< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد اشرفی

کتاب الزکاة

ویرایش دوم

90/07/27

بسم الله الرحمن الرحیم

 تقدم کلام المحقق الهمدانی ره فی أن المقصود من القدرة ،القدرة العرفیة بحسب ماله وشرائطه فطالب العلم الذی یتزاحم التکسب فهو فی الحقیقة لا یقدر علی التکسب ویجوز أخذ الزکاة له.
 و فیه:فی موارد وجوب التعلم الذی یمنع من الکسب فالمطلب کما قاله المحقق الهمدانی ره لانهما یتزاحمان فیقدم الاهم ملاکا علی المهم إذ الممتنع شرعا کالممتنع عقلا والمتعلم کالعاجز من الکسب و لایجب علیه التکسب و تقدم وجوب التکسب-فی هذا التزاحم- علی وجوب التعلم من حیث الملاک مشکل جدا .
 اما ما سوی التعلم الواجب العینی من التعلم الواجب الکفایی والمستحب والمباح لامعنی لکلامه لانه لایتزاحم غیر الوجوب ،الوجوب ولایقدم علیه بأی وجه فلا معنی لتقدم هذا السنخ من التعلم علی التکسب الواجب وتجویز أخذ الزکاة بل الوجوب مقدم علی أی تقدیر والتعلم غیر واجب علی أی حال.
 و تمسک فی هذا المقام السید عبد الاعلی السبزواری ره بالسیرة الرائجة فی الحوزات العلمیة وازتزاق الطلاب من الزکوات المختصة بالفقراء وقال :(مع جريان السيرة على ارتزاق محصلي العلوم الدّينية من الزكاة و نحوها، و كذا غيرهم ممن تصرف قدرته في الإرشاد، و الوعظ، و إمامة الجماعة و نحوها من الأمور الحسبية التي تحتاج إليها الأمة) [1] فعلی مبناه ره أخذ الزکاة فی العلوم المستحبة أیضا جائز .
 لکن نحن لا نعقل هذه السیرة لأنه فی زمن الائمة نری أصحابا مثل أبی بصیر وزرارة وبرید العجلی کانوا یطلبون العلم ویحفظون الروایات بجهد فوق الطاقة من جانب مثل ما نقل من تحمل محمد بن مسلم قریب ست ألف روایة من الامام الباقر ع وثلاث ألف روایة من الامام الصادق علیه السلام و فی عین الوقت یشتغلون بالتکسب والعیش مثل سائر الناس أو أمثال زکریا بن آدم فی زمن الامام الرضا علیه السلام ولا نجد حکما بجواز أخذ الزکاة لهم من جانب أهل البیت علیهم السلام أو مانری فی التاریخ مثل الزرارة کما نقل أنه سأل أباعبدالله علیه السلام من وقت الصلاة الظهر والعصر - و القلم والدواة معه ثلاث مرات ولم یجبه الامام علیه السلام وقال زرارة بکمال الأدب والخضوع: علینا بالسوال ولیس علیکم بالإجابة . أو نشاهد نقل روایات عدیدة منه فی کل أبواب الفقه وعلی الرغم من هذا التعلم المعجب والمعجز نقرأ فی مطاوی التاریخ أنهم معطون للزکاة لا من آخذی الزکاة وآکلیه أوما نسمع من السید المرتضی ره أنه کان غنیا بحد أعطی نصف النقود شخصا لتخمیس المذاهب والاعتراف برسمیة المذهب الامامیة فی جنب المذاهب الأربعة ولکن لم یتقدر الشیعه تدارک النصف الآخروالسید ره أعطی من ماله بتلامیذه من الطوسی والعیاشی و المعروف أن الشیخ المفید لم یرتزق من الزکاة ،فننتج أن هذه السیرة لایکون فی زمن الائمة وأوان عصر الغیبة وأزعم أن هذه الموقوفات التی وقف من جانب المحسنین کان لسد حاجة طلبة العلم فلو وصلت الموقوفات بکامله ووضع فی محله و أعطی علی أهله ،لم یحتج الی غیرها من الزکاة وسهم الامام علیه السلام .
 قال المحقق الهمدانی ره فی إدامة کلامه [2] ما حاصله أن المقصود من القدرة فی الروایات التی منعت من أخذ الزکاة لذوی القدرة ،القدرة الفعلیة لا القدرة التحصیلیة بمعنی إیجاد حقل لکسب القدرة وتحصیلها وتحصیل مبادیها- والشاهد أن أهل الحرف لو نقص الربح عن مئونة سنتهم لم یامروا بتغییر الشغل فی عین أنهم قادرون علی تغییر الحرفة و سد خلتهم فالمدار علی القدرة الفعلیة و الطلاب مثل هذه الفئة لان تحصیل العلم کان حرفة لهم فلو قصر مالهم عن مئونة سنتهم لایعدون قادرا عرفا علی مئونتهم ولایجب علیهم تغییر الشغل لکسب المئونة ویجوز لهم إمرار المعاش من الزکاة ...والله العالم.
 نقول فی النهایة : - بعد مایردعلی کلامهم کبرویا فلنا حدیث فی صغری کلامهم لان الکل یعد التفقه مستحبا لکن الامر فی هذا العصر علی نمط آخر ولون مفارق لأن الیوم الحاجة الی الطلاب کثیرة والحاجة الی علماء الدین أکثر من سابقه فالمسائل المستحدثه فی عصرنا هذا تبلغ حول مائة آلاف وفی المسائل الاعتقادیة تنشط مواقع کثیرة فی الویب لانتشار الشبهات حول المذهب وإثارة الاختلاف بین المسلمین کما یقال ان موقع عبد العزیز أثار قریب میلیون واحد شبهة حول التشیع فنحتاج إلی فریق منهم للإجابة علی هذه الشبهات وفریق منهم یتفقهون فی الدین ویجیبون علی المسائل الحدیثة لتجدید ما عطل من الاحکام فی العصر الحدیث.
 ومن جانب أخری نری کثرة المجتمعات فی المدن والرساتیق فنحتاج إلی الواعظ والمبلغ لهذه البلاد وقیمة هذا الفریق لم یقلّ من المجتهدین والمتکلمین لانهم کقطرات المطر ینزلون من سماء الدین ویهدون الناس الی عرش الیقین کما رأینا برأی العین أن الثورة الاسلامیة إنتصرت علی منکبهم فالیوم نحتاج الی من اجتهد فی المعارف الدینیة ومن تفقه فی الفقه الاکبر والأصغر ومن روّج الاحکام وأمّ الجماعة حتی من صحح قرائة الناس فی الصلاة فالاضطرار من أسفل المراتب إلی اعلاه فأی ساحة وصلنا بالاکتفاء؟! وأی حقل لا نفتقر ولا نحتاج؟! فالخلأ فی کمال الشدة والحاجة الی أعلی المرتبة !
 ولیس صرف الوجوهات الدینیة فی هذا الطریق أمرا مبدعا بل من زمن العلامة لعل إبتدأ و شاع .
 نستمد من الله لأداء تکالیفنا فی ضعفاء آل محمد علیهم السلام .


[1] مهذب الاحکام ج3ص180
[2] مصباح ج13ص505

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo