< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/06/24

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الاستتئآم والاستنساخ

 قلنا في الاستنساخ الذي جوز بصورة لاتؤدي الى اختلال النظام ومنع اذا ادى الى اختلال النظام

 هنا قد يقال ان حرمة الاستنساخ اذا كان بصورة واسعة مبتنية على شيئ

 وهو ان الافراد المستنسخة متماثلة من جميع الجهات فالخلقة متشابهة ومتماثلة من جميع الجهات فالتهويل والتحريم لعملية الاستنساخ الشائعة هو ان النسخ متشابهة مائة في المائة كنسخ الكتاب الواحد فذهبنا الى حرمة الاستنساخ بصورة واسعة

 لكن ذهب بعض علماء الطب انه لايوجد تشابه تام بين النسخ المستنسخة لانه يوجد عدد ضئيل من الجينات وهي الصفات الوراثية في السيتوبلازم للمراة فبيضة المراة المسلوبة النواة في السيتوبلازم توجد جينات قليلة تحمل صفات وراثية للمراة

 فخلية الرجل التي فيها جميع الصفات الوراثية ايضا توجد صفات وراثية في بيضة المراة وان نزعت نواتها

 وشيئ اخر وهو ان النواة التي اخذناها من شخص اخر غير بيضة المراة التي تشتمل على 46 كروموز وهو الذي يحمل الصفات الوراثية لمن اخذت منه الخلية فهو يحمل ميراث من اخذت منه الخلية لابائه واجداده

 فيمكن ان تظهر النسخ وفيها صفات وراثية لاجداد وجدات من اخذت منه الخلية الجسمية

فلاتوجد مماثلة كاملة من جهتين وهي

اولا: توجد صفات وراثية في نواة الخلية وصفات وراثية في سيتوبلازم المراة

ثانيا: ان الصفات الوراثية التي في صفات الخلية ماخوذة من ابائه وامهاته فهذه قد تكون بعضها للاجداد وبعضها للجدات

 فالمماثلة ليست كاملة بين النسخ

 وعليه فهل هذا يكفي لعدم تحريم الاستنساخ بصورتة الواسعة لعدم التشابه بالكامل؟

والجواب ان دليل الحرمة هو التشابه التام فيحصل اختلال النظام فاذا زال التشابه التام وصارت هناك فروق وتمايز بين النسخ المستصنعة والمستنسخة فمعه يزول اختلال النظام

 اذا تقدم عندنا ان الاستتام وهو اللعب في الخلية الجينية المتكونة من حيمن ذكري وبويضة مراة نتصرف فيها فنجعلها 12 و 18 و 32 وذالك بترقيع الجدار السميك الذي تمزق فكل منها بعد ترقيع الجدار تصبح ام

 والاستنساخ ايضا تصرف في الخلية بان نخرج منها النواة وكذا خلية المراة ننزع منها النواة وناتي بنواة خلية الرجل ونضعها في بيضة المراة منزوعة النواة

 فالاستتام والاستنساخ كلاهما لعب وتصرف بالخلايا

 وعلماء الطب هنا لايتصرفون بالخلية بل يتصرفون بالجينات فيغيرون الجينات من شخص لاخر

 فالموضوع الذي نريد ان نتكلم عنه هو هندسة وراثية

خصاص الجينوم البشري

 الان نذكر ماقاله الاطباء بصورة مبسطة مع حذف الاصطلاحات العلمية

اولا الخلية هي عبارة عن كائن حي تحتوي الخلية على نواة في داخلها هي سر النشاط الحياتي بها

 ويحيط بالنواة غشاء نووي فبين الغشاء النووي وبين النواة يوجد سائل يسمى السيتوبلازم

ثانيا النواة مكونة من جدار خفيف وسميك ونواة، وسائل بين النواة والجدار يسمى السيتوبلازم

ثالثا اما الكروموزمات وعددها 46 هي اجزاء داخل النواة وهي23 زوجا اي 46 كروموزم وهي تحمل الصفات الوراثية للانسان

رابعا الجين هو جزء من الكروموزم وهذا يحوي المعلومات الوراثية ومعلومات طريقة عمل الجسم في المستقبل كان يعمل بصورة قوية او خافته فهذه الجينات تحمل المعلومات الوراثية ومعلومات طريقة عمل الجسم لانه المسؤول عن صنع البروتين

 وعدد الجينات التي هي جزء من الكروموزمات تتراوح بين ستين الف الى سبعين الف جين موجودة في داخل الخلية لكن الذي يعمل من هذه الجينات عدد قليل حسب حاجة الخلية

 وذالك كما يقول الاطباء بالنسبة للدماغ فيقولون ان اذكى شخص في العالم يعمل دماغه بمقدار عشرة بالمائة والباقي ساكن وكذا الكلام في الجينات

 اذا عندنا خلية ونواة وكروموزم وفيه الجينات وهي اجزاء الكرموزم وهذا الجين يصنع البروتين

 مثلا الانسلين بروتين هام لخفض السكر في الدم تصنعه الجينات الموجودة على الكروموزمات رقم 11 فهو للسكر، وهذا الكروموزم يعطي جينات وهذه الجينات تعمل البروتين للسكر وهو الانسلين

خامسا البروتين فيه سلسلة من الاحماض فان نقصت هذه سلسلة الاحماض او اختلت فانه يؤدي الى مرض قد يكون خطيرا

 ثم ناتي الى الخلية التي تحتوي على الكروموزم والجين والبروتين فهذه الخلية عملها يختلف

 ففي الدماغ عملها يختلف عن خلية الجلد ويختلف عن عمل الكلية وفي الكبد عملها يختلف وهكذا

 فهذه الخلية وان كانت تحتوي على جميع الجينات التي هي بين الستين الى سبعين الف لكن الذي يعمل في الدماغ هو قسم خاص كانه الربع الاعلى مثلا وكذا مايعمل في الكبد هو قسم خاص ايضا وهو الربع الاسفل وهكذا

 وان عشرون بالمائة من الجينات في كل خلية تعمل والباقي وهي ثمانون بالمائة ساكنة وراكدة

 وهذه العشرون بالمائة منها مايعمل في الدماغ وغيرها مايعمل في الكبد وهكذا

 ويتجلى عمل بعض هذه الجينات وسكون بعضها في تكوين الجنين فالجنين حينما يتكون وهو الخلية الجنينية حيمن مع بيضة فعنده تعمل من الجينات اعداد محدودة وعندما تصير 32 خلية فتبدأ هذه الخلايا بالتمايز فمنها من يصنع الكبد ومنها من يصنع الدماغ ومنها من يصنع الاعصاب وكانها مأمورة من قبل الله تعالى وبعد ذالك تسكن ولاتتحرك وتبقى بحاجة الى الاوامر كي تتحرك ولكن من الذي يامرها لايعلمه الاّ الله تعالى

 وهذا لبيان الهندسة الوراثية فياتون الى الجينات ويرون المريض منها ويضعون جينا سالما بدلها من شخص اخر، او يضعون جين ذو العين الزرقاء او غير ذالك من الصفات التي يريدها وعليه فان الجينات المريضة ترفع ويوضع مكانها جينات سالمة فيكون الجنين سالما من الامراض

وهذه هي الهندسة الوراثية

 فالهندسة هي لعب وتصرف بالجينات

 واما الوراثة فهي احدى الخصائص الكونية التي اودعها الله سبحانه وتعالى في الاجناس المختلفة في مخلوقاته

 فهي خصائص كونيه اودعها الله في الاجناس المختلفة من المخلوقات التي فيها الحياة

 فتارة هذه الحياة فيها حس وحركة وارادة كالانسان والحيوان

 وتارة هذه الحياة فيها حس وحركة وهي النمو لكن لا ارادة له

 فالوراثة هي احدى الخصائص الكونية التي اودعها الله في مخلوقاته وهي الانسان والحيوان والنبات

 وهذه الوراثة هي موضوع قديم جدا كان العرب يعبر عنه بانه نزعة عرق فقد جاء الحديث في موسوعات العامة ان شخصا جاء للنبي ص فقال يارسول الله ولدي غلام اسود فقال النبي ص هل لك من ابل قال نعم قال مالونها قال حمر قال هل فيها من اورق وهو الاسود الى البياض قال نعم فقال اذا كانت جمالك حمر فكيف ولد لك جملا اورق فقال الاعرابي لعل نزعة عرق فقال النبي ص فلعل ابنك هذا نزعة اي وراثة

 والوراثة هي عبارة عن انتقال الصفات الحسنة او السيئة والامراض القابلة من الاصل الى الفرع

 فالكلام الان في الخصائص الجينوم البشري فان خصائص الوراثة موجودة في الجينوم وهي معلومات عن عمل الجسم في المستقبل

 فالموضوع هو خصائص الجينوم البشري من حيث الوراثة وحفظ النسب فهو موضوع يتصل بمقصد مهم من مقاصد الشريعة

فان مقاصد الشريعىة التي يذكرونها

المال فلابد ان يحفظ

العقل وهو من مقاصد الشريعة

النسب وهو مقصد من مقاصد الشريعةالعرض

الدين وهو ايضا من مقاصد الشريعة

 فبحثنا في الهندسة الوراثية هو يتصل بالوراثة وحفظ النسل وصيانة النسب وهو مقصد من مقاصد الشريعة

اولا في الجينوم تسارعت الكشوفات حول الجينوم البشري والهندسة الوراثية وهذا يجعلنا ان نرتب حاجة الى جوانب متعددة صاحبت تلك الكشوف في الجينوم الذي هو جزء الكروموزم اتضحت معالم وراثية خفية لمكونات الخلية الجينية وهي الكروموزم وامكان التحكم فيها بان ناخذ الجينات المريضىة ونضع الجينات السالمة

ثانيا ان هذا الاتضاح وهو التحكم بالخلية الجينية لايزعزع ايمان الفرد المسلم بل يبصره بما في نفسه من اسرار

 فهذه الاتضاحات لاتزعزع ايمان المسلم بل تقوي ايمانه على الاسرار وعلى وجود منظم

ثالثا ان هذه المعالم الوراثية تعلقت بها الارادة الالهية الكونية لان هذه المعلومات الوراثية عبارة عن استخدام قوانين سنها الله واودعها في مخلوقاته

 فالهندسة الوراثية لم يعمل العلماء شيئ اكثر من اكتشافهم للقانون والسر

رابعا لابد من النظر في الحكم التكليفي من مشروعية هذه الاعمال من اللعب وتبديل وتغير الجينات من خلية الى خلية اخرى وذالك لكي يتسنى للملتزمين بالشريعة الاحجام عن هذا العمل والاحجام عن الاذن فيه وان لايعين عليه حتى لو كان فيها امور نافعة بعد فرض ان اصل العملية محرمة

 فان النفع المادي لايكون على حساب لحوق الضرر المعنوي من التحليل من الحرام

 فان النفع المادي من الهندسة الوراثية لوكانت محرمة فلا يجوز

 ثم النظر في الحكم الشرعي بالنسبة لمن يعمله من غير الملتزمين باوامر الدين وهي الاثار الوضعية على من عملها من احكام الارث والنسب والزواج وخاصة الفحص قبل الزواج

 ثم انه هناك احكاما شرعية للهندسة الوراثية تتصل بالاعفاء من العقاب فيما اذا كان الخلل وراثيا كما لوصار مجنونا فانه سوف لايعاقب اذا اعتدى على اخر بالقتل فلو ثبت انه مريض او مجنون فلايعاقب

 فقد يكون هناك اعفاء من عقاب الجريمة اذا ثبت ان الخلل من الجريمة هو وراثي

 فالكلام في الهندسة الوراثية وهي قرائة الجينوم اوخصائص الجينوم البشري

 يأتي الكلام انشاء الله

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo