< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/04/17

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: نقل النية من إمام الى إمام آخر
كنّا في المسألة الرابعة عشرة من انه لايسوغ نقل النية من إمام جماعة الى إمام جماعة آخر اختيارا وان كان إمام الجماعة الآخر أفضل وأرجح من الأول، خلافا للعلامة الحلي في موضع من التذكرة حيث استدل العلامة بالروايات الواردة في الموارد العذرية لكن اشكل عليه بأن تلك الروايات خاصة في الموارد العذرية
وقد تقدم ان ذكرنا بعض الروايات الواردة في الموارد العذرية حيث ذكرنا صحيحة الحلبي وصحيحة جميل بن دراج وقلنا بالنسبة لصحيحة جميل بن دراج في الواقع صلاة الجماعة صورية وتنتقل الى جماعة حقيقية مع عدم علم المأمومين بأن جماعتهم صورية، وهي:
صحيح جميل بن دراج، عن الصادق (عليه السلام) في رجل أم قوما على غير وضوء فانصرف وقدم رجلا ولم يدر المقدم ما صلى الامام قبله، قال: يذكره من خلفه [1]
وهذه الرواية مروية بطريق آخر عن جميل، عن زرارة قال: سألت أحدهما (عليهما السلام) عن إمام أم قوما فذكر أنه لم يكن على وضوء فانصرف وأخذ بيد رجل وأدخله فقدمه ولم يعلم الذي قدم ما صلى القوم، فقال: يصلي بهم، فان أخطأ سبح القوم به وبنى على صلاة الذي كان قبله[2]وهذا المتن صريح بأن الشخص الذي أدخله خارج عن الصلاة
وان من أوليات الاستنباط السهلة والخطيرة هو التدقيق في الفاظ الروايات فلابد من الممارسة والإدمان في الحديث ونسخ الحديث ومراجعة المصادر، وان معجم رجال الحديث للسيد الخوئي متين جدا في هذا المجال وان من أحد امتيازات الدورة الرجالية للسيد الخوئي هو التدقيق في متون الحديث أو متن صورة الاسانيد في الاحاديث والاصول الرجالية وقد امتازت الموسوعة الرجالية للسيد الخوئي بهذا الجانب
فالتدقيق في الفاظ الحديث لفظة لفظة وحرف حرف مؤثر جدا في ضبط ترتيب ظهور الحديث فهذه الخطوات السهلة هي نفسها خطوة خطيرة جدا شديدة التأثير على كل المطلب
ففي متن حديث من التهذيب حصل التباس عند العلامة الحلي في المنتهى والتذكرة وبقي هذا الإلتباس الى كتاب المستمسك عندها تنبه أحد المتبحرين في علم الحديث فوقف على هذا الطلب ونبّه عليه، وهناك الكثير من هذا القبيل
وان السيد الكلبايكاني (قده) كان اذا ناقشه شخص في الرواية فكان يقول لايصح النقاش بالحافظة بل لابد من وضع الرواية أو الآية أمام الإنسان وعند ذلك تكون المناقشة فإن ملاحظة نفس المتن والتفكر يوجب ان يكون التركيز أضبط وأدق وهذه من الخطوات البدائية للاستنباط وهي مهمة جدا، وقال (صلى الله عليه واله) ماكُتب قر وما حُفظ فر، والواقع هكذا فلابد من الاتقان وعدم التهاون
وان أكثر الفحول والأعلام يتصورون عدم وجود متن رواية بخصوص ذكر الشهادة الثالثة في الأذان والحال ان متن الرواية موجود في الفقيه ويعترف الصدوق بأنها رواية بل يعترف الصدوق في الفقيه بأنها طوائف روايات وليست رواية واحدة، وكل هذا نتيجة التسرّع في التثبت وعدم الدقة في مراجعة المصدر فلا يصح الاعتماد على جهود الأعلام فقط بل لابد من التثبت ومراجعة المصدر
فصحيحة جميل التي يرويها عن الامام الصادق (عليه السلام) مباشرة فقط فيها وقدم رجلا ولم يدر المقدم ما صلى الامام قبله، بينما المتن الذي يرويه جميل عن زرارة يقول فانصرف وأخذ بيد رجل وأدخله فقدمه ولم يعلم الذي قدم ما صلى القوم وهذه صريحة بأنه أجنبي
ففرض المسألة ان الجماعة التي تنعقد في الأثناء هي جماعة حقيقة مع ان قبل هذا لم تكن جماعة بناء على مبنى المشهور من ان شرائط امام الجماعة هي شرائط واقعية، أما بناء على مبنى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء فان الجماعة منعقدة من الأول لأن شرائط امام الجماعة حقيقية، فلو بنينا على المشهور فتكون فرادى ممتزجة مع جماعة صورية فتنقلب من فرادى جماعة صورية الى جماعة حقيقية
وبالنسبة لهذه الفقرة من الرواية وبنى على صلاة الذي كان قبلهحيثاحتمل صاحب الحدائق احتمالا في غير محله حيث احتمل وظن ان العلامة الحلي ينبي عليه فقد احتمل صاحب الحدائق ان المأموم يغيّر صلاة نفسه اذا كان مسبوقا بركعة بأن أدرك الجماعة متأخر، فقد توهم صاحب الحدائق ان العلامة الحلي فسّر الحديث بأن هذا المسبوق يبدل بنفس ركعة الامام ويتم الصلاة
ولكن المراد من وبنى على صلاة الذي كان قبلهبلحاظ قيادته لهيئة الجماعة، فلو فرضنا انه في الركعة الاولى والجماعة في الركعة الثانية فعندما يكمل ركعته الاولى لابد من ان يمهل المأمومين لأجل ان يكملوا تشهدهم في الركعة الثانية ويقوم بعد ان يتحسس ان المأمومين قد أكلموا تشهدهم، وهذا شاهد لما مرّ بنا من ان امام الجماعة لديه فعل في امامة الجماعة بمعنى ان لديه نوع إدارة في صلاة الجماعة

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo