< فهرست دروس

درس خارج اصول استاد اشرفی

91/11/04

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع البحث: في إعتبار بعض الشروط في المفتي

قد إستدل بعض علي إعتبار البلوغ في المفتي برواية «عمد الصبی خطأ» مستدلا بأن معناه عدم الأخذ بكلامه الصادر عن عمد و لازمه عدم حجیة فتواه فلا عبرة بما أفتي به قبل أوان بلوغه و لو كان صالحا لمقام الفتوي من حيث القوي العقلية و المستنبطة .

و أوردوا عليه بأن مورد الرواية هو الجناية و نفي آثار جرائمه لا نفي مطلق آثار أفعال الصبي حتي أقواله و فتاواه و الشاهد عليه بطلان صلاة الصبي المميز بالتكلم أثناء صلاته و بطلان صومه بالأكل عن عمد، مضافا إلي أن ذيل الرواية «تحمله العاقلة» يشعر بورودها مورد الجناية .

و قد يستدل علي إعتباره بحديث الرفع «رفع القلم عن الصبي حتي يحتلم» الذي تدل علي إرتفاع القلم عن جميع الآثار إذ عدم ذكر المتعلق يدل علي رفع مطلق الآثار و هذا ما إحتمله كثير من الفقهاء في قوله (صلي الله عليه و آله و سلم) «رفع عن أمتي تسعة أشياء» كما ذكره الشيخ الأنصاري .

و نظير الإستدلال مذكور في قوله تعالي «و الذين هم لفروجهم حافظون» فإن عدم ذكر متعلق حفظ الفرج يدل علي مطلق ما يتصور التمتع بالفرج من النظر و الزنا بل مثل الإنجاب الصناعي و جعل النطفة‌ في رحم المرأة الأجنبية كما إستظهره بعض المعاصرين .

فالحاصل منه إرتفاع جميع آثار أفعال الصبي التي منها حجية فتواه و لو بلغ ما بلغ من قوي العقلية و النبوغ كالشيخ الرئيس إبن سينا .

و الجواب عنه: الظاهر أن المراد من الرفع في حديث الرفع هو أظهر الآثار كالمؤاخذة لا مطلق الآثار کما أفاده الشیخ الأنصاری و لعله الحق الموافق لخصوص بعض تلك التسعة كقوله «ما لايعلمون» فلا تدل علي عدم حجية فتاوا الصبي .

و قد يستدل علي إعتبار البلوغ بمحجوریة الصبی و كونه مولي عليه بمقتضي الأدلة .

و أجيب عنه بأن مورد حجر الصبي هي الأمور المالية؛ مضافا إلي أن قوله تعالي «فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم» مشعر بأن الصبي إذا بلغ الرشد يجوز تسليم ماله إليه؛ فإذا بلغ مرتبة الرشد بحيث تمكن من إستنباط الأحكام من مصادرها فلا بأس من الأخذ بقوله و رفع حجره .

هذا ولكن القول بحجية‌ فتوي الصبي و تصديه لمقام الإفتاء بين الناس مستبعد جدا حيث يوجب وهن مذهب الشيعة فلا يعقل أن يتصدي المرجعية و الزعامة العامة للشيعة صبي غير بالغ بل لايناسب منصب القضاء و قد إعتبر الروايات البلوغ كما صرح به رواية ‌أبي خديجة «أنظروا إلي رجل منكم» فلو إعتبر البلوغ في مقام القضاء فالأولي أن يعتبر في مقام الإفتاء و إعتبره الشيخ الأعظم من إرسال المسلمات .

و من جمله الشروط المعتبره في المفتي الإيمان بأن يكون إماميا إثني عشريا .

إن قيل بأنه لامانع من شمول إطلاقات الآيات و التعابير الواردة فيها كأهل الذكر و الفقيه علي مجتهد عامي لو أفتي بمقتضي أصول الشيعة و أدلتها .

قلنا بأن الروايات المذكورة في إبواب 7 و 8 و 9 و10 من كتاب الوسائل كرواية‌ أبي خديجة‌ و مقبولة عمر بن حنظلة؛ صرحت بإعتبار كون المرجع شيعيا «أنظروا إلي رجل منكم» و «أنظروا إلي من كان منكم» و كذلك مكاتبة علي بن سويد و رواية أحمد بن حاتم .

و إليك نصهما:

عَنْ حَمْدَوَيْهِ وَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ نُصَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَبِيبٍ الْمَدَائِنِيِّ عَنْ عَلِيِ‌ بْنِ‌ سُوَيْدٍ السَّائِيِّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ (عليه السلام) وَ هُوَ فِي السِّجْنِ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ يَا عَلِيُّ مِمَّنْ تَأْخُذُ مَعَالِمَ دِينِكَ لَا تَأْخُذَنَّ مَعَالِمَ دِينِكَ عَنْ غَيْرِ شِيعَتِنَا- فَإِنَّكَ إِنْ تَعَدَّيْتَهُمْ أَخَذْتَ دِينَكَ عَنِ الْخَائِنِينَ الَّذِينَ خَانُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ خَانُوا أَمَانَاتِهِمْ إِنَّهُمُ اؤْتُمِنُوا عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فَحَرَّفُوهُ وَ بَدَّلُوهُ فَعَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ رَسُولِهِ وَ لَعْنَةُ مَلَائِكَتِهِ وَ لَعْنَةُ آبَائِيَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَ لَعْنَتِي وَ لَعْنَةُ شِيعَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي كِتَابٍ طَوِيلٍ.

أحمد بن حاتم بن ماهويه قال: كتبت إلى الهادي (عليه السلام) أسأله عمّن آخذ معالم دينى؟ كتب أخوه أيضا بذلك فكتب إليهما: فهمت ما ذكرتما، فاعتمدا في دينكما على مسنّ‌ في‌ حبّنا و كلّ كثير القدم في أمرنا، فانّهم كافوكما إن شاء اللّه تعالي .

ولكن الأستاذ الخوئي قال لو وجب الأخذ بإطلاق تلك الروايات الناهية عن أخذ معالم الدين من غير الشيعة لزم أن يعتبر في الرواة أيضا مع أن بينهم كثير من أهل السنة أو الشيعة المنحرفين كبني فضال و الشلمغاني و سكوني و بطائني الذين نعلم بجواز الأخذ منهم بتصريح بعض أخري من الروايات .

حسين بن ِ رَوْحٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سُئِلَ الشَّيْخُ يَعْنِي أَبَا الْقَاسِمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ كُتُبِ ابْنِ أَبِي الْعَزَاقِرِ بَعْدَ مَا ذُمَّ وَ خَرَجَتْ فِيهِ اللَّعْنَةُ فَقِيلَ لَهُ فَكَيْفَ نَعْمَلُ بِكُتُبِهِ وَ بُيُوتُنَا مِنْهَا مِلَاءٌ فَقَالَ أَقُولُ‌ فِيهَا مَا قَالَهُ‌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ص وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ‌ بِكُتُبِهِ وَ بُيُوتُنَا مِنْهَا مَلِي‌ءٌ فَقَالَ أَقُولُ‌ فِيهَا مَا قَالَهُ‌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ كُتُبِ بَنِي فَضَّالٍ فَقَالُوا كَيْفَ نَعْمَلُ بِكُتُبِهِمْ وَ بُيُوتُنَا مِنْهَا مَلِي‌ءٌ فَقَالَ ع خُذُوا بِمَا رَوَوْا وَ ذَرُوا مَا رَأَوْا.

فيمكن القول بأن الروايات الناهية لعلها وردت في مقام التعارض و الترجيح .

و الإنصاف أن الأخذ بفتوي عالم غير شيعي و إن أفتي علي الأصول الموضوعية عند أصحابنا أمر مشكل جدا مضافا إلي عدم وجود العدالة فيهم فلايكون فتواهم حجة علينا .

و الحمد لله

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo