< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الفقه

36/11/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : مسوغات التيمم : المسوغ الخامس الخوف من استعمال الماء .

كان الكلام في فقه رواية سماعة ابن مهران حيث جاء فيها من يخاف قلة الماء قالوا هذا يعم ما كان نفسه يخاف من العطش ومن يهمه امره من أهله وغيرهم

وحكيم الفقهاء أشكل على ذلك وقال هذا يعم الضروريات غير المهمة ايضا مثل تنظيف الملابس والاواني .

وأجاب عنه السيد الاعظم وتقدم الكلام فيه , والكلام في نفس ما أفاده السيد الحكيم أجاب عنه بأن التعبير منصرف عن تلك الامور غير الضرورية يعني يحتاج اليها ولكن ليس بنفس حاجته الى الماء ,

هذا الكلام منه غير واضح فنقول ان لفظ الانصراف استعمل في كلمات الفقهاء وله تفسيران الاول ان يكون موضوع لمعنى عام يكثر استعماله في بعض المصاديق فاذا ورد على لسان شخص يحمل على تلك المصاديق التي كثر فيها استعماله أما التي لا يكون استعماله فيها كثيرا لا يحمل عليها و وهذا له أمثلة معروفة منها مثل لفظ الحيوان فأنه كثر استعماله في بعض المصاديق وهو ما عدى الانسان فلوا قال رأيت حيوانا فينصرف الذهن فورا الى غير الأنسان وكذا لفظ الدابة موضوع لكل ما يدب على الارض وهو سواء ما له قوائم أربعة أو لا ولكن كثر استعماله في المناطق العربية وخصوصا في العراق على الجاموس , فاذا قيل حليب الدواب ينصرف الى حليب الجاموس هذا من جهة كثرة الاستعمال هذا القسم الاول من الانصراف ونعبر عنه بانصراف اللغوي والاستعمالي , والمعنى الثاني وهو أن تكون عند المخاطب قناعة وهو أن هذا ليس مرادا للمتكلم , وهذا يحصل عند الفقهاء نتيجة ممارستهم للأحكام الشرعية فهم يعيشون لليل نهار مع هذه الاحكام فيصير عندهم ان هذا غير مقصود للشارع فتصير عندهم قناعة الشخصية الفقهية ,

فنسأل السيد الحكيم ماذا يقصد من الانصراف فهل يريد به الاول ؟ وهذا لا يمكن أن يطبق في المقام باعتبار ان قلة الماء ليس كثر استعماله في الضروريات الخاصة ولا يستعمل في ضروريات الغير مهمه , فالإنصاف الاستعمالي قطعا لا يقصده حكيم الفقهاء باعتبار أنه ليس محل كلامه , وأما الثاني وهو أقرب ان يكون مراده الشريف من الانصراف باعتبار خبرته الدينية والفقهية واطلاعه على التشريعات الالهية أن هذا الفرد لا يقصده المتكلم ,وهذا لابأس به ولاكن هذا الانصراف حجة عليه فهو يستعمله في كتاب منهاج الصالحين واصدار الفتاوى ولكن في مقام المباحثة العلمية تريد ان تثبت مدعاك امام طلبة الحوزة فنحن نريد تفسير الرواية تفسيرا علميا حتى أقتنع بتفسيرك المقدس , فما أفاده لا يمكن أن نتخذه وسيلة للتخلص من هذا الاشكال الذي هو أثاره قده فلابد من التفكير بتفسير أخر للرواية , وفي كلامه حصل خلط بين القواعد الجارية في محل الكلام وبين المسوغ الرابع الذي يكون فيه العسر والحرج وهو اتى به الى محل الكلام وهو غير واضح عندنا ,كيف ما كان لا زلنا في رواية ابن مهران وماذا يعني من القلة .

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo