< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سید محمدجواد علوی‌بروجردی

97/09/06

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: حج کافر و مرتد

و الاخبار منها:ما رواه الشيخ (قدس سره) بإسناده عن موسى بن القاسم ، عن صفوان ، وابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن بريد بن معاوية العجلي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام ) - في حديث - قال :

كل عمل عمله وهو في حال نصبه وضلالته ، ثم من الله عليه وعرفه الولاية ، فإنه يؤجر عليه ، إلا الزكاة فإنه يعيدها ، لأنه وضعها في غير موضعها ، لأنها لأهل الولاية ، وأما الصلاة ، والحج والصيام فليس عليه قضاء.»[1]

هذا ما رواه صاحب الوسائل في کتاب الزکاة في ابواب المستحقين لها.و قد نقل الرواية في الباب 31 من ابواب مقدمي العبادات و افاد في ذيله: أقول: المراد الحج الذي لم يترك شيئا من أركانه لما يأتي إن شاء الله تعالى

و قد روي الکليني (قدس سره) الرواية عن على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن ابن اذينه قال: کتبت الى ابي عبدالله (ع) ثم ذکر مثله الا انه اسقط لفظ الحج.[2]

اما جهة الدلالة فيها:فان في الرواية حسب طريق الشيخ التصريح بعدم وجوب القضاء على المخالف اذا استبصر بقوله (ع): «اما الصلاة و الحج و الصيام فليس عليه قضاءً» و عليه فان ما دل عليه نص الرواية و صريحهما.ولکن قد عرفت ان في نسخة الکافي اسقط الحج و ذکر: اما الصلاة و الصيام فليس عليه قضاءٌ.وعليه فان وجه الاستدلال بالرواية حسب ما في الکافي قوله(ع): «کل عمل عمله و هو في حال نصبه فانه يؤجر عليه الا الزکاة» و حيث لا تقيد بالعمل و لا اختصاص بعمل دون غير فان اطلاقه بضمية استثناء الزکاة انما يدل على عدم وجوب قضاء الحج.و بتعبير صاحب العروة (قدس سره) من ان الدليل اطلاق الاخبار انما کان لاجل اعتماده على طريق الکافي في مقام الاستدلال و ان الکافي ادق من کتابي الشيخ (قدس سره) في النقل.هذا بحسب الدلالة في هذه الرواية.و اما جهة السند فيها:فرواه الشيخ (قدس سره) باسناده عن موسى بن القاسم.و اسناده اليه صحيح في المشيخة حسب تصحيح العلامة (قدس سره).فانه قال في الفهرست:«موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب الجبلي له ثلاثون کتاباً مثل کتب الحسين بن سعيد مستوفاة حسنة و زيادة کتاب الجامع اخبرنا بها جماعة عن ابي جعفر بن بابويه عن محمد بن الحسن عنه و اخبرنا بها ابن ابي جيد عن محمد بن الحسن عنه.و اخبرنا بها ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبدالله عن الفضل بن عامر و احمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن رجاله».و ابن ابي جيد هو على بن احمد بن محمد بن أبي جيد، و قد يعبر عنه معلى بن احمد القمي، و هو و ان لم يذکر بمدح و لا ذم الا انه يکفي في توثيقه تصحيح العلامة کثيراً من طرق الشيخ و هو فيه.اما موسى بن القاسم:فهو موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب الجبلي ابوعبدالله.قال النجاشي:

«ثقة ثقة، جليل، واضح الحديث حسن الطريقة ...».[3]

و مثله في الخلاصة و زاد فيه انه من اصحاب الرضا (ع) و عده الشيخ في رجاله من اصحاب الرضا (ع) و قال: موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب عربي بجلي کوفي ثقة. و عده ايضاً من اصحاب الجواد...[4]

و هو رواه عن صفوان و ابن أبي عمير.أما صفوان فهو صفوان بن يحيى ابو محمد البجلي بياع السابري.

قال النجاشي: «كوفي ، ثقة ثقة ، عين . روى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام ، وروى هو عن الرضا عليه السلام ، وكانت له عنده منزلة شريفة .

ذكره الكشي في رجال أبي الحسن موسى عليه السلام ، وقد توكل للرضا و أبي جعفر عليهما السلام ، وسلم مذهبه من الوقف ، وكانت له منزلة من الزهد والعبادة ، وكان جماعة الواقفة بذلوا له مالا كثيرا ، وكان شريكا لعبد الله بن جندب وعلي بن النعمان ...»[5]

و قال الشيخ في الفهرست:

«...أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم ، وكان يصلي كل يوم وليلة خمسين ومائة ركعة ، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ، ويخرج زكاة ماله في كل سنة ثلاث مرات...وروى عن أبي الحسن الرضا وأبي جعفر عليه السلام ، وروى عن أربعين رجلا من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ، وله كتب كثيرة مثل كتب الحسين بن سعيد ، وله مسائل عن أبي الحسن موسى عليه السلام وروايات . ».[6]

و في الرجال:عده الشيخ من اصحاب الکاظم (ع) قائلاً صفوان بن يحيى وکيل الرضا (ع) ثقة و عده ايضاً من اصحاب الرضا (ع) و قال ثقة، وکيله، کوفي.و عده من اصحاب الجواد ايضاً.و مثلهما العلامة في الخلاصة.و هو من اصحاب اجماع الکشي و من الطبقة السادسة.و اما ابن ابي عميرفهو محمد بن ابي عمير، زياد بن عيسى ابو احمد الازدي...قال النجاشي:«... لقي ابوالحسن موسى و سمع منه احاديث کناه في بعضها فقال: يا ابا احمد و روي عن الرضا (ع) کان جليل القدر، عظيم المنزلة فينا و عند المخالفين».

ثم اضاف (قدس سره): «و اصحابنا ليسکنون الى مراسيله».[7]

و قال الشيخ (قدس سره) في الفهرست:«... کان من اوثق الناس عند الخاصة و العامة و انسکهم نسکاً و اورعهم و اعبدهم، و قد ذکره الجاحظ في کتابه في فخر قحطان على عدنان بهذه الصفة التي و صفناه و ذکر انه کان اوحد اهل زمانه في الاشياء کلها.

ادرک من الائمة عليهم السلام ثلاثة: ابا ابراهيم موسى (ع) و لم يرو عنه ولکن قال بعضهم انه روى عنه(ع) ايضاً. و ادرک ابي الحسن الرضا و الجواد (ع) ...»[8]

و مثلها العلامة في الخلاصة و فيه: اصحابنا ليسکنون الى مراسيله.[9]

و هو من اصحاب اجماع الکشي. و من الطبقة السادسة.و هما رواه عن عمر بن اذينه.و هو عمر بن محمد بن عبدالرحمن بن اذينة بن سلمة.قال النجاشي:

«شيخ اصحابنا و وجههم روي عن ابي عبدالله بمکاتبة له کتاب الفرائض».[10]

و قال الشيخ في الفهرست: «ثقة له کتاب».[11]

و في رجاله عده من اصحاب الصادق: و من اصحاب الکاظم و قال هناک ثقة له کتاب.[12]

و افاد العلامة في الخلاصة:

«... شيخ اصحابنا البصريين و وجههم روى عن ابي عبد الله (ع) مکاتبة له کتاب الفرائض و کان ثقة صحيحاً».[13]

و هو من الطبقة الخامسة.و هو رواه عن بريد بن معاوية العجلي.و هو بريد بن معاوية ابوالقاسم العجلي.قال النجاشي:

«...روى عن ابي عبد الله و ابي جعفر عليهما السلام و مات في حياة ابي عبدالله (ع) يعني في سنة 150، وجه من وجوه اصحابنا وفقيه ايضاً له محل عند الائمة (ع)».[14]

و قال العلامة:

«... روى أنه من حواري الباقر والصادق ( عليهما السلام ) وروى عنهما ... وهو وجه من وجوه أصحابنا ، ثقة فقيه ، له محل عند الأئمة ( عليهم السلام )... وروى في حديث صحيح عن جميل بن دراج قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : بشر المخبتين بالجنة : بريد بن معاوية العجلي ، وذكر آخرين...».[15]

و عده الشيخ (قدس سره) في رجاله من اصحاب الباقر و من اصحاب الصادق (ع).[16]

و هو من اصحاب اجماع الکشي.[17]

و من الطبقة الرابعة.فالرواية صحيحة بطريق الشيخ (قدس سره) في التهذيب.و قد مرَّ ان شيخنا الکليني رواها عن على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن عمر بن اذينه قال: کتب اليَّ ابوعبدالله.و لا کلام في تماتية وثاقة علي بن ابراهيم و ابيه ابراهيم بن هاشم و انهما من الطبقه الثامنة، و السابقة.و قد مرَّ الکلام في جلالة شأن ابن ابي عمير و عمر بن اذينةفالرواية صحيحة بطريق الکليني (قدس سره) ايضاً.و لا ينافي نقل عمر بن اذينه عن ابي عبدالله مکاتبة في طريق الکليني و نقله نفس الرواية عن بريد بن معاوية عن أبي عبدالله (ع) اي بواسطة بريد و لا منافاة بينهما و يمکن الجمع بنقل عمر بن اذينة سماعة مکاتبة عن الامام (ع) و سماعه نفس الرواية عن بريد بن معاوية مشافهة.

و منها: ـ مما استدل به صاحب العروة لعدم وجوب اعادة الحج الذي اتى به المخالف ثم استبصر.

ما رواه الکليني (قدس سره) علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة وبكير ، والفضيل ، ومحمد بن مسلم ، وبريد العجلي ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( عليهما السلام ) أنهما قالا : في الرجل يكون في بعض هذه الأهواء الحرورية والمرجئة والعثمانية والقدرية ثم يتوب ويعرف هذا الامر ويحسن رأيه أيعيد كل صلاة صلاها أو صوم أو زكاة أو حج أوليس عليه إعادة شئ من ذلك ؟

قال : ليس عليه إعادة شئ من ذلك غير الزكاة لابد أن يؤديها لأنه وضع الزكاة في غير موضعها وإنما موضعها أهل الولاية.[18]

رواه الصدوق في ( العلل ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة مثله.اما جهة الدلالة فيها:

فان قوله (ع) ليس عليه اعادة شي غير الزکاة يشمل باطلاقه عدم اعادة الحج، کما ان عموم قول السائل «ايعيد کل صلوة صلاها او صوم اوزکاة او حج او ليس عليه اعادة شي من ذلک؟» قد اقترن بجواب الامام (ع) بنفي الاعادة الا في مورد الزکاة.

اما جهة السند فيها:فرواه الکليني (قدس سره) عن على بن ابراهيم عن ابيه، و قد مرَّ الکلام في تمامية و ثاقتهما و انهما من الطبقة الثامنة و السابقة.و هو رواه عن ابن ابي عمير، و قد مرَّ الکلام في جلالة قدره وانه من الطبقة السادسة.و هو رواه عن عمر بن اذينة، و مرَّ الکلام ايضاً في تمامية وثاقته وجاهته و انه من الطبقه الخامسة.و اما عمر بن اذينة فقد روى الرواية عن جماعة يعبر عنهم في الکلمات بالفضلاء و هم:زرارة، و بکير، و الفضيل، و محمد بن مسلم، و بريد العجلي. قد مرَّ الکلام في تمامية وثاقة بريد بن معاوية العجلي، و جلالة قدره و مثله زرارة بن اعين و محمد بن مسلم.و اما بکير:فهو بکير بن اعين بن سنبس الشيباني.لا تنصيص على وثاقته في کتب الرجال قال العلامة (قدس سره) في الخلاصة:

«بکير بن اعين مشکور، مات على الاستقامة في حياة أبي عبدالله (ع)».[19]

و عده الشيخ من اصحاب الباقر». و اصحاب الصادق و ذکر فيها، مات في حياة ابي عبدالله (ع)».[20]

و هو اخو زرارة بن اعين و حمران بن اعين.قال الشيخ (قدس سره) في ترجمة اخيه زرارة ان بکيراً و اخوته رووا عن على بن الحسين (ع) ايضاً.قال الکشي: في بيان احواله:حدثني حمدويه ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن الفضيل وإبراهيم ابني محمد الأشعريين ، قالا : ان أبا عبد الله عليه السلام لما بلغه وفاة بكير بن أعين ، قال : أما والله لقد أنزله الله بين رسول الله وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليهما .

محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمد الأشعري ، عن عبيد بن زرارة . والحسن بن جهم بن بكير ، عن عمه عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر بكير بن أعين فقال : رحم الله بكيرا وقد فعل فنظرت إليه وكنت يومئذ حديث السن ، فقال : اني أقول ان شاء الله.» [21]

قال السيد الخوئي في معجم رجال الحديث بعد نقل الخبرين:

«والسند في كلتا الروايتين صحيح ، وتأتي الرواية المادحة له ، في ترجمة أخيه حمران . وطريق الصدوق إليه : أبوه - رضي الله عنه - ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه : عن محمد بن أبي عمير ، عن بكير بن أعين . وهو كوفي يكنى أبا الجهم من موالي بني شيبان ، ولما بلغ الصادق عليه السلام موت بكير بن أعين قال : أما والله ، لقد أنزله الله بين رسوله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما . ذكره الصدوق في المشيخة ، والطريق صحيح»[22]

ثم ان الکشي (قدس سره) ذکره في بيان احوال حمران بن اعين اخو بکير روايات بعضها متعرض لحال بکير.منها:يوسف بن السخت قال : حدثني محمد بن جمهور ، عن فضالة بن أيوب ، عن بكير بن أعين ، قال : حججت أول حجة فصرت إلى مني ، فسألت عن فسطاط أبي عبد الله عليه السلام فدخلت عليه ، فرأيت في الفسطاط جماعة فأقبلت أنظر في وجوهم فلم أره فيهم ، وكان في ناحية الفسطاط يحتجم ، فقال : هلم إلي ! ثم قال : يا غلام أمن بني أعين أنت ؟ قتل : نعم جعلني الله فداك قال : أيهم أنت ؟ قلت : أنا بكير بن أعين ، قال لي : ما فعل حمران ؟ قلت : لم يحج العام على شوق شديد منه إليك ، وهو يقرأ عليك السلام ، فقال : عليك وعليه السلام ، حمران مؤمن من أهل الجنة لا يرتاب أبدا لا والله لا والله لا تخبره.و منها:حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثنا محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، وحدثني حمدويه بن نصير ، قال حدثنا : محمد بن عيسى ابن عبيد ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، قال : حدثني المشايخ : ان حمران وزرارة وعبد الملك وبكيرا و عبد الرحمن بني أعين كان مستقيمين ، ومات منهم أربعة في زمان أبي عبد الله عليه السلام وكانوا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ، وبقي زرارة إلى عهد أبي الحسن فلقي ما لقي .و منها:

حدثني حمدويه بن نصير ، قال : حدثني يعقوب بن يزيد ، عن الحسن ابن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون عن بعض رجاله ، قال ، قال ربيعة الرأي لأبي عبد الله عليه السلام : ما هؤلاء الاخوة الذين يأتونك من العراق ولم أر في أصحابك خيرا منهم ولا أهيأ ؟ قال : أولئك أصحاب أبي ، يعني ولد أعين .».[23]

و بعض هذه الروايات معتبرة.و الذي يحصل لنا منها جلالة قدر الرجل فانه ممدوح في ألسنة اعلام الرواة و لم يذکر قدح فيه في کلماتهم. بل انه روى عنه اجلاء الاصحاب منهم ابن ابي عمير. و الحسن بن محبوب و کثير.فالوجه عندنا وثاقته.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo