< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الأصول

37/04/21

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : الواجب التخييري .

فصل : إذا تعلق الأمر بأحد الشيئين أو الاشياء ، ففي وجوب كلّ واحد على التخيير ، بمعنى عدم جواز تركه إلّا إلى بدل ، أو وجوب الواحد بعينه ، أو وجوب كلّ منهما مع السقوط بفعل أحدهما ، أو وجوب المعينّ عند الله ، أقوال. والتحقيق أن يقال ... .[[1] ]

افاد في الكفاية في بحثه في التخيير الشرعي قال بعدما صح عنده التخيير بين الاقل والاكثر ( بالنحو الذي ذكره لا بالنحو الذي ذكرناه ) قال في مقام حل المسالة ان كان الغرض للمولى من مجموع المصاديق واحدا فالتخيير بين المصاديق عقلي وان كان الغرض متعددا لكل مصداق غرض غير الغرض من المصداق الاخر فالتخيير شرعي فاذا كان الغرض يتعلق بالأقل والزائد الذي يتكون به الاكثر غير داخل في الغرض الملزم فلا يكون ذلك الزائد واجبا والوجوب منحصرا بالأقل والزائد يكون محكوما بحكم اخر كالاستحباب او الوجوب او الحرمة فهذا صحيح وليس فيه عندنا كلام , ولكن الكلام هو في المطلبين الاخيرين وهو ان وحدة الغرض يعني التخيير عقلي وتعدد الغرض يعني التخيير شرعي فهذان المطلبان غير واضحين علينا اما الاول وهو ربط التخيير العقلي بوحدة الغرض جدا غير واضح ,

اما اولا : فغرض المولى لا اعلمه انا كيف لي السبيل الى معرفة اغراض المولى والشارع المقدس في الواجبات الغيرية لم يبين الغرض فالأنبياء والرسل لم يبينوا الاغراض نعم انهم بينوا الحكم ولكن الحكم غير جاري في جميع المصاديق وكلامنا في نفس العلة الغائية فلم يبينوا فمعنى ذلك ان الطريق لمعرفة التخيير العقلي والشرعي يكون مُنسدا .

وثانيا : وحدة الغرض وتعدده لا علاقة له بالتخيير العقلي فالتخيير العقلي انما يكون من جهة ان متعلق التكليف ان كان طبيعيا واحدا فمصاديق تلك الطبيعة لا تختلف في تحقق المصداقية فالعقل يقول ان الصلاة في هذا الركن او في ذاك الركن او في السوق او في الجامع فهذه مصاديق للطبيعة وكذلك في العتق فعتق هذا العبد او ذاك العبد او عتق هذه الجارية او تلك الجارية وكذلك الصيام في هذين الشهرين او في تينك الشهرين , فمصداقية المصداق بحكم العقل والتخيير يكون حينئذ عقليا ووحدة المتعلق لا يعني وحدة الغرض فقد تكون الطبيعة ما متعلق بها والمأتى بها واحدة وفيها اغراض متعددة مثلا اذهب الى زيارة اخي المؤمن لمناسبة الفرح وايضا اقصد رؤية من يحظر هناك وكذلك اقصد الأجر , وقد يكون غرض واحد في طبائع متعددة كما في الانسان يزور واحد لأجل تقريب قلبه ويهدي اليه هدية لأجل تقريب قلبه ويضع يده على راس ابنه لأجل تقريب قلبه فهذه طبائع مختلفة , فتعدد الطبائع فلكل طبيعة مصداق و التخيير العقلي بوحدة المتعلق الطلب لا بوحدة الغرض فالغرض قد يكون تعدد والطبيعة واحدة والطبيعة قد تكون متعددة والغرض واحد , ومن اين لك ان تعرف اغراض المولى , هذا بالقياس الى الملاحظة ,

واما جعلت التخيير شرعي حيث يكون الطبيعة متعددة فهذا ايضا اصبح واضحا فقد تكون الطبائع متعددة والغرض واحد وذلك كما في الدية ( ابل وبقر وغنم ودنانير وحلل وعندنا اشكال في الحلل ) فهنا ايضا التخيير بيد الجاني وليس بيد عائلة المجني عليه والتخيير بين هذه الحقائق المختلفة مع انه الغاية هو تسكين قلب المفجوع بابيه او اخوه او ابنه و.. , فهذه طبائع متعددة والغرض واحد والتخيير شرعي مع ان مقتضى كلامه التخيير عقلي مع انه التخيير شرعي , وكذلك ان افطر في صوم شهر رمضان عمدا فعليه اطعام او صوم او عتق فهذه كلها غرض واحد وهو التكفير , فقال كفر فالواجب تكفير والغاية من التكفير هو ازالة ومحو تلك الحزازة من نفس المكلف وهذا انما يكون بإحدى هذه الامور الثلاثة ومقتضى كلامك يكون التخيير يكون عقليا ولا يكون شرعيا بخلاف ما قربنا به وهو ان كانت فردية الفرد بجعل من الشارع فالتخيير شرعي وان كان التخيير من ادراك العقل وباستقلال فالتخيير عقلي فهذا هو الحل الامثل والعلم عند الله , وقلنا ان المشكلة الاساسية هو الخلط بين اغراض المولى وغرض العبد حيث قاسوا اغراض المولى بأغراض العبد والا فاغراض المولى العرفي مع انه ليس الامر كذلك فهناك فعلان وفاعلان عاقلان فعل من المولى وهو انشاء التكاليف وفعل من العبد وهو امتثال تلك التكاليف فكل منهما عاقل يقصد باختياره وارادته يقدم , فلا بد من ان يكون هناك غرضان كل واحد منهما مستقلا عن الاخر .

وبعد ذلك دخل في الواجب الكفائي وايضا جاء بلفظ الغرض وهو ان كان يتحقق بفعل الجميع ولو بفعل البعض فالواجب كفائي والا يكون شكلا آخر , وايضا خلط بين الواجب والوجوب فقال الواجب الكفائي سنخ من الوجوب , وسياتي ان شاء الله .

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo