< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/04/18

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: نقل النية من إمام الى إمام
كنا في صدد استعراض الموارد التي يسوغ فيها نقل المأموم نيته من الائتمام بإمام جماعة الى إمام جماعة آخر
صحيحة معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يأتي المسجد وهم في الصلاة وقد سبقه الامام بركعة أو أكثر فيعتل الامام فيأخذ بيده ويكون أدنى القوم إليه فيقدّمه، فقال (عليه السلام): يتم صلاة القوم ثم يجلس حتى إذا فرغوا من التشهد أومأ إليهم بيده عن اليمين والشمال، وكان الذي أومأ إليهم بيده التسليم وانقضاء صلاتهم وأتم هو ما كان فاته أو بقي عليه[1]وهذه الرواية تحتمل ان يكون المسبوق قد دخل معهم في الصلاة وتحتمل على وشك الدخول
ومن باب التنبيه على زوايا دلالة الرواية فإن الشهيد الثاني دأبه كان في بيان الروايات وهذا هو دأب القدماء كالعلامة الحلي والمحقق فان الرواية التي يستشهد بها بمسألة معينة فبمناسبة استحصال الجو العام للرواية يستعرض الفقهاء الزوايا العديدة للرواية كما ان الراوية التي بصدد البحث عنها تتبلور أكثر فأكثر وهذا الذي مر بنا من ان الرواية المقطعة يختل استظهار المفاد التام منها بخلاف المتن الموصول فانه يوجب الالتفات الى سياق الجو في الرواية بشكل واضح
وهذا المطلب غير وحدة السياق فان جو المفاد هو المجموعة الكاملة وهذا هو الفرق بين وحدة السورة ووحدة السياق وقد مزج بينهما العلامة الطباطبائي (قده) في منهجه بشكل غالب كالفرق بين وحدة النظام ووحدة المنظومة
نعود الى بيان الرواية فإن قوله (عليه السلام) وأتم هو ما كان فاته أو بقي عليه فان التعبير بـ أو قد يكون لأجل ان يبين حالتين فإما ان يكون قد دخل معهم في الصلاة أو لم يدخل
معتبرة طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) قال: سألته عن رجل أم قوما فأصابه رعاف بعد ما صلى ركعة أو ركعتين، (فقدم رجلا ممن قد فاته) ركعة أو ركعتان، قال: يتم بهم الصلاة ثم يقدم رجلا فيسلّم لهم ويقوم هو فيتم بقية صلاته [2]
وان طلحة بن زيد هو زيدي وبتري لكنه ثقة ومعتمد عليه فإن ائمة أهل البيت (صلوات عليهم أجمعين) كانوا منفتحين على الأطراف العديدة فبقدر ماينقتح الاخرين على ائمة أهل البيت (عليهم السلام) فان ائمة أهل البيت (عليهم السلام) ينفتحون عليهم أيضا (من أقبل علينا أقبلنا عليه) وهذا الذي أوجب تأثير علوم أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصا علم الامام الباقر والامام الصادق (عليهما السلام) على المذاهب الاخرى فإن منطق أهل البيت (عليهم السلام) هو منطق مهيمن وقويم وهذا المنطق ليس من الافراط ولامن التفريط فالأصل هو ان تكون اللغة ناعمة وهذا دأب أهل البيت (عليهم السلام) من عدم التشنّج والتوسع النوري فليس هو من الذوبان وليس من الشدة بل هو حزم في لين ولين في حزم فالمهم هو الجمع بين هذه الاُمور وهذا البحث ليس ثقافي بل هو بحث اُسسي في منهاج أهل البيت (عليهم السلام) وقد أوصانا الكبار بقراءة حياة العلماء من قبل الف سنة فهو مفيد جدا فان لكل واحد منهم تجربته الخاصة، وان البترية هم يحبون أمير المؤمنين (عليه السلام) لكن لديهم سياسة التقريب المفرط مما يؤدي بهم الى ترك الثوابت
وبالنسبة للرواية فهذه صورة جديدة بان يكون الامام الأول قد خرج فيأتي إمام آخر وهو الإمام المسبوق فقبل ان يُتم صلاته يقدم إمام ثالث لأجل ان يُسلّم بالمأمومين وهذه تسمى عمليه ترامي نقل إمام الجماعة
فيظهر ان في الامر سعة فان العلامة عندما اختار في التذكرة جواز نقل النية من امام الى امام اخر فكلامه ليس مقطوع العدم أو لاوجه له بل له وجه فضلا عن تسويغ ذلك في موارد العذر
صحيحة سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل يؤم القوم فيحدث ويقدم رجلا قد سبق بركعة كيف يصنع ؟ قال: لا يقدم رجلا قد سبق بركعة، ولكن يأخذ بيد غيره فيقدمه[3]
صحيح معاوية بن ميسرة، عن الصادق (عليه السلام) قال: لا ينبغي للامام إذا أحدث أن يقد إلا من أدرك الإقامة[4]
صحيح علي بن جعفر أنه سأل أخاه موسى بن جعفر (عليه السلام) عن الامام أحدث فانصرف ولم يقدم أحدا ما حال القوم؟ قال: لا صلاة لهم إلاّ بامام فليقدم بعضهم فليتم بهم ما بقي منها وقد تمت صلاتهم [5] فالصحيح انهم لاصلاة جماعة لهم الاّ بإمام، فتعيين امام الجماعة ليس هو بالضرورة وظيفة الامام بل هو أيضا وظيفة المأمومين

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo