< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سید‌محمدجواد علوی‌بروجردی

98/11/01

بسم الله الرحمن الرحیم

وممّا يستدلّ به لكراهة وقوف المصلّى في صفٍ واحد لوحده: رواية فضيل بن يسار، عن أبي عبداللّه(ع)، قال: «أتمّوا الصفوف إذا وجدتم خللاً، ولا يضرّک أن تتأخّر إذا وجدت ضيقاً في الصف، وتمشي منحرفاً حتّى تتمّ الصف»[1] .

 

ومفهومها الاضرار إذا لم يجد ضيقاً، فيكون مفهومها كراهة الوقوف في الصف الَّذي لم يكن فيه كذلک، بأن يصلِّي وحده.

ومثلها رواية سماعة، عن أبي عبداللّه(ع)، قال: «قال: لا يضرّک أن تتأخّر وراءک، وإذا وجدت ضيقاً في الصف، فتأخّر إلى الصف الَّذي خلفک، وإذا كنت في صفٍ وأردت أن تتقدّم قدّامک، فلا بأس أن تمشي إليه» .

أقول: لا يخفى أَنَّ إثبات الكراهة بالوقوف في الصف وحده، لا يخلو عن خفاء؛ لأنَّ المفهوم المستفاد من الخبرين لا يكون إِلاَّ بيان الضرر عند عدم الضيق في الصف، وهو أعمّ من كونه للوحدة أو لغيرها، اللّهمَّ إِلاَّ أن يستفاد ذلک هنا بمناسبة الحكم والموضوع، فله حينئذٍ وجه، فليتأمّل.

قوله 1: إِلاَّ أن تمتلئ الصفوف (1).في حكم استحباب سدّ الفُرج في صفوف الجماعة

(1) الجهة الثالثة : من جهات البحث في هذه المسألة، موضوع استثناء مورد من الكراهة في الوقوف في الصف وحده، وذلک فيما إذا امتلأت الصفوف، فيحقّ له حينئذٍ أن يقف فى صفٍ لوحده وهذا الحكم مستفادٌ من خَبَرَي سعيد الأعرج، وأبي الصباح وموسى بن بكير، المفهم لمورد استثناء المصنّف، بأن لا كراهة حينئذٍ في القيام في الصف وحده، وقد صرّح به غير واحد من الأصحاب، بل نسبه بعضهم إليهم، مشعراً بدعوى الإجماع عليه، بل في ظاهر «المدارک» أو صريحها دعواه عليه.

وأمّا إذا لم يمتلأ أحد الصفوف، بأن كان هناک فرجة فيه؛ سعى إليه، بل المستفاد من صحيح الفضيل، وهو قوله: «أتمّوا الصفوف إذا وجدتم خللاً، ولا تضرّک أن تتأخّر إذا وجدت ضيقاً في الصف، وتمشي منحرفاً حتّى تتمّ الصف» . هو استحبابه، بل في «المدارک» تبعاً للذكرى، وعن «المقنع» و«نهاية الأحكام» : (له السعي إليها، وإن كانت في غير الصف الأخير).

ثمّ لا كراهة هنا في اختراق الصفوف، لأنّهم قصّروا حيث تركوا تلک الفُرَج. نعم، لو أمكن الوصول بغير اختراقهم، كان أَوْلى.

الفرع الأوّل: يستفاد من صحيح الفضيل ـ بناءً على ما ثبت ـ استحباب السعي إلى تسوية الفُرج وتتميمها في أثناء الصلاة، بتقدّم كان ذلک أو بتأخّر، بل هو مستفادٌ من مجموعة من الأخبار الواردة في هذا الموضوع :

منها: ما رواه علي بن جعفر(ع)، في كتابه، عن أخيه(ع)، قال: «سألته عن الرجل يكون في صلاته في الصف، هل يصلح له أن يتقدّم أو يتأخّر ورائه في جانب الصف الأخير؟ قال: إذا رأى خللاً فلا بأس» .

 

ومنها : خبر أبي عتّاب زياد مولى آل دعش، المرويّ في «بصائر الدرجات»، عن الصادق(ع)، قال: «سمعته يقول: أقيموا صفوفكم إذا رأيتم خللاً، ولا عليک أن تأخذ وراءک إذا رأيت ضيقاً في الصفوف أنْ تمشي، فتتمّ الصف الَّذي خلفک، أو تمشي منحرفاً فتتمّ الصف الَّذي قدّامک، فهو خيرٌ.

ثمّ قال: إنّ رسول اللّه (ص) قال: أقيموا صفوفكم، فإنّي أنظر إليكم من خلفي، لتقيمنّ أو ليخالفنّ اللّه بين قلوبكم»[2] .

 


[1] ـ (4) الوسائل، الباب(ع)0 من أبواب صلاة الجماعة، الحديث 11 و (ص) و 8 و 10.
[2] الوسائل، الباب46 من أبواب صلاة الجماعة، الحديث 5.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo