< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ مصطفی الأشرفي

40/06/11

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: فقه الطهارة

تلخص بما ذکرنا: دلالة صحیحتی إسماعیل‌ بن ‌جابر علی کون مساحة الکرّ ما یقرب من 27 شبراً من الأشبار المتعارفة.

أما الصحیحة الأولی فهی مشتملة علی بیان سطح الماء و عمقه «قلت لأبی عبدالله  الماء الذی لا ینجسه شیء؟ قال: ذراعان عمقه فی ذراع و شبر وسعه (سعته)»[1] بعد ما عرفت من ظهورها فی کون السطح علی نحو الدائرة فإنّه مقتضی ظهور کون السطح من جمیع الجوانب ذراع و شبر و هو لا یتحقق إلّا فی الدائرة لتساوی أبعاده من جمیع الجوانب مضافاً إلی ما قیل من أنّ الکرّ هو مکیال أهل العراق و کان مدوراً علی شکل الإسطوانة و هو أسهل معرفةً للعوام و قد عرفت کون المراد بالذراع ذراع الید المساوی للشبرین لا کون ذراعها مساو للقدمین -کما ذکره المحقّق الهمدانی رحمه‌الله‌تعالی- و علیه فالسطح یساوی حاصل ضرب الشعاع فی مثله ثم ضربه فی 3.14 أو ضرب الشعاع فی نصف المحیط و المحیط ثلاثة أمثال القطر تقریباً و علیه فإذا کان القطر ثلاثة أشبار فالمحیط تسعة أشبار و حاصل ضرب الشعاع فی نصف المحیط یصیر أربعة أشبار و نصف و حاصل ضربه فی العمق و هو أربعة أشبار یصیر المجموع 27 أشبار.

و أما الصحیحة الثانیة «سألت أباعبدالله عن الماء الذی لا ینجسه شیء فقال: کرّ قلت و ما الکرّ؟ قال: ثلاثة أشبار فی ثلاثة أشبار»[2] و هذه الصحیحة و إن لم یذکر فیها العمق لکن الظاهر من ذلک مساواته مع البعدین الآخرین إذ لو أرید الزیادة أو النقیصة من ما صرّح به لکان اللازم التنبیه علیه فإن ما أرید بیان مساحته إنّما هو الجسم أی حجم الماء و الجسم ذو أبعاد ثلاثة فعدم التعرض لمقدار البعد الثالث کاشف عن مساواته للبعدین المذکورین هذا مضافاً الی أنّ إرادة الأقلّ من ثلاثة أشبار فی العمق کالواحد و الإثنین خلاف الإجماع و إرادة الزائد علیه لا دلیل علیه فیحمل علی المساواة و علیه یبلغ تکسیر المجموع إلی 27 شبراً.

أما السند الثانیة فقد ذکر البهائی رحمه‌الله‌تعالی فی مشرق الشمسین: إنّها توصف بالصحة من زمن العلامة رحمه‌الله‌تعالی إلی زماننا و إحتمال إرادة محمدبن‌سنان فی قبال عبدالله‌بن‌سنان بعید حسبما عرفت فی الأمس.

و أما سند الأولی فقد ذکر فی المدارک: أنّها أصحّ روایة وقف علیها إلّا أنّه حمل السعة علی کلّ من جهتی الطول و العرض و نتیجة الضرب 36 شبراً و من هنا نسب إلیه أنّ الکرّ 36 شبراً.

و أما الکلام فی المعارضات:

فمنها: روایة الحسن‌بن‌صالح‌الثوری عن الصادق  «قال: إذا کان الماء فی الرکی کرّاً لم‌ینجسه شیء قلت و کم الکرّ؟ قال: ثلاثة أشبار و نصف عمقها فی ثلاثة أشبار و نصف عرضها»[3] و هو خال عن ذکر الطول إلّا أنّه فی الاستبصار ما هذا نصّه «قال ثلاثة أشبار و نصف طولها فی ثلاثة أشبار و نصف عمقها فی ثلاثة أشبار و نصف عرضها» لکن الظاهر إشتباه إذ فی تعلیقة الاستبصار أنّ هذه الزیادة لم ترد فی النسخة المخطوطة بید والد الشیخ محمد بن المشهدی() صاحب المزار المصححة علی نسخة المصنف. هذا مضافاً إلی أنّ نسخة الکافی فاقدة لها و هی أصحّ من الإستبصار.

ثانیتها: روایة أبی بصیر «سألت أباعبدالله  عن الکرّ من الماء کم یکون قدره؟ قال: إذا کان الماء ثلاثة أشبار و نصف فی مثله ثلاثة أشبار و نصف عمقه فی الأرض فذلک الکرّ من الماء»[4] مرجع الضمیر فی مثله هو الماء و قوله علیه‌السلام (ثلاثة أشبار و نصف بدل من مثله) و قوله  (فی عمقه فی الأرض) إما صفة لقوله  (ثلاثة) و إما حال من مثله و المعنی واحد و علیه لا یکون المذکور فی الحدیث إلّا مقدار العمق و أحد البعدین.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo