< قائمة الدروس

بحوث الدرس خارج الفقه

الأستاذ الأشرفی

36/05/09

بسم الله الرحمن الرحیم

الانفال، جمع النفل بسکون الفاء و فتحها و هو لغة: الغنیمة و الهبة علی ما حکاه فی الحدائق[1] عن القاموس و عن الازهری: النفل ما کان زیادة علی الاصل، سمیت الغنائم بذلک لان المسلمین فضلوا بها علی سایر الامم اللذین لم تحل لهم الغنائم و سمیت صلاة التطوع نافلة لانها زیادة علی الفرض و قال الله تعالی:﴿وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً [2] أی زیادة علی ما سال، هذا بحسب اللغة و العرف العام.
و اما فی الشریعة فالمراد بها ما یختص به الامام بالانتقال من النبی ص، قال الله تعالی:﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [3] و قال تعالی:﴿وَ اعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبَى وَ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ مَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ ﴾[4] و السورة مدنیة.
و قال تعالی فی سورة الحشر و هی ایضا سورة مدنیة:﴿ وَ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لاَ رِكَابٍ وَ لكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ. ﴾[5] و قال بعد ذلک:﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبَى وَ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَ مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.﴾ فتری أن الله تعالی خص الانفال بالله و رسوله و ما کان لرسوله فهو للامام بعده و کذلک الفیء الذی لم یوجف علیه بخیل و لا رکاب خصه بالرسول، بینما ان الغنائم جعل خمسه للاصناف الستة منهم الله و رسوله و الامام و کذلک جعل الفیء من اهل القری کلها جعلها للاصناف الستة لا خصوص خمسه و هل الفیء کله من الانفال او أن حکمه حکم الخمس فعلی الاول یختلف آیة6 من سورة الحشر مع آیة7 حیث جعله فی الاولی مختصا بالله و رسله و فی الایة الثانیة جعله مصرفا لستة اصناف.
و هل الفیء داخل فی الغنیمة فی لزوم التقسیم علی ستة بعد اخراج خمسه کما فی آیة الخمس او أنه غیر الخمس و ان کان جمیعه مختصا بالاصناف الستة و سیاتی ما یزول به الابهام فی المراد بالایات ان شاء الله تعالی.
فأقول: ذکر بعض الاعلام قدس سره ان الانفال بمالها من المصادیق المذکورة الآتیة مختص بالله و رسوله ثم للامام علیه السلام یضعه حیثما یشاء و لیس لاحد من المسلمین فیه حق و فی بعض القرائات:﴿ یسالونک الانفال قل الانفال... ﴾ یعنی ان المسلمین سالوا النبی ص سهما من الانفال فردهم الله تعالی بانها لله و للرسول و من جملة الانفال الفیء المذکور فی آیة 6 سورة الحشر و مورد نزولها ما أخذه النبی من اموال بنی النضیر حیث لم یوجف علیه بخیل و لا رکاب فسلط الله تعالی رسوله علی ذلک حیث انها مما لم یوجف علیه بخیل و لا رکاب فهو لله و رسوله و لایشارکه المسلمون و لا سایر اصناف امستحقی الخمس.
ثم بعد ذلک ذکر فی الایة المتصلة بتلک الایة 6 من سورة الحشر من غیر فصل بالعاطف و هو مشعر بالمغایرة مع ماقبلها: ﴿ان ما أفاء الله علی رسوله من أهل القری...﴾ فکانه یظهر منه ان هذا الفیء یغایر الفیء المذکور فی آیة 6 من حیث عدم الاختصاص بالله و رسوله و مغایرة مع آیة الخمس لظهور هذه الایة فی ان تمام هذا الفیء لاصناف الستة لا أن خمسه لهم فکانه یظهر هنا قسم ثالث و هو بعید جدا لم یتعرض له الفقهاء و من هنا ذکر بعضهم کالفیض فی الصافی و الفاضل المقداد فی کنز العرفان و نقل عن الکشاف ایضا ان الایة الثانیة(آیة7) بیان للایة الاولی و لذا لم تعلطف علیها و مفسرة لها.
لکن یرده العلم بان ما لم یوجف علیه بخیل و لا رکاب من أظهر أقسام الانفال المختصة لله و رسوله و بعد للامام. و عن المحقق الاردبیلی فی زبدة البیان ما لفظه:المشهور بين الفقهاء أنّ الفي‌ء له (صلّى اللّه عليه و آله) و بعده للقائم مقامه يفعل به ما يشاء، كما هو ظاهر الآية الأُولى، و الثانية تدلّ على أنّه يقسّم كالخمس، فأمّا أن يجعل هذا غير مطلق الفي‌ء فيئاً خاصّاً كان حكمه هكذا، أو منسوخاً، أو يكون تفضّلًا منه، و كلام المفسّرين أيضاً هنا لا يخلو عن شي‌ء. انتهى. و عن الشيخ في التبيان[6] أنّ الآيتين تنظران إلى مال واحد هو الفي‌ء، يشير الصدر إلى من بيده أمر هذا المال، و الذيل إلى من يستحقّ الصرف فيه، انتهی ملخصا.
و عن سیدنا الاستاد قدس سره ان موضوع الایة الاولی هو ما لم یوجف علیه بخیل و لا رکاب کما صرحت به الایة6 و هو راجع الی النبی ص و مع التنزل عن ظهور الایة فی ذلک کفانا ظهور الروایات الدالة علیه و لا خلاف فی المسالة و اما الایة الثانیة فموضوعها ما أفاء الله علی رسوله من اهل القری بالقتال و الغبة علیهم و دخول قراهم و ذلک بقرینة المقابلة مع الایة الاولی ثم انه لم یذکر فی الایة الاخیرة ان ما یفی ای یرجع الی النبی ایّ مقدار مما غنمه المسلمون فایة الخمس متکفلة لبیان ذلک و ان ما یرجع الی النبی ص هو خمس الغنائم بعد اخراج صفوها و لاینافی ذکر قوله فی هذه الایة:﴿ ما أفاء الله علی رسوله من أهل القری ﴾ و ذلک لان الرسول هو المحور والاصل و هو مقتضی بعض ما ورد من ان الارض کلها لله و رسوله و یورثها من یشاء من عباده و العاقبة للمتقین و قال علی علیه السلام: نحن المتقون فبالقتال و الغبة ارجع الله تعالی ما للرسول و الامام الیهم و امرهم بالتقسیط علی الموارد الستة و الذی یشهد لهذا التفسیر صحیح محمد بن مسلم عن ابی جعفر علیه السلام و فیه قوله بعد تلاوة الایة الاولی و تطبیقها علی الفیء المختص. قال: ألا تری هو هذا؟ ثم تلی الایة الاخیرة و قال هذا بمنزلة المغنم.»[7]و لعل جعله بمنزلة الغنیمة لان الغنیمة تحصل فی میادین القتال عادتا و هذه غنیمة من دخول القری.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo