< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الفقه

37/04/16

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : التيمم _ ما يصح التيمم به .

فصل : في بيان ما يصح التيمم به يجوز التيمم على مطلق وجه الأرض على الأقوى سواء كان ترابا أو رملا أو حجرا أو مدرا أو غير ذلك، وإن كان حجر الجص والنورة قبل الإحراق ، وأما بعده فلا يجوز على الأقوى كما أن الأقوى عدم الجواز بالطين المطبوخ كالخزف والآجر...[1]

كنا في محاولتنا لفهم كلمة الصعيد في الآيتين الشريفتين ( فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا )[2] ونقلنا رأي الزجاج واعتماد العلماء على رايه وقلنا انه رجل نحوي وليس لغوي ولايعتمد عليه لأنه من احدى المناطق التي ليس عربية حسب الضاهر وهو في القرن الرابع العجري في بغداد فكيف يعتمد عليه وقد كانت بغداد في ذلك الوقت مليئة بالغات المتعددة فليس كل من عاش في ذلك الوقت هناك يمكن الاعتماد عليه في مصادر اللغة العربية , وعلى كل حال حسب ما قيل في ترجمته انه مات في القرن الرابع الهجري وكيف ما كان انه مضافا الى انه رجل يعتمد على الاستنباط فنقول كيف يمكن ان يستنبط المعنى الحقيقي فهذا كلام غير صحيح .

وبعد التتبع للأقوال وجدت عدة اقوال عند ائمة اللغة في لفظ الصعيد بعضها تُنبأ ان المترسخ في ذهن اللغوي ان الصعيد هو اسم الجنس والبعض الآخر عندهم الاسم الاشتقاقي للفظ الصعيد فهذه اول مشكلة .

المشكلة الاخرى وهي الاختلاف فالزجاج ومن تبعه قال انه مطلق وجه الارض وكذلك عند الخليل ولكن الزجاج يعتبره وجه الارض بالمعنى الاشتقاقي لا بمعنى اسم الجنس في مقابل الاخرين الذين يقولون الصعيد وجه الارض يعني كانه اسم الجنس , فاصبح ليس بينهما اتفاق فلايكون احدهما مؤيد للآخر فهنا رأيان

الراي الاول انه اشتقاقي

والرأي الثاني ان وجه الارض على معنى اسم الجنس

الراي الثالث : الارض المرتفعة مطلقا

الراي الرابع : الارض المرتفعة في المكان المنخفض كالوادي مثلا وفي وسطه مكان مرتفع فهذا المرتفع في المكان المنخفض يسمى صعيدا

الراي الخامس : واصر عليه غيره انه التراب الخالص فاذا لم يوجد تراب فلا يسمى صعيدا كما عند الشافعي فهو اصر على هذا .

فهذه خمسة اقوال معروفة عند اهل اللغة والاستشهاد عند بعض هؤلاء أخذوه ايضا من قول جرير وغير جرير , فلا يمكن الاستشهاد بأقوال هؤلاء لإثبات اللغة وان كانوا من العرب لأنه ليس شاعرا جاهليا او مخضرم كلبيد والحطيئة الذين ادركوا الجاهلية والاسلام فيمكن ان يستشهد بأقوالهم اما جرير والفرزدق وغير هؤلاء فلا يصح الاستناد على اشعارهم .

اذن ليس لدينا ما يعتمد عليه لا أثبات المعنى اللغوي للفظ الصعيد الوارد في الآية الشريفة بحسب قواعد اثبات اللغة فقصرت يدنا عن هذا .

وبعد التأمل وقلنا ان كلمة الصعيد مشتقة من الصعد بمعنى الصعود والارتفاع كما في الذي يصعد السلم , فالارتفاع مأخوذ في لفظ الصعيد فاذا كان هذا المعنى فمعلوم انه الشيء المرتفع خاليا من الاوساخ والقذارات فالشيء المرتفع ملازم اوملزوم للنظافة فالمقصود بالمرتفع هنا كناية عن ذكر الملزوم وارادة اللازم وهو النظافة فالآية تقصد والعلم عند الله مع قطع النظر عن الروايات تقصد النظافة فالنظافة وحدها لا توجد فلابد من وودها بشيء فالقرآن يقول اقصدوا مكانا نظيفا والمكان النظيف قد يكون مرتفعا وقد يكون منخفضا وقد يكون كذا كل ذلك يعرف بالأدلة الاخرى , فكلمة الصعيد في الآية الشريفة المقصود منها كناية عن النظيف , وكلمة طيبا تؤيدنا على هذا الفهم وكذلك باقي موارد استعمال الكنايات وليس لفظ الصعيد فلفظ الصعيد استعمل في سورة الكهف مرتين وفي بعض الآيات مادة الصعيد تفسر الكلمة حسب القرائن الموجودة هناك وفسرناها هنا في الآيتين فقط بالنظيف حسب القرائن هنا وليس في كل القرآن فلا يشكل علينا كيف تفسر صعيدا زلقا او جرزا فنقول كل ذلك في محله , فالصحيح والعلم عند الله ان كلمة الصعيد فسرناها في ايتي التيمم بالنظيف وحسب القرائن .


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo