< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الفقه

37/05/26

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : التيمم _ ما يصح التيمم به .

فصل : في بيان ما يصح التيمم به يجوز التيمم على مطلق وجه الأرض .... ولا يجوز على المعادن كالملح والزرنيخ والذهب والفضة والعقيق ونحوها مما خرج عن اسم الأرض، ومع فقد ما ذكر من وجه الأرض يتيمم بغبار الثوب أو اللبد أو عرف الدابة ونحوها مما فيه غبار إن لم يمكن جمعه ترابا بالنفض وإلا وجب ودخل في القسم الأول، ...[1]

جاء لفظ المعرفة في رواية زرارة ( محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أرأيت المواقف إن لم يكن على وضوء ، كيف يصنع ولا يقدر على النزول ؟ قال يتيمم من لبده أو سرجه أو معرفة دابته ، فإن فيها غبارا ويصلي)[2] .

اختلفت كلمات مفسري غريب الحديث من العلماء الخاصة والعامة من الذين وصلت الى كلماتهم ومنهم الشيخ المجلسي في ملاذ الاخيار فقال ان المعرف هو مكان نبت العرف يعني عرف الدابة هو الشعر الذي يكون على رقبة الفرس والدابة , ومعرف مكان النبت وتبعه الطريحي في مجمع البحرين وهما على الضاهر والعلم عند الله اخذا هذا التفسير من الجوهري في الصاح فهو ايضا فسره بهذا التفسير وتفسيرهم متقارب جدا فإما هم اخذوا من شخص آخر او هما او احدهما اخذ من الاخر .

في قبال هذا قول لبعض اللغويين منهم صاحب لسان العرب فيستشهد بالشعر العربي المنسوب الى الشاعر الراعي فيقول معارف جمع معرف وهو الوجه فمعرف الارض يعني اوجه الارض ومعرفة المرأة هو محاسن وجهها ويأتي بشعر على ذلك _ طبعا ما أثاره بعض المحترمين من شبهة بقوله ان الشاعر لا يستشهد بكلامه لان الشعر يرغم الشاعر على التجاوز على حدود اللغة العربية فنجيبه على ذلك ان التجاوز هو من حيث النحو والاعراب لا من حيث اللفظ في المعنى _ .

فعندنا قولان وكلمات الفقهاء التي تحت اليد لم يتعرضوا لذلك وهذا غريب لان المسالة ذات اهمية لأنه مايتيمم به فالإمام يقول معرف الدابة فماهو معرف الدابة فهم تعرضوا لمسائل مهمة جدا ولكنهم هذا الجانب فلم اراهم فسروا معنى المعرفة , فعرف موجود في بعض الروايات الا انه معرفة هي فقط في هذه الرواية ولعله تجدون غيرها والرواية معتبرة سندا لا يمكن التشكيك فيها سندا .

والذي اتخيل والعلم عند الله ان تفسير المعرفة بموضع نبت العرف هذا اعتمادا على القياس كانه اخذ العرف مشتقا واذا كان مشتقا فاسم الضرف منه معرفة والا لم اجد مسوغا لهذا التفسير ابدا , فالجواهري مجتهد في اللغة فلذلك اذا تعارض رايه مع الاخرين يرد راي الاخرين لأنه يجتهد فهل اللغة تثبت بالاجتهاد ؟ خصوصا انه جُن في اخر حياته فاللغة لا تثبت بالاجتهاد وهذا هنا من اجتهاداته وقياساته وهو اخذ العرف مشتقا فلما اخذه مشتقا فاسم العرف هو معرفة اي هو مكان نبت العرف وتبعه المجلسي ايضا قاس كما قاس صاحب الصحاح وكذلك الطريحي , فهذا مبني على تفسير العرف بمعنى اشتقاقي وهذا خطأ لان عرف اسم جنس , مخشب يعني مكان نبت الخشب فهل هذا صحيح ؟ فعرف هو اسم جنس وجامد وانت تجعله مشتقا فاذا كان اسم جنس فما معنى تفسير المعرفة بالاشتقاق فجدا غير واضح .

ولو تنزلنا عن ما فهموا فنقول ما معنى التيمم بمنبت العرف ؟ ! يعني الجلد الذي عليه هذا الشعر غالبا الشعر هناك يكون كثيفا فالغبار يبقى على الشعر ولم ينزل الى المنبت فهذا يعني تبد الغبار والشعر وتنزل الى جلد الدابة ! .

اما الحل لهذه المعضلة هو ان لعل نضر الاعلام مثل المجلسي وغيره بعدما جعلوا العرف مشتقا ومعرف اسم زمان مشتق من عرف فقالوا ان المقصود من المعرفة هو الحال باسم المحل يعني يتيمم بالحال وعبر عن الحال بالمحل يعني التيمم يصير بعرف الدابة وهو حال في منبته يعني اطلق المحل واريد به الحال , ولايمكن التقريب بأكثر من هذا , فبناء على ما اتخيل والعلم عند الله فقلنا الشاعر استعمل معرفة بمعنى وجه فمعارف المرأة يعني وجهها ومعارف الحرب يعني اوجه الحرب فهي اسم جنس , ومع قطع النظر عن هذا ان تمكنا من تصحيح ما عرضت في خدمتكم بمعنى كما يكون الغبار على عرف الدابة كذلك يكون على وجهها فالمقصود جواز التيمم بعرف الدابة اذا كان عليه غبار , فليس المكان هنا له الموضوعية فتاتي الروايات بانه تيمم بالغبار الذي عل كل ما عندك وذكرنا التوسعة بمعنيين توسعة بما يتيمم به وتوسعة بنفس التيمم ورجحنا الثاني لان التخفيف يتحقق في متعلق التكليف , فالإمام قال توسعة من الله وهي تتحق اذا كان التخفيف في نفس المتعلق لذلك في بعض الروايات يقول ع في كل ما عندك لذلك بعضها تقول في السرج او على البردة التي على الحمار ( وعنه ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، قال : إن كانت الأرض مبتلة وليس فيها تراب ولا ماء فانظر أجف موضع تجده ، فتيمم من غباره أوشيء مغبر ، وإن كان في حال لا يجد إلا الطين فلا بأس أن يتيمم به )[3] فيكون والعلم عند الله المقصود من معرفة الدابة هو وجه الدابة , فعلى فرض وجود الغبار على وجه الدابة يصح التيمم به .


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo