< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ هادي آل راضي

بحث الفقه

41/11/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: موجبات الضمان

فروع التسبيب:

الجهة الثانية: في المراد ب (محمد بن حفص بن عمرو)

الذي كناه الكشي بابي جعفر وقال: (وأما أبو جعفر محمد بن حفص ابن عمرو فهو ابن العمري وكان وكيل الناحية، وكان الامر يدور عليه)[1] ، وذكره الشيخ[2] في رجاله وعده من اصحاب الامام العسكري

وقد يقال ان المراد به محمد بن عثمان ين سعيد العمري السفير الثاني ويستدل لذلك بالتطابق بين ما ذكر في عنوان محمد بن حفص بن عمرو وما ذكر في عنوان محمد بن عثمان بن سعيد

فذكر الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام) (محمد بن عثمان بن سعيد العمري ، يكنى أبا جعفر ، وأبوه يكنى أبا عمرو ، جميعا وكيلان من جهة صاحب الزمان (عليه السلام) ، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة) [3]

اذن محمد كنيته ابو جعفر وابوه كنيته ابو عمرو وان كلا منهما كان وكيلاً من جهة صاحب الزمان

وقال في اصحاب الهادي (عليه السلام) (عثمان بن سعيد العمري ، يكني أبا عمرو السمان ، ويقال له : الزيات خدمه (عليه السلام) وله إحدي عشره سنة ، وله إليه عهد معروف)[4]

وقال في اصحاب العسكري (عثمان بن سعيد العمري الزيات ، ويقال له : السمان ، يكنى أبا عمرو ، جليل القدر ثقة ، وكيله (عليه السلام))[5]

وقال في اصحاب العسكري (حفص بن عمرو العمري المعروف ويدعى بالجمال وله قصة في ذلك)[6]

ومن تأخر عن الكشي والطوسي نقل عنهما، والمستفاد مما تقدم أن محمد بن حفص بن عمرو ومحمد بن عثمان بن سعيد يشتركان في الكنية فكل منهما يكنى بابي جعفر ويشتركان في اللقب فكل منهما يلقب بالعمري ويشتركان في ان كل منهما وكيل للناحية

ولكن من جهة اخرى هما يختلفان في اسم الاب وفي اسم الجد ويختلفان ايضاً في ان والد الاول (حفص) يدعى بالجمال كما ذكره الشيخ الطوسي في حين ان والد الثاني يدعى بالزيات او السمان

وعلى كل حال فاحتمال تعددهما مع اشتراكهما في ما ذكرناه، خصوصاً مع قول الكشي (كان الامر يدور عليه) ومع قول الشيخ (ان حفص بن عمرو والد محمد معروف) بعيد

ولكن ينافي ذلك اختلافهما في اسم الاب واسم الجد ولم ينقل ان عثمان بن سعيد له اسم اخر وهو حفص وان اباه له اسم اخر وهو عمرو فلم ينقل ذلك لا في كتب التراجم ولا في الكتب التي تهتم بالغيبة فانه لو كان لتعرضوا لذلك عادة فسكوتهم يبعد احتمال الاتحاد ومن هنا يبدو أن المسألة مشكلة وإن كان يبدو أن الاقرب التعدد لا الاتحاد وهذا القرب نسبي لأنه لم يعرف من وكلاء الناحية من يسمى بمحمد بن حفص خصوصاً مع قول الكشي ان الامر يدور عليه.

واما الرواية الثانية التي تقدمت سابقا وهي رواية عمرو بن ابي المقدام ورد فيها عمرو بن ابي المقدام ويقع الكلام في وثاقته وعدمها وهل هو متعدد

وقد عنونه النجاشي ( عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد مولى بني عجل ، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم‌السلام) له كتاب لطيف)[7] ثم ذكر طريقه اليه

 

وذكر الشيخ [8] في رجاله في اصحاب الامام الباقر (عليه السلام) عنوان عمرو بن ثابت

وفي رجال الصادق (عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز العجلي ، مولاهم كوفي ، تابعي) [9]

وعد البرقي عمرو بن ابي المقدام من اصحاب الامام الباقر [10] (عليه السلام)، وعده من اصحاب الصادق [11] الذين ادركوا ابا جعفر ثم نص على ان ابا المقدام ثابت

وذكر ابن الغضائري (عمر بن ثابت بن هرمز ابو المقدام الحداد مولى بني عجل كوفي روى عن علي بن الحسين عليه السلام وابا جعفر وابا عبد الله عليه السلام ضعيف جدا) [12] ويلاحظ انه ذكره بعنوان عمر وان ابا المقدام كنية لعمرو

والعلامة في الخلاصة في القسم الاول ذكر عمرو احد عشر رجلا وذكر (عمرو بن ابي المقدام. روى الكشي باسناد متصل الى ابي العرندس، عن رجل من قريش ان الصادق (عليه السلام) قال عنه: هذا امير الحاج، وهذه الرواية من المرجحات، ولعل الذي وثقه ابن الغضائري ونقل عن بعض اصحابنا تضعيفه هو هذا) [13]

وسوف يأتي ان العلامة ينقل ان الغضائري وثقه في كتابه الآخر الذي لم يصل الينا ونحن نعلم بان ابن الغضائري له كتابان بحسب نقل الشيخ الطوسي

والرواية الموجودة في الكشي ليس فيها (هذا امير الحاج) وانما الموجود فيها (هذا من الحاج) قال (حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن الحسين، عن أحمد ابن الحسن الميثمي، عن أبي العرندس الكندى، عن رجل من قريس قال، كنا بفناء الكعبة وأبوعبدالله (عليه السلام) قاعد، فقيل له: ما اكثر الجاج ! فقال (عليه السلام) ما أقل الحاج ! فمر عمرو بن أبي المقدام، فقال: هذا من الحاج) [14]

والعلامة في القسم الثاني من كتابه ذكر (عمر عشرة رجال) وذكر ضمنهم (عمر بن ثابت - بالثاء اولا - ابن هرم، أبو المقدام الحداد، مولى بني عجلان، كوفي، روى عن علي بن الحسين وابي جعفر وابي عبد الله (عليهم السلام)، ضعيف جدا، قاله ابن الغضائري. وقال في كتابه الاخر: عمر بن ابي المقدام ثابت العجلي، مولاهم الكوفي، طعنوا عليه من جهة، وليس عندي كما زعموا، وهو ثقة) [15]

وذكر ابن داود في القسم الاول (عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز الحذاء مولى بني عجل من اصحاب الامام زين العابدين والباقر والصادق ممدوح ، وروي أن أبا عبد الله (عليه‌السلام) شهد له بأنه من الحاج )[16]

وفي القسم الثاني من كتابه قال (عمرو ، بالواو ، كذا بخط الشيخ (رحمه‌الله) ، ابن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، بالراء والزاي العجلي مولاهم، في رجال الشيخ انه من اصحاب الامام الصادق، وعن الغضائري انه روى عن الامام زين العابدين والباقر والصادق، طعنوا عليه من جهة وليس عندي كما زعموا ، وهو عندي ثقة)[17]

والذي يبدو من خلال ما ذكرناه ان هناك اختلاف في عدة امور بناء على الاتحاد كما ذهب الى ذلك جمع

الاول: الاختلاف في الاسم فهل هو عمرو بالواو كما عند النجاشي والشيخ في موضعين من رجاله والبرقي قي موضعين وابن داود في موضعين، او انه عمر كما في رجال الغضائري وخلاصة العلامة في القسم الثاني

والثاني ان ابا المقدام هل هي كنية لعمرو او لابيه فالظاهر من النجاشي والشيخ في اصحاب الصادق والعلامة في القسم الاول وابن داود في القسمين بل صريح البرقي ان ابا المقدام كنية لثابت

ولكن الذي يظهر من عبارة ابن الغضائري والعلامة في القسم الثاني انه كنية للابن لأن الموجود في العبارة (عمر بن ثابت بن هرمز ابو المقدام الحداد) فمن قوله ابو المقدام بالرفع يفهم انها كنية للابن لا لثابت والا لكان اللازم الجر

ومن هنا ذكر بعظهم بان كلام العلامة في القسم الثاني صريح في مغايرة عمر ابي المقدام مع عمر بن ابي المقدام.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo