< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد اشرفی

کتاب الزکاة

ویرایش دوم

90/01/24

بسم الله الرحمن الرحیم

 موضوع البحث: تغيير الجنسية

  مر الدليل الأول لحرمة تغيير الجنسية من الآية الشريفة (و لآمرنهم فليغيرن خلق الله)(النساء:119) من أن التغيير الذي كان هو إطاعة الشيطان محرم بنص القرآن ـ لا الشيء الذي خلق للتغيير و جعل تكوينا لاستفادة الإنسان ـ و من أظهر مصاديق هذا التغيير المحرم تغيير الجنسية. [1]

  و أما الدليل الثاني هو التمسك بمضمون الروايات التي نقلها الفريقان من أن النبي صلى الله عليه و آله لعن المتشبهين بالنساء و المتشبهات بالرجال و بعض هذه الروايات عبّر عنها في كتب الجماعة بالصحيح و جاء في كتب أصحابنا أيضا مثل الكافي و غيره و قد تمسك بها في الكتب الفقهية في الأبواب المختلفة من المكاسب و نحوه.

  وسائل الشيعة ـ كتاب التجارة ـ أبواب ما يكتسب به :

  87 - باب تحريم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال

  ( 22531 ) 1 - محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن سالم ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن أحمد بن النضر ، وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن الحسين بن أبي قنادة جميعا ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :

  قال رسول الله صلى الله عليه وآله - في حديث : - لعن الله المحلل والمحلل له ، ومن تولى غير مواليه ، ومن ادعى نسبا لا يعرف ، والمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ، ومن أحدث حدثا في الاسلام ، أو آوى محدثا ، ومن قتل غير قاتله ، أو ضرب غير ضاربه .

  رجال هذه الرواية إلى عمر بن شمر في بعض نسخه ثقاة و لكنه مقدوح عند بعض أصحاب الرجال و هو الذي روى عن جابر كثيرا.

  و الرواية الثانية:

  أبي الجوزاء اسمه المنبه بن عبد الله ثقة [2] و عمر بن خالد زيدي و لكن من الثقات فهذه الرواية صحيحة.

  ( 22532 ) 2 - محمد بن علي بن الحسين في ( العلل ) عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليه السلام:

  أنه رأى رجلا به تأنيث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال له : اخرج من مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله يا لعنة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال علي عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال .

  ( 22534 ) 4 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام قال :

  كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا في المسجد حتى أتاه رجل به تأنيث فسلم عليه ، فرد عليه السلام ثم أكب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الأرض يسترجع ثم قال : مثل هؤلاء في أمتي أنه لم يكن مثل هؤلاء في أمة إلا عذبت قبل الساعة .

  فهذه الروايات قد تمسك بها في موارد مختلفة منها في لبس الملابس فالتشبه بالنساء بما يختص بهن محرم للرجال و كذلك العكس و لذا أفتوا بأن الحزام و العمامة و نحوهما محرمة على النساء.

  و قد ذكر السيد الأستاذ الخويي قدس سره بأن هذا الحديث ناظر إلى من تلذذ بجنسه الموافق له فالرجل الذي تلذذ باللواط نعوذ بالله أو المرأة التي بالمساحقة فهو ممن تخنّث أي تشبّه بالجنس المخالف له.

  و بعض آخر تمسّك بهذا الحديث لإثبات حرمة تغيير الجنسية؛ من أن هذا الحديث عام يشمل كل رجل شبّه نفسه بالمرأة فهو مورد اللعن و كذلك في العكس. و تغيير الجنسية هو أظهر مصاديق التشبّه؛ لأن اللباس أمر عارضي في زمن خاص و كذلك من عرض نفسه للواط أو المساحقه و لكن تغيير الجنسية عمل له دوام ذاتي و خروج عن المرحلة العرضية الموقتة إلى الدائمية الغالبية فلو كان التأنث و التخنيث من مصاديق التشبه الحرام و كذلك التلبس بلباس الجنس المخالف، فبطريق أولى من بدّل نفسه بالجنس المخالف فهو من أظهر مصاديق التشبه المحرم.

  فعلى هذا الأساس لو قلنا أن هذا الحديث صحيح كما هو الحق و قلنا أن المصاديق التي دون حد تغيير الجنسية من مصاديق التشبه المحرم، فبطريق أولى كان تغيير الجنسية أيضا محرما لأنه أظهر المصاديق للتشبّه.

  و لكن بعض المعاصرين أجاب عن هذا الاستدلال بأن معنى التشبيه أن المشبه و المشبه به شيئان متفاوتان لكن شبّه أحدهما بالآخر من جهة وجه الشبه بجهة أو بجهات عارضية مثل زيد كالأسد. و لكن في تغيير الجنسية ليس تشبه بل تغيير ذات لأن المفروض أن المرأة صارت رجلا أو أن الرجل صار إمرأة و لذا قلنا أن الرجل الذي صار إمراة يجب عليه ستر رأسه بالجلباب أو بالخمار.و كذلك في سائر أحكامه من زواجه و التوارث و صلاته و غيرها. و المنهي هو التشبه لا تغيير الذات.

  و لكن أجيب عنه أولا بأن التغيير بمعنى تغيير الذات غير ممكن كما قال بعض أهل الخبرة لأنهم يقولون إن الكروموسوم الجنسية في الرجلXy و في المرأة xx و هذا التغاير غير قابل للتغيير فالتغيير الخارجي ليس تغييرا في الذات بل تغيير في العوارض مثل الثدي و الفرج و الرحم. [3]

  و ثانيا أن الواقع من التغيير الذي وقع في الخارج ليس ما سوى التشبّه؛ لأن الظواهر و العوارض النسائية قد عرضت للرجل أو بالعكس و ليس هذا ما سوى التشبه شيئا. نعم هنا ليس التشبه ظاهريا و موقتا بل تشبها دائميا فهو المصداق الأكمل للتشبه الذي قد نهي عنه في الروايات. فما قال بعض المعاصرين من أن موضوع التشبه قد رفع في تغيير الجنسية لا يمكن الموافقة معه.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo