد بن عبدوس لإكثار الصدوق من الرواية عنه من جهة ولترضي الصدوق عنه من جهة أخرى أما الرجل الثاني وهو علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري هذا الذي ورد في سند علل الشرائع والعيون فعده النجاشي صاحب الفضل بن شاذان وراوية كتبه وقال له كتب فهو من العلماء في نقل الحديث وتلميذ الفضل بن شاذان بحيث عبر عنه بأنه صاحب الفضل بن شاذان وفي رجال الشيخ الطوسي إنه تلميذ الفضل بن شاذان فاضل طبعا السيد الخوئي في معجم رجال الحديث يقول ذكر في حقه أنه فاضل لكن لم يرد فيه توثيق ولا مدح يعتد به وقالوا أيضا اعتمد عليه أبو عمر الكشي في الرجال وذلك كله يكشف عن جلالته ووثاقته، هذا تمام الكلام في سند العلل وإمكانية تصحيحه كما صححه الشيخ المؤمن.

وأما سند عيون أخبار الرضا عليه السلام جعفر بن نعيم بن شاذان ممن روى عنه الصدوق أيضا مترضيا عليه كما عن الوحيد البهبهاني ومحمد بن شاذان الرجل الثاني كان مرجعا للناس ومن وكلاء الناحية فكلاهما ثقتان النتيجة النهائية كما يقول الشيخ المؤمن صفحة 17 فرجال الحديث بكلا سنديه معتبر وقد أسنده الفضل على ما في آخر الحديث إلى الرضا عليه السلام كما عرفت فلا شبهة في اعتباره من حيث السند، هذا تمام الكلام في تصحيح السند الذي ذكره الشيخ المؤمن حفظه الله.

تبقى هناك مشكلة وهي أن الفضل بن شاذان كما ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله في الرجال وقد عده من أصحاب الإمام الهادي والعسكري عليهما السلام وعد أباه شاذان من أصحاب الإمام الجواد عليه السلام فيراجع رجال الشيخ صفحة 420 و434 و402 [12] فكيف يروي الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا عليه السلام خصوصا إذا لاحظنا أن الفضل بن شاذان قد توفي سنة 260 هجرية والإمام الرضا عليه السلام قد استشهد سنة 202 أو 203 أو 206 فعلى أكثر التقادير 206 فيكون الفضل بن شاذان عاش بعد شهادة الإمام الرضا 54 سنة ولم تذكر سنة ولادة الفضل بن شاذان لكنه من أعلام القرن الثالث.

الشيخ المنتظري رحمه الله هذا نص كلامه صفحة 173 الجزء الأول نعم هنا شيء وهو أن الفضل على ما ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي والعسكري عليه السلام فكيف روى عن الرضا اللهم إلا أن يقال إن اشتهاره كان في عصرهما ولا ينافي ذلك كونه مدركا للرضا عليه السلام في عهد شبابه وكان ممن يحضر مجلسه عليه السلام في خراسان ويستفيد من كلماته الشريفة فلا مانع من روايته عنه عليه السلام، هذه المشكلة قد تكون مستحكمة وهو أنه كيف يروي الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه لكن إذا رجعنا إلى موطن رجال الحديث للسيد الخوئي في ترجمة الفضل بن شاذان الجزء الرابع عشر من معجم رجال الحديث صفحة 309 ترجمة 9374 أول ما يبدأ الترجمة ينقل كلام النجاشي.[13]

قال النجاشي الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد الأزد النيشابوري كان أبوه من أصحاب يونس ـ يونس بن عبد الرحمن ـ وروى عن أبي جعفر الثاني يعني الإمام الجواد وقيل الرضا ايضا عليهما السلام وكان ثقة إذن النجاشي وهو الخبير بالأنساب ذكر رواية الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا عليه السلام بنحو القيل وإذا رجعنا إلى طبقة الفضل بن شاذان في الرواية وقد ذكرها السيد الخوئي في نفس الجزء جزء 14 صفحة 465 يقول السيد الخوئي روى عن الرضا عليه السلام الفقيه ـ كتاب من لا يحضره الفقيه ـ الجزء الأول الحديث 915 و920 و1513 [14] يعني الفضل بن شاذان روى عن الإمام الرضا ثلاث روايات مذكورة في من لا يحضره الفقيه يعني من بين الكتب الاربعة لأن السيد الخوئي يركز على الكتب الاربعة في الكتب الاربعة توجد ثلاث روايات للفضل بن شاذان عن الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه إلى هنا من ناحية السند ذكرنا هذه النتيجة وهي إن الشيخ المنتظري والشيخ المؤمن القمي ـ الشيخ محمد المؤمن القمي ـ والسيد الإمام الخميني رضوان الله عليه يرون صحة سند الرواية أما السيد الإمام فقد استجود سند علل الشرائع وأما الشيخ المؤمن فلم يتطرق إلى إمكانية أو عدم إمكانية رواية الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا عليه السلام وأما الشيخ المنتظري فقد صحح رواة الواردين قبل الفضل بن شاذان واستشكل بالنسبة إلى رواية الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا ولكنه بعد ذلك استجود الرواية فالرواية صحيحة السند بناء على مسلك السيد الإمام في العلل والشيخ المنتظري والشيخ المؤمن في كتابيهما والتحقيق في المسألة يوجد مسلكان في كتاب علل الشرائع:

المسلك الأول يرى أن كتاب علل الشرائع ليس للصدوق وإنما هو للفضل بن شاذان ويرى أن الشيخ الصدوق رضوان الله عليه قد ذكر كتاب العلل للفضل بن شاذان في كتابين وهما كتاب علل الشرائع والكتاب الآخر كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام ويرى هذا الرأي أن كتاب العلل هو من تأليف الفضل بن شاذان وليس مرويا عن الإمام الرضا عليه السلام ويقطع هذا الرأي بعدم صحة رواية الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا عليه السلام فهذا الرأي قد يفهم من كلمات الشيخ النجاشي رحمه الله إذ أسند كتاب العلل إلى الفضل بن شاذان ولم يسنده إلى الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه وهذا الرأي قال به سماحة المرجع السيد علي السيستاني حفظه الله وقد ذكره مقرر بحثه في الاجتهاد والتقليد والاحتياط السيد محمد علي الرباني صفحة 99 من الدورة التي طبعت مؤخرا بشكل غير رسمي الجزء الخامس، هذا نص كلامه إنما ذكر بسند جيد عن الفضل بن شاذان غير صحيح وذلك لما ذكرنا في بحث الفقه مفصلا من أن الشواهد تدل على أن كتاب العلل من مصنفات الفضل بن شاذان ولذا يقول قال الفضل بن شاذان وفي العلل كثيرا ما يقول الصدوق غلط الفضل وقد حذف في العيون المواد التي كان غلطا من باب التصحيح الولائي نعم في ذيل الكتاب يقول علي بن محمد بن قتيبة الذي لم يوثق وإن نقل عنه الكشي بعض الأمور عن النيسابور بما مضمونه ؟؟؟ الفضل بن شاذان إن العلل التي تذكرها هل هي من نتاج عقلك وأفكارك أو لا قال علي بن محمد بن قتيبة نقلا عن الفضل بن شاذان والعهدة عليه إن هذه الأمور مما سمعته مرارا في مجالس متعددة عن علي بن موسى الرضا، عيون أخبار الرضا الجزء الأول صفحة 127 هذا النص ؟؟؟ سمعته مرارا في مجالس متعددة ونحن حينما نراجع ترجمة الفضل نرى شواهد قطعية كثيرة على أنه لم يدرك الإمام الرضا عليه السلام بل كان أبوه من اصحاب الجواد عليه السلام هذا المسلك الأول الذي يرى أن كتاب العلل هو من تأليف الفضل بن شاذان وليس روايات عن الإمام الرضا عليه السلام وقد ذكره الصدوق يعني الصدوق نقل من كتاب العلل للفضل بن شاذان.

المسلك الثاني إن كتاب العلل هو روايات مروية عن الإمام الرضا عليه السلام وغيره وليس من كتب الفضل بن شاذان وهذا المسلك فيه آراء ثلاثة:

الرأي الأول تصحيح سند الرواية على بعض المباني وهو ما ذكرناه عن السيد الإمام والشيخ المنتظري والشيخ محمد المؤمن القمي فيمكن تصحيح الشخصين الأولين لكونهما من مشايخ الصدوق الذي ترضى عليهما أو أكثر من الرواية عنهما ويمكن تصحيح الشخصين التاليين أحدهما يصحح لأنه من وكلاء الناحية المقدسة وأنه كان مرجعا والثاني يصحح لأنه راوية الفضل بن شاذان ومن اختص بملازمة الفضل بن شاذان هذا المسلك الأول.

المسلك الثاني تحصيل الوثوق بصحة الرواية وقد يلوح هذا من كلام الشيخ الصدوق رحمه الله والشيخ يوسف البحراني في الحدائق الناظرة في كتاب الصوم إذ أن الصدوق رحمه الله قد روى عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا في ثلاثة موارد وقد نص في ديباجة الفقيه على أنما يذكره حجة فيما بينه وبين ربه تقدس ذكره وأن جميع ما في الفقيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع إذن لو لم يطمئن الصدوق لما ذكر وما ذكر رواية واحدة ثلاث روايات وبالتالي يمكن تحصيل الوثوق بما ذكره الصدوق ولربما يفهم هذا القول من كلمات السيد جواد العاملي في مفتاح الكرامة والسيد محسن الحكيم في مستمسك العروة الوثقى إذ عبر مصحح ولم يعبر صحيح.

القول الثالث ما يستفاد من كلمات السيد البروجردي رحمه الله في تقريرات بحثه في الصلاة والسيد الخوئي رحمه الله من أن الرواية ضعيفة السند ونحن نبني على القول الثالث الظاهر الأمر أن كتاب علل الشرائع للصدوق وليس للفضل بن شاذان وقد ذكرت رواية الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا في ثلاثة موارد في الفقيه وقد ذكر النجاشي أنه قيل أن الفضل بن شاذان روى عن الإمام الرضا عليه السلام أيضا لكن الكلام في الرواة السابقين على الفضل بن شاذان ونحن لا نبني على أن ترضي الصدوق يوجب الوثاقة وبالتالي الرواية ضعيفة السند فتسقط عن الاعتبار.

خلاصة الرأي في الدليل الرابع وهي رواية الفضل بن شاذان الرواية الرابعة رواية الفضل بن شاذان تامة دلالة إلا أنها غير نقية السند فلا تدل على وجوب إقامة الدولة الإسلامية في عصر الغيبة إن أمكن لكنها تصلح مؤيدا للأدلة الدالة على وجوب إقامة الدولة الإسلامية.

الدليل الخامس ما جاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ردا على قول الخوارج لا حكم إلا لله فقال عليه السلام نعم لا حكم إلا الله ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلا لله وإنه لابد من الناس من إمام إما بر وإما فاجر[15] نتناول هذه الرواية، الدليل الخامس على وجوب إقامة الدولة الإسلامية في عصر الغيبة يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo