< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/03/12

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: مشاكل السوق الاسلامية.

 قلنا ان السوق الاسلامية فيها مشاكل وما لم تحل هذه المشاكل لاتكون السوق الاسلامية مؤدية للغرض المطلوب منها.

 اول مشكلة في السوق الاسلامية المماطلة في تسديد الديون فهذه تربك الوضع الاقتصادي ولاتجعل المعاملات مستقرة، وقد ذكرنا حلا لهذه المشكلة وان لم يكن هذا الحل هو مورد التطبيييق فعلا.

 المشكلة الثانية كما تقدم هو ربط الربح باسعار الفائدة العالمية وهو الربح في البيع الآجل او الربح في البيع النقدي فيربط بسعر الفائدة العالمية، كما لو اشترى سيارة بعشرة ملايين وبقيت عندة شهر ثم اراد ان يبيعها فيربط سعره بسعر الفائدة العالمية في البنوك الربوية فيحسب ويبيعها بعشرة ملايين ومائتين وخمسين الف وهكذا، او اذا اراد الانسان ان يشتري السلعة الى أجل فكلما زاد الاجل فيكون السعر اكثر وهكذا، فالتجار عادتا في السوق يربطون ارباحهم بسعر الفائدة العالمية.

 والسر في ذلك هو ان هذا التاجر المسلم او البنك الاسلامي الذي يريد ان يربح فهؤلاء يعيشون في جو ومحيط يتعاملون فيه بالفائدة والمعاملات الربوية، فهم يتعاملون بمستوى ربح وفوائد السوق، وقد تقدم هذا في الدرس السابق.

 وهناك سر آخر في ذلك وهو: هناك اسواق عالمية عملاقة يتولد منها سعر يمثل اساس جميع الاسعار في العالم، فمثلا في سوق البترول يكون مستوى السعر هو الذي تعطيه منطقة برنت الشمال، فاتفاع سعر قيمة برنت يؤدي الى ارتفاع جميع اسواق النفط العالمية، وكذا في سوق الذهب فان سعر سوق نيويورك يمثل السعر العالمي صعودا ونزولاً، وكذا اسعار الفائدة فان كل البنوك العالمية تربط فوائدها بما يبلغه سوق ليبور في لندن وسوق براين ريت في نيويورك من اسعار الفوائد، اما في البنوك الاسلامية والتجارة الاسلامية فلايوجد معيار مستقل يمكن ربط الربح به، لذلك نرى ان البنوك الاسلامية تتبنى اسعار الفوائد الدولية لعدم وجود معيار مستقل لها للربح، وهذا سبب ثاني لربط ارباحنا بالبيوع النقدية والآجلة فلو فرضنا ان سعر البرتقال في العراق الفين دينار وارد شخص ان يبيعة باربعة الاف دينار فلايتمكن من ذلك لان السوق تبيعة بدينارين، فلايمكن مخالفة الاتجاة العام ولابد من ربط البيع الآجل بمستوى الفائدة.

 والسؤال هو: مادامت الهيمنة الرأسمالية الربوية في الاسواق هي التي تفرض على الاسلاميين الملتزمين ربط ارباحهم بمستوى الفائدة فهل يجوز لنا استخدام وربط الربح بالبيوع الآجلة بمستوى الفائدة العالمي او لايجوز؟

 والجواب: ان ربط الاسواق بالفوائد العالمية ينافي الآداب والمستحبات الاسلامية، لان المفروض من المسلم ان يتأدب بآداب الاسلام و يبتعد عن ربط ربحه بمستوى الفائدة، لان الاسلام يوصي بالربح بمقدار قوت اليوم وفي نفس الوقت الربح الاكثر ليس حراما في الشريعة الاسلامية، والروايات هي:

 عن سليمان بن صالح وابي شبل جميعا عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: ربح المؤمن على المؤمن ربا الاّ ان يشتري باكثر من مائة درهم فاربح عليه قوت يومك او يشتريه للتجارة فاربحوا عليهم وارفقوا بهم. الباب 10 من آداب التجارة الحديث 1.

 ورواية ابي جعفر الفزاري، قال دعى ابو عبد الله (عليه السلام) مولى له اسمه مصادف فاعطاه الف دينار وقال له تجهّز حتى تخرج الى مصر، قال فتجهز بمتاع وخرج مع التجار الى مصر فلما دنوا من مصر استقبلتهم قافلة خارجة من مصر فسالوهم عن المتاع الذي معهم ماحاله في المدينة وكان متاع العامة فاخبروهم انه ليس بمصر منه شيئ فتحالفوا وتعاقدوا على ان لاينقص متاعهم من ربح الدينار دينارين، فلما قبضوا اموالهم انصرفوا الى المدينة فدخل مصادف على ابي عبد الله (عليه السلام) ومعه كيسان كل واحد الف دينا، فقال: جعلت فداك هذا راس المال وهذا الآخر ربح، فقال الامام (عليه السلام) ان هذا الربح كثير، فحدثه كيف صنعوا وكيف تحالفوا، فقال (عليه السلام) سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين ان لاتبيعوهم الابربح الدينار دينارا ثم اخذ أحد الكيسين وقال هذا رأس مالي ولا حاجة لنا بالربح. الباب 26 من آداب التجارة ، الحديث1.

 فهذه روايتين تذم الربح الكثير وهناك روايات تجيز فيحمل على الاستحباب والكراهة، فربط الربح بمستوى الفائدة هو خلاف الادب الاسلامي.

 فالآداب الاسلامية لاتحبذ ربط ربحنا بمستوى الفائدة، كما انه لاتوجد عندنا طريقة لحساب الربح، فلابد من ان تكون شروط المتعاقدين موافقة للشريعة والآداب الاسلامية فلذلك يجوز ربط الربح بسعر الفائدة اذا كانت صيغة البيع صحيحة، ولابد من مراعاة الآداب والشروط الاسلامية في المعاملات.

 وماهي الاثار السلبية لهذه المشكلة على عمل البنوك، فالبنوك عندها ودائع استثمارية من الناس لاجل المضاربات ويسمى حوض السيولة وهي ودائع استثمارية يعمل بها البنك بشراء المعادن والاراضي وغيرذلك، اما البنوك الاسلامية فتستثمرها في المعاملات المحللة واما البنوك غير الاسلامية فتستثمرها في الديون الناشئة من القروض مع الفوائد وهي الربوية أو تودعها في مصارف اخرى، هنا توجد اخطار وآثار سلبية في الودائع الاستثمارية عند التجار والبنوك، والاثار السلبية هي:

اولا: ان ربط ا الربح للتجار والبنوك الاسلامية بمستوى الفائدة يوجب التشكيك في اسلامية التاجر والبنوك لان الفائدة التي يعطيها هي كالفوائد التي تعطيها البنوك الربوية، فهناك شبهة في ان الاحكام الاسلامية هي كالاحكام غيرالاسلامي.

ثانيا: ان البنك الاسلامي قد يتحايل عليك عندما تتغير اسعار الفائدة فلايبيعك بسعر معين بل يبيعك بشرط ان كل شهر تعطيه الفائدة حذرا من ان ياخذ بسعر معين للفائدة ثم يرتفع سعرها.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo