< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد اشرفی

کتاب الزکاة

89/12/18

بسم الله الرحمن الرحیم

تغيير الجنسية ـ حكمها بالنسبة إلى ترانسكشوال

  لا خلاف في العامة في حرمة تغيير الجنسية مستفادا من الآية التي مرت من قول إبليس: و لآمرنهم فليغيرن خلق الله...

  و لكن في روايات أصحابنا جاء أن تغيير خلق الله أي تغيير دين الله ويدل عليه قوله تعالى :

فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ( الروم: 29 ) .

 فعلم أن الفطرة التي لا تغيير فيها هي الفطرة الصحيحة في الوجدان الآدمي و هو دين الله و معلوم أن الفطرة البشرية مطابقة لدين الله. و مراد الإبليس هو تغيير هذه الفطرة فوسوس الناس على مخالفة الحق فكل معصية تغيير لفطرة الله و كل مخالفة مع الله تعالى تغيير في فطرة الله و تغيير خلق الله. و هذا المعنى الذي بيناه قد نقل عن الصادقين عليهما السلام و الروايات متعددة في أن تغيير الحلال و الحرام و عبادة الأصنام و الشمس و القمر و عبادة الأنعام و .... كلها مخالفة دين الله و مخالفة فطرة الله التي فطر الناس عليها.

  نعم يمكن أن يكون تغيير الخلق أيضا ببعض تغييرات الجسمانية مثل الإخصاء أو التخنس و مثل تدليس المرأة.

  و الشاهد على أن التغيرات الصورية لم يكن مما هو محرم و مورد إرادة إبليس جواز تغيير الأرض و الجبال و إزالة الشعر من البدن و ألف ألف تغيرات التي وقعت في العالم بيد الإنسان و لم تكن الآية الشريفة مشتملة لها قطعا و لو كان كل ذلك مخصص الآية فهذا يوجب تخصيص الأكثر القبيح فلم يكن معنى الآية في مورد التغييرات الصورية بل المراد هو التغيير في فطرة الخلق و الغرض الأصلي منه. كما مر كلام السيد الأستاذ الخويي:

وإن كان المراد به مطلق التغيير فالكبرى ممنوعة ، ضرورة عدم الدليل على حرمة تغيير الخلقة على وجه الاطلاق وإلا لزم القول بحرمة التصرف في مصنوعاته تعالى ، حتى بمثل جري الأنهار وغرس الأشجار وحفر الآبار وقطع الأخشاب وقلم الأظفار وغيرها من التغييرات في مخلوقاته سبحانه.

  والسيد العبد الأعلى قدس سره قال في تفسير مواهب الرحمان: أن المراد هو التغيرات التي توجب مقابلة الحق مثلما فعل نمرود و قال: أنا أحيي و أميت ... فالتغييرات الصورية التي هي في مقام المعارضة مع الله تعالى و في مقام العصيان كلها محرمة و فيما سوى ذلك لم يكن لنا دليل للحرمة على الخصوص لو كان التغيير منشئا للخيرات و كان عقلاييا.

  هذا و لكن كرارا نقول أن كثيرا ما اشتبه بين المصداق والمفهوم أو بين التأويل و مفهوم الكلام. ففي سورة القدر قال الله تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة القدر» و تأويله فاطمة الزهراء سلام الله عليها و هذا التأويل غير معنى اللفظ. و مثل «إنا أعطيناك الكوثر» فأكمل مصاديقه فاطمة الزهراء سلام الله عليها فلا منافاة بين هذا التفسير و بين التفسير بمفتاح الجنة و لذا جاء في الروايات أن للقرأن سبعين بطنا و لكل بطن سبعون بطنا. و هذا هو المراد من التاويلات و هذه الوجوه التأويلية غير المعنى و لذا لم يلزم من هذه التأويلات استعمال اللفظ في أكثر من المعنى الواحد و هذا أحد وجوه إعجاز القرآن.

  و على هذا كان معنى الآية «فليغيرن خلق الله» أن الإبليس أمر الناس بتغيير خلق الله.

  و الانصاف أن هذه المصاديق المتعددة للآية لا توجب تقييد الآية و انحصارها فيها كما ذكر فخر الرازي فإن معنى الآية عام و كل الموارد مصاديقه. فكل تغيير كان في مخلوق الله فهو المنهي بلا فرق بين التغيير في الهدف أو التغيير في دين الله أو التغيير في الصورة فكل ذلك مصاديق حرمة تغيير خلق الله و كلها محرم نعم بعضها ذكر من باب ذكر المصداق. قال في تفسيره ج 11 ص 48:

وللمفسرين ههنا : قولان : الأول : أن المراد من تغيير خلق الله تغيير دين الله ، وهو قول سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب والحسن والضحاك ومجاهد والسدي والنخعي وقتادة ، وفي تقرير هذا القول وجهان:....

القول الثاني : حمل هذا التغيير على تغيير أحوال كلها تتعلق بالظاهر ، وذكروا فيه وجوها الأول : قال الحسن : المراد ما روى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله الواصلات والواشمات " قال وذلك لأن المرأة تتوصل بهذه الأفعال إلى الزنا . الثاني : روي عن أنس وشهر بن حوشب وعكرمة وأبي صالح أن معنى تغيير خلق الله ههنا هو الاخصاء وقطع الآذان وفقء العيون ....

هذا جملة كلام المفسرين في هذا الباب ويخطر ببالي ههنا وجه آخر في تخريج الآية على سبيل المعنى ، وذلك لأن دخول الضرر والمرض في الشيء يكون على ثلاثة أوجه : التشوش ، والنقصان ، والبطلان . فادعى الشيطان لعنه الله إلقاء أكثر الخلق في مرض الدين....

  هذا، و لكن ما قيل أن كثير من موارد التغيير جائز مثل تقصير الشعر و كل عام قابل للتخصيص و لو قيل أن هذا يوجب تخصيص الأكثر قلنا:

  أن إزالة الشعر و مثلها هل هي في الواقع تغيير خلق الله؟! لأن الله تعالى خلق بعض المخلوقات على مصالح بأن كان له نمو ثم قطع في مرحلة من نموه و هذا من كمال خلقه. بل لو لم يقطع النمو الزائد فهذا يخالف مصلحة الخلق فليس معنا ذلك تغيير خلق الله فبعض الأمور لم يسمى بالتغيير في خلق الله بل كثيرا اصلاح بإرادة الانساني و مناسبة الحكم و الموضوع هو أن التغيير الذي هو مطلوب الشيطان هو التغيير في جهة مخالفة غرض الله تعالى و لو كان الغيير في غير هذه الجهة لم يكن مصداقا لهذه الآية الشريفة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo