< قائمة الدروس

درس التفسير الاستاذ السند -

جلسه 49

بسم الله الرحمن الرحیم

49

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...

الكلام حول منهج امومة ولاية اهل البيت للمحكمات وامومة المحكمات في تفسير القران الكريم ونحن في النظام الاستعمالي إلى هذا المنهج.

وكنا قد تعرضنا إلى القاعدة الاولى في هذا النظام الاستعمالي الا وهي قاعدة التاويل والظهور أو الدلالات الخفية والدلالات الصريحة دلالة التعريض ودلالة التصريح والدلالات الخفية والدلالات الجلية.

وهذه القاعدة في الحقيقة كما مر بنا ليست قاعدة فحسب بل هي نظام فيه قواعد كما شاهدنا كما مر بنا الان من بحوث التاويل والظاهر في الحقيقة هذه القاعدة تنبعث وتنبع منها قواعد عديدة كثيرة اخرى وليست قاعدة واحدة وانما هي نظام

وربما يقال لو بعد استرسلنا في هذا البحث اكثر واكثر ولكن ربما ستاتي التنويه بقواعد اخرى سنبين انها ذات صلة بنظام التاويل والظاهر أو نظام الدلالات الخفية والدلالات الجلية وأيضاً لابد ان نلتفت إلى ان ما مر بنا من بحث التاويل انما هو على صعيد الالفاظ يعني الدلالات الخفية بحسب الالفاظ والدلالة الاستعمالية وإلاّ هناك أيضاً تاويل من اقسام اخرى ستاتي في عالم المعاني نظام المعاني في القران الكريم

كما ان هناك تاويل من نمط واقسام اخرى في نظام ومنظومة الحقائق القرانية لانه كما مر بنا سيتم التعرض إلى قواعد النظام الاستعمالي اللفظي لهذا المنهج منهج امومة المحكمات وسيتم ان شاء الله التعرض أيضاً إلى نظام المعاني

كما سيتم ان شاء الله أيضاً إلى نظام الحقائق في القران فالتاويل على اية حال والظهور له بحسب هذه النظامات الثلاثة اقسام وانواع تختلف عن بعضها البعض...

الأوْل والتاويل في الحقائق شيء والاول والتاويل في نظام المعاني شيء ونمط والاول والتاويل في نظام الاستعمال اللفظي شيء ونمط على اية حال ما يشاهد من العلامة الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في الميزان قد يترائى جملة من ابحاثه ان التاويل حصري بالنظام الثالث وهو نظام الحقائق ويعتبر التاويل هو من سنخ الحقائق وعاقبة حقائق الامور هذا في الحقيقة نمط من التاويل وليس هو كل التاويل التاويل له اقسام عديدة وانواع عديدة هذا امر لابد من الالفات إليه في نهاية المطاف في هذه القاعدة...

كما انه لابد من الالفات إلى نقطة اخرى في نهاية المطاف في بحث التاويل والظهور في النظام الاستعمالي اللفظي في القران الكريم ألا وهو هناك تمايز وفوارق مهمة بين تعدد القراءات في منهج اهل البيت للنص الديني ولنص القران الكريم عن تعدد القراءات والتاويل الذي يسلكه اصحاب مدرسة الحداثة والحداثويون الجدد في عصرنا الراهن

في نقاط اشتراك ولكن هناك نقاط افتراق يجب ان نلتفت إليها بشكل دقيق أو قل أيضاً ان هناك اختلاف وتمايز بين البطون والباطنية والتاويل الذي يمارسه اهل البيت عليهم السلام والذي يمارس ويعنون في مدرسة فلسفة الالسنيات يعبر عنها الهرمونطيقيا يعني احد بحوث الحداثويات.

في فوارق وفي اشتراكات كما ان احد مدارس الحداثويات الجديدة المعاصرة يعني التعددية كما يعبر عنها (رولا اسك ) باللغة اللاتينية في فوارق وفي مشتركات جانب الاشتراك القواسم المشتركة هي التي مرت بنا من ماذا؟

من ان النص يتحمل وفيه قابلية لدلالات ومدلولات متكثرة متعددة وليست حصريا بدلالة واحدة وبمدلول واحد بل بدلالات ومدلولات متعددة هذا جانب مشترك.

ومن ثم ان هذا الجانب المشترك ذكرنا ان هذا الجانب المشترك الذي ما فتيء الكثير من المذاهب الاسلامية يطعنون به حتى إلى الاونة الاخيرة إلى العقود الاخيرة يعني قبل خمسين سنة ثلاثين سنة مصدر طعن على مدرسة اهل البيت عليه السلام والعياذ بالله هذا مصدر الطعن الان بعد رواج فلسفة الحداثويات والهرمونطيقيا والالسنيات والتعددية بان ان هذا الطعن ليس طعنا بل هذا مدح واعجاز عظيم في مدرسة اهل البيت هذا جانب مشترك مر بنا توضيحه إلاّ اننا لابد ان نلتفت أيضاً إلى وجود الفوارق:

الفوارق على اية حال:

اولا: ان في مدرسة اهل البيت عليهم السلام لابد من تتابع الدلالات والمداليل وفق قرائن وموازين وقواعد ووفق دلائل وادلة وشواهد غاية الامر هذه الشواهد وهذه الدلائل وهذه القرائن قد تكون غير ملتفت إليها مغفولا عنها عند الكثير أو عند الكل هذا لا يخدش في دليلية تلك القرائن أو الشواهد لكن لابد منها يعني في حين هذا المنهج لا يتقيد كما مر بنا في البحوث السابقة لا يتقيد بمعرفية الشواهد لدى الكل أو لدى العرف لكن لابد من وجودها.

بينما نلاحظ في الحداثويات الامر ليس كذلك صرف ابداء الاحتمال عندهم له ملاك طبعا صرف ابداء الاحتمال أيضاً في مدرسة اهل البيت له قيمة علمية لكن لا انك تتبناه بقيمة رأي تصديقي أو فهم تصديقي أو مفاد تصديقي بينما هم يتبنونه ولو بدرجة الجزم أو الاعم وهذا فرق كبير هذا فرق اول...

فرق ثاني: ان في الحداثويات والالسنيات يرفضون التحاكم إلى ميزان مشترك والى حاكم مشترك والى قواعد مشتركة اصلا يرفضون على وفق الفارق الاول حيث انهم يرفضون وجود قواعد وشواهد موصلة إلى المعاني المتلاحقة المتعاقبة فحيث يرفضون ضرورة وجود تلك القواعد فالتحاكم عند الاختلاف إلى من يصار؟

لا يصار إلى شيء يعني ليس هناك لا يعترفون بوجود قواعد وموازين المهم انك تبدي هذا الاحتمال تبدي هذا المفاد.

بينما في مدرسة اهل البيت عليهم السلام الامر ليس بنحو التشهي والقريحة هم تحت عنوان الحرية يقولون ليس هناك تحاكم في الافكار لا تحكم على افكار كل حر طلق في افكاره هسا صحيح قد يكون لا اكراه في الدين يعني هو بحسب قناعة نفسه يكون هو في باطن نفسه لا يملي عليه احد لكن الفكرة لا تحاكم في نفسها فكريا لا اقل باداب فكرية بنمط فكري كيف لا يكون هذا فارق ثاني مهم.

فهم يقولون لا تفتحوا باب محاسبة الافكار المحاسبة إذا كانت محاسبة الفكرة بالسلاح هذا صحيح محاسبة الفكرة بالقمع هذا بحث اخر لكن محاسبة الفكرة بالفكرة ما المانع فيها؟ بهذا المقدار لا اقل هسا العمل يحاسب بعمل عدوان يحاسب بعدوان اما الفكرة تحاسب بفكرة ما المانع في ذلك؟

سد باب التحاكم الفكري باي مبرر اتفاقا هم يقولون بحرية اطلاق الفكر هذا في الواقع سد باب الفكر إذا كنتم قد سددتم وقسمتم باب التحاكم الفكري بالتالي يصير افق الفكر حبيس عكس ما ترفعون من شعار حرية الفكر أو رحابة افاق الفكر

وصد باب التحاكم أو المساءلة الفكرية هي نوع من حبس الافق الفكري لان المحاسبة الفكرية توسعة اليس ترفعون شعار مثلا الانفتاح على الافكار الاخرى هو الانفتاح على الافكار الاخرى تلقائيا تصير مقارنة المقارنة تلقائيا تؤدي إلى الموازنة الميزان المحاسبة المحاكمة الفكرية.

هذا فارق مهم يعني بعبارة اخرى في الحداثويات فلسفة الحداثويات الالسنيات الهرمونطيقيا التعددية يرفضون المسؤولية...

بينما في مدرسة اهل البيت المسؤولية امر لا يمكن رفع اليد عنها الكل يسائل الكل يحاسب ولو بدرجة الفكر والفكرة..

كما يعبر على اية حال ان النقد أو ما شابه ذلك لا يفسد في الود قضية فاذن هذا فارق ثاني مهم يرفضون التحاكم تحت ذرائع مختلفة بينما في مدرسة اهل البيت التحاكم الفكري الميزان امر مهم...

فارق ثالث: بين التاويل والظهور في مدرسة اهل البيت مع التاويل والظهور في الحداثويات الالسنيات مدرسة الفلسفة التعددية الهرمونطيقيا غيرها من المدارس هو ان في تلك المدارس يقولون الحقيقة لا يمتلكها احد

بعض يقول الحقيقة موزعة بين الاطراف المختلفة.

وبعضهم والاكثر منهم ربما يقول بان الحقيقة لا يتناوشها احد الحقيقة كل ما لدى الاطراف قد يكون زبد سراب بقيعة فبالتالي هذا منهج سفسطي.

سفسطي يعني ماذا؟ يشكك في كل شيء يصير السائل ينقب في كل شيء التنقيب والسؤال في كل شيء شيء محمود اما التشكيك عبارة عن الرفض بلا دليل لكل شيء هذا شيء مذموم.

التشكيك بمعنى الانكار والرفض بلا دليل ولا يستند رفض الرافض إلى دليل ولا يستند انكار المنكر إلى دليل هذا امر غير علمي امر جهالي.

فهم اذن يقولون ماذا؟ يقولون تعدد الاراء تعدد القراءات تعدد الفهم يدل على ان كل واحد ما بحوزته سراب بقيعة.

بينما لا... اذن لاحظ النسبية التي يرفعها الحداثويون في الحقيقة نسبية سفسطية تشكيكية يعني النظرية النسبية تارة تطرح بشكل سفسطي وهذا للاسف هو الذي يطرح في الاوساط الكثيرة وتارة النسبية في الحقيقة النسبية الحقيقية يعني النسبية في الحقيقة في الحقيقة لها درجات هذه نسبية في الحقيقة هذا هو الذي تتبناه مدرسة اهل البيت فرق اذن بين النسبية عند الحداثويات والنسبية في مدرسة اهل البيت...

النسبية في الحداثويات هكذا تقرر انك انت ايها الانسان لا تمتلك الحقيقة وما عرفت من الحقيقة جزء الحقيقة ولدى الاخرين اجزاء اخرى فهذا الجزء لا يعتمد عليه بتاتا ومن ثم يقول لا تتحاكم مع الطرف الاخر لماذا؟

لان لديك جزء ولدى الاخر جزء اخر فانت تريد ان تداينه بماذا؟ تحاكمه تحاسبه بماذا؟ وهو الذي مر بنا هم يجندون هذا المنهج للا مسؤولية للا تعهد للا التزام للا تدين لان الالتزام والتعهد هو التدين يوظفون هذه المباحث إلى المنهج اللا ديني نمط من انماط وموضة من موضات العلمانية فيجندون إلى ماذا؟ إلى اللا مسؤولية إلى اللا مساءلة لا مداينة لا محاكمة بالافكار لا انكار للمنكر لماذا منكر انت لا تستشرق هذا النمط ذاك يستشرقه انت لا تستبيح هذا ذاك يستبيحه...

الجانب التربوي في المجتمع يروح بعد ما تظل ثوابت ينفتح حينئذ على اللا ثوابت لذلك بعبارة اخرى تضييع الهوية في مسلك الحداثويات الحديثة هسا ولو هي ذات انماط والوان ومشارب لكن في الجملة من هذه المشارب والالوان لديهم ضياع الهوية أو الاستخفاف بالهوية فاذن النسبية لديهم في الحقيقة نسبية سفسطية لا يعتمد عليها..

هذا صح بالنسبة إليه لا تداين وتسائل الاخرين عليه وهو عنده صح الثاني والثالث عنده صح في رؤيته وارائه والاراء لكل حق في ابداء الاراء فانت لماذا تداين الطرف الاخر برايه ومن يصدر رايك على رايه؟

هي القصة قصة رايه ورايك أو قصة الفكرة في نفسها لها حقيقة وموازين أو لا؟ انظروا كيف يلبسون تعتيما في هذا البحث كانما يجعلون هوية الفكرة الشخص لا هوية الشخص الفكرة

يقولون هذا رايه وله حق وانت لك حق لماذا تريد ان تسائله وتداينه على رايك؟ كانما صار الراي ملك هذا أو ملك ذاك يتلون بهذا أو بذاك الفكر في نفسه لا يتلون بلون العلم في نفسه لا يتلون بلون علم الف أو علم باء علم زيد أو علم عمرو العلم هو في نفسه مجرد بينما هم هكذا يتصورون.

بينما في الطرف الاخر في الفارق الثالث عند اهل البيت النسبية نسبية في الحقيقة يعني ماذا تعني النسبية في الحقيقة؟ يعني انت ايها السائر على الصراط المستقيم تصل إلى درجات وغيرك يصل إلى درجات اعلى أو ادون فهناك درجات في طي الصراط في الاحتواش والاحتواء للحقيقة يصل إليها من يصل ويغفل عنها من يغفل عند الله العلم الكامل ويطلق عليه ما شاء وما شاء من عباده المصطفين المعصومين البقية درجات دعونا نتوقف إلى ان نكمل هذه النقطة ...

وصلى الله على محمد واله الطاهرين...

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo