< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ مصطفی الأشرفي

41/01/23

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: فقه الطهارة- ماء البئر- الاستدلال علی نجاسة ماء البئر بمفهوم صحیحة ابی‌بصیر و الجواب عنها- فروع فی ماء البئر.

بقی الکلام فی الطائفة الرابعة من الروایات المستدلّ بها علی نجاسة البئر عند ملاقاة النجس و هی صحیحة أبی‌بصیر؛ سألت أباعبدالله() عما یقع فی الآبار؟ فقال():«أما الفأرة و أشباهها فینزح منها سبع دلاء» -إلی أن قال- «و کلّ شیء وقع فی البئر لیس له دم مثل العقرب و الخنافس و أشباه ذلک فلابأس»[1]

وجه الإستدلال: أنّ مفهوم الجملة الأخیرة: أنّ الشیء الواقع فی البئر إذا کان له نفس و دم سائل ففیه بأس.

الجواب:قد یجاب بأنّ البأس فی المفهوم لیس بمعنی النجاسة، بل المراد عدم إستواء وقوع ما له دم سائل و ما لیس له دم سائل فی البئر و هو یصدق بثبوت إستحباب النزح فی القسم الأول دون الثانی.

لکنّه هذا التوجیه بعید و لو بقرینة سایر الأخبار المرشدة إلی نجاسة البئر عند ملاقاة البئر مع النجاسات و لزوم نزحها لرفع النجاسة.

و ذکر سیدنا الأستاد() إنّ الأولی فی الجمع بین هذه الصحیحة و أخبار الطهارة أنّ ما له نفس سائلة عند تأثیره فی التغییر ینزح مائها فی قبال السمک الذی لیس له نفس سائلة فإنّها لایوجب نجاسة البئر و إنّ تغیّر أحد أوصافه و إن أبیت عن هذا الحمل فلامحیص من حمل الروایة علی التقیة کما صنعناه سابقاً.

فروع: ثم ذکر سیدنا الأستاد() فی المقام عدة فروع؛

الأول: أنّه علی القول بإنفعال ماء البئر بوقوع النجاسة فیها و وجوب نزح المقدّرات فهل تطهر الآلات من الدلو و الحبل و أطرف البئر و لباس النازح و یداه و غیرها مما یلاقی الماء المنزوح و ذلک تبعاً لطهارة البئر عادتاً و غالباً نعم خرج ما هو خارج عن العادة و الغالب کما إذا لاقی الماء المنزوح للباس رجل آخر غیر مشتمل بالنزح. الحق هی التبعیة فی الطهارة لأنّ مثل الآلات و لباس النازح و یدیه مما هو مورد الإبتلاء مع غفلة عامة الناس عن نجاستها، لو کانت متنجسة لکان اللازم التنبیه علی نجاستها فیکون عدم البیان و السکوت عن حکمها آیتین علی طهارتها بتبع طهارة البئر.

و أما التمسک الحدائق فی ذلک بالبرائة باطل إذ لو ثبتت النجاسة بالنزح فرفعها یحتاج إلی الدلیل و مع الشک یکون مقتضی الإستصحاب النجاسة لاالبرائة و عن المحقّق() فی المعتبر و هو ممن قال بنجاسة البئر انّه لو لم‌تطهر الآلات بالتبع لم‌یبق لإستحباب نزح الزائد مجال. و توضیحه أنّ الدلو و الحبل لو کانا باقیین علی النجاسة إختلف التقدیر کما إختلف فی وقوع الفأرة حیث حمل القدر الأکثر علی الإستحباب فلامحالة یکون الدلو و الحبل متنجسین و إذا دخلا البئر ینجس البئر بملاقاتهما فیکون النزح حینئذ واجباً لامستحباً.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo