< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سید‌محمدجواد علوی‌بروجردی

98/11/19

بسم الله الرحمن الرحیم

ومنها: ما عن «فقه الرضا» مرسلاً، عن العالم(ع)، قال: «ولا تصلِّ خلف أحد إِلاَّ خلف رجلين: أحدهما مَن تثق به وبدينه وورعه، وآخر مَن تتّقي سيفه وسوطه وشرّه وبوائقه وشنعته، فصلِّ خلفه على سبيل التقيّة والمداراة، وأذِّن لنفسک وأقم واقرأ فيها، فإنّه غير مؤتمنٍ به»[1] .

 

ومنها: ما يستدلّ به لمقصودنا بما عن «مستطرفات السرائر»، نقلاً من «كتاب أبي عبداللّه السيّاري» صاحب موسى والرِّضا 8، قال :

«قلتُ لأبي جعفر الثاني(ع): قومٌ من مواليک يجتمعون، فتحضر الصَّلاة، فيتقدّم بعضهم فيُصلّي بهم جماعة؟

فقال(ع): إنْ كان الذي يؤمّهم ليس بينه وبين الله طلبة، فليفعل.

قال: وقلت له مرّةً أُخرى: إنّ قوماً من مواليک يجتمعون، فتحضر الصلاة، فيؤذّن بعضهم، ويتقدّم أحدهم فيصلِّي بهم؟

قال: إن كانت قلوبهم كلّها واحدةً فلا بأس. قال: ومن لهم بمعرفة ذلک، قال : فدعو الإمامة لأهلها»[2] .في بيان الأخبار الدالّة على اعتبار العدالة في إمام الجماعة

 

قال المحقق الهمداني صاحب «مصباح الفقيه»: ـ فإنّه بعد نقل هذه الرواية، والغمض عن ضعف السند، حيث أشار إليه قبل ذلک، وقال بعدم الحاجة في هذه المسألة إلى صحّة السند؛ لكثرة الروايات الواردة واستفاضتها على اعتبار العدالة، وكونها من الثوابت والمسلّمات عند الأصحاب؛ ـ لكن هذه الرواية أجنيّة عمّا نبحث عنه، وهي العدالة، بل هي مرتبطة بأمر آخر، واليک نصّ كلامه :

(أقول: ولعلّ غرض الإمام(ع) منع مواليه عن الاجتماع وعقد جماعة مستقلّة، كي لا يُعرفوا فيؤخذ برقابهم، فعلّق إمامة إمامهم في جواب سؤاله الأوّل على شرطٍ يختصّ بأهل العصمة، وفي الثاني على ما يتعذّر الاطّلاع عليه، فكأنّ مراده بقوله: (إنْ كانت قلوبهم واحدة) خلوصهم من النفاق، الموجب لعدم الأمن من إذاعة سرّهم). انتهى محلّ الحاجة[3] .

 

أقول : لا يخفى أنّه يمكن أن يكون المراد من قوله: (إنْ كان الذي يؤمّهم ليس بينه وبين الله طلبة، فليفعل)، كناية عن العدالة، أي صلّ خلف من يكون قد أدّى حقّ اللّه من تحصيل التوبة عن كلّ ذنبٍ صدرَ عنه، أي ليس له ذنبٌ لم يتب عنه، فعلى هذا تصير الرواية مرتبطة بموضوع البحث، بنا من لزوم العدالة في إمام الجماعة، وإنْ كان ما احتمله صاحب «مصباح الفقيه» أيضاً لا يخلو عن لطفٍ ودقّة.

ومنها: رواية زرارة، عن أبي جعفر(ع)، قال: «قلت له: إنّ أُناساً رووا عن أمير المؤمنين(ع) أنّه صلّى أربع ركعات بعد الجمعة، فلم يفصل بينهن بتسليمٍ؟

فقال: يا زرارة إنّ أمير المؤمنين(ع) صلّى خلف فاسقٍ، فلمّا سلَّم وانصرف قامَ أميرالمؤمنين(ع) فصلّى أربع ركعات، لم يفصل بينهنّ بتسليمٍ، فقال له رجلٌ إلى جنبه: يا أبا الحسن، صلّيت أربع ركعات لم تفصل بينهن؟ فقال: أما أنّها أربع ركعات مُشبّهات وسكتْ، فو اللّه ما عقل ما قال له» .

 

ومنها: رواية الأعمش المرويّة في «الخصال»، في حديث شرايع الدين، وقد جاء فيها: «ولا صلاة خلف الفاجر، ولا يقتدى إِلاَّ بأهل الولاية»[4] .

 

قال الهمداني في «مصباح الفقيه»: (أقول: المتبادر من إطلاق (الفاسق) و(الفاجر)، من كان له مَلَكَة الفسق والفجور، لا مطلق مَن باشرَ معصيةً).

أقول: ولقد أجاد فيما أفاد حيث، إنّه لا يطلق هذا العنوان على مَن ارتكب المعصية لمرّةٍ أو مرّتين، لا سيّما في من حاله التوبة عن ذلک.

 


[1] الوسائل، الباب2(ص) من أبواب صلاة الجماعة، الحديث 4.
[2] الوسائل، الباب11 من أبواب صلاة الجماعة، الحديث 6.
[3] و (2) الوسائل، الباب10 من أبواب صلاة الجماعة، الحديث 4 و 10.
[4] الوسائل، الباب11 من أبواب صلاة الجماعة، الحديث(ع).

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo