< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/04/29

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: السوق الماليّة.

 الكلام في عقد المستقبليات

 في الاسواق المالية هناك نوع من المتاجرة يقال له عقد المستقبليات فتباع السلع على نحو البيع المستقبلي

وتوضيح عقد المستقبليات

 ان السلع تشمل المواد المعدنية والمنتجات الحيوانية والصناعية وغيرها وله ثلاث صور

الاولى: التعامل بالسلع الحاضرة عند البائعين فتباع اما بالثمن الحال او المؤجل، وهذا النوع من بيع السلع يعزّ وجوده في سوق البورصات والاوراق المالية

الثانية: البيوع المقدمة بان يحصل البيع الان ويتم التسليم بعد ستة اشهر وهو كالسلم فهو تاجيل المثمن وكذا عقود التوريد بناء على صحته فهو تاخير الثمن والمثمن

الثالث: بيع المستقبليات وهو ليس بيع سلم وليس بيع توريد بل هو نوع جديد من انواع البيوع

 وقد تكونت للمتاجرة في بيع المستقبليات بورصات مستقلة يتعامل فيها بالملايين كل يوم، ويدعي اليابانيون انهم ابتكروا هذه البيوع

حقيقة البيوع المستقبيلة

 ان العقود المستقبلية هي عقود تجارية تقتضي الشراء او البيع للكميات المعينة من السلع لتواريخ مستقبلة معينة، فهو يشمل كل بيع يكون التسليم فيه في تاريخ لاحق

 ولكن هناك فرق جوهري بين بيع المستقبليات وعقود السلم والتوريد ففيها يتم العقد ويتعهد البائع ان يسلم المبيع في وقت لاحق، اما عقد المستقبليات فان السلع قد استخدم كاساس للتعامل ولايقصد التسليم والتسليم وهذا هو الغالب في عقود المستقبليات فكل من البائع والمشتري لاينوي ولا يقصد التسليم والتسلم

 اذاً هذا التعريف من دائرة المعارف البريطانية يشمل بيع السلم والتوريد ايضا لكنه في بيوع المستقبليات لايوجد تسليم وتسلم للسلع

 ايضا ذكرت دائرة المعارف فرقا بين عقود المستقليات والسلم وهو ان اصطلاح السلع في العقود الجديدة يستعمل لبيان الاساس الذي يقوم عليه التعامل

 وكان نشوء عقود المستقبليات بصورة معقولة وهو تحقيق الاستقرار في السلع الزراعية بحيث ان الفلاح يحتاج الى ضمان بيع محصولاته والتاجر يريد ضمان حصوله على القمح فغرفة السوق ترى وجود طلبات للبيع من الفلاح وطلبات شراء من التجار ويتم التفيذ بعد ثلاثة اشهر ويتم التسليم حين التسليم وقد بدأت هذه العقود بالقمح ثم توسعت، وهذا هو كعقود التوريد وعقود التوريد باطلة عند علمائنا

وان كنّا ناقشنا في عدم صحة عقود التوريد واثبتنا صحتها باعتبارها ليست بيعا للدين بالدين على ان رواياته ضعيفة، فالمعاملة فيها صحيحة

 فعقود المستقبليات نشوئها نشوئا معقولا ولكنه تغير الامر فيها بحيث انه الآن لايقصد منها تسليم وتسلم السلعة بل يقصد منها القمار والتأمين ضد الخسارة

كيف يتامل بعقود المستقبليات؟

اولا: هذه العقود يتم التعامل بها في اسواق منظمة تسمى سوق تبادل السلع ويتم التعامل على اساس العضوية

 واعضاء هذا السوق تتكون من منتجين للبضائع والسلع ومن عدة متاجرين لهذه السلع ومؤسسات للسماسرة

ثانيا: المتعامل في عقود المستقبليات يجب ان يفتح حسابا في ادارة السوق يتضمن مبلغا معينا يبقى عند ادارة السوق ضمانا لتصفية التعامل فلو حصل الربح فيودع في حسابة وان حصلت خسارة فتغطى الخسائر من حسابه، ولابد ان يكون المبلغ المودع في الحساب متناسبا مع مقدار الصفقة التي يريد التعامل بها

ثالثا: تباع السلع بكميات محددة كأن يكون التعامل مقسما على وحدات تجارية كل وحدة تقدر بعشرين طن مثلا وهكذا

رابعا: ان يرغب الشخص ببيع وحدة من قمح الدرجة الاولى في اول شهر رمضان ويسلمه في شوال فيخبر غرفة السوق بذالك فلو رغب راغب بالشراء فهو يُعلم الغرفة المذكورة ايضا فهنا هيئة الغرفة تعقد العقد بينهما من دون وجود البائع والمشتري ومن دون التقائها لان غرفة السوق هي التي تتكفل العقد

خامسا: المشتري لاينتظر الى شوال بل يبيعها فورا الى شخص آخر فتقع الوحدة محل بيع وشراء في كل يوم، وتسجل الارباح والخسائر في حساب المتعاملين

 وعند وقت التسليم لابد للبائع الاول التسليم الى المشتري الاخير، او انه يبيعه على البائع الاول فيتم البيع من دون تسليم وتسلم

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo